بمناسبة اليوم العالمي لصحة الفم
حملة تحسيسية وطنية للتوعية

- 1054

أوضح الدكتور أمين نقيب أخصائي صحة الأسنان، أن الجزائريين لا زالوا يهمشون صحة الفم، والدليل على ذلك، كثرة المشاكل المتعلقة بصحة الأسنان، وتسببها في بروز العديد من الأمراض التي يجرها تسوس الأسنان ومشاكل اللثة، مشيرا إلى أن جمعية "صحة الفم" ستطلق خلال مارس الجاري، حملة وطنية تحسيسية للتوعية بأهمية الحفاظ على الأسنان، ومواكبة العالم الذي يحتفل في 20 مارس من كل سنة باليوم العالمي لصحة الفم.
أشار المتحدث إلى أن هذه المبادرة ستكون فرصة لوضع إستراتيجية وطنية مع مختلف الجمعيات الطبية والصيدلانية، للتحسيس بأهمية الحفاظ على سلامة الفم، موضحا أنه سوف يسمح ذلك للمواطنين باستشارة طبيب أسنان، وفحص حالتهم والتماس ما إذا كانوا يعانون أمراضا مرتبطة بمشاكل الفم.
قال الأخصائي، إن تهميش بعض قواعد السلامة المرتبطة بصحة الفم، تجر العديد من المشاكل الصحية الأخرى، فهو مشكل لا يقل أهمية عن باقي الأمراض المستعصية الأخرى. موضحا أن مشكل الأسنان والآلام المصاحبة له، هو في حقيقة الأمر تفاقم لمشكل التسوس وعدم علاجه، إذ يمر ذلك عبر مراحل تكون في بداية الأمر سطحية، لكنه حينما يصل السن أو الضرس إلى مستوى معين من التسوس، يصبح عرضة لمشكل عدوى العصب، ويكون ذلك بوتيرة أسرع من مراحل تسوس الأسنان، إذ أن التسوس يعتبر بكتيريا تصيب المينا وتتسبب في تآكل الضرس، وصولا إلى الجزء الداخلي من السن أو الضرس، و«تعري" الضرس هو ما يسبب تلك الآلام التي لا تحتمل، وتصاحبها أزمات أخرى كالصداع الحاد، وآلام على مستوى الأذنين، مما يتسبب في عدم راحة الجسم كافة.
أوضح الدكتور نقيب، أنه يتم الاحتفال بهذا اليوم كل عام حول العالم، لزيادة الوعي العالمي بالقضايا المتعلقة بالصحة الفموية وأهمية نظافة الفم، حتى تتمكن الحكومات والجمعيات الصحية وعامة الناس من العمل معا لتحقيق الهدف المنشود من هذا اليوم، وهو أن يكون الفم صحيا وخاليا من الأمراض، وأن يتمتع الفرد بحياة صحية مريحة، حيث قال "لقد خصصت المنظمة العالمية للصحة يوم 20 مارس من كل سنة، مناسبة لتعزيز الإرشادات الرامية إلى إبراز أهمية صحة الأسنان واللثة، ولنشر تلك الثقافة عبر مختلف سكان العالم، لاسيما الأطفال الذين لابد أن يتبنوا تلك الثقافة كجزء من عاداتهم اليومية".
أكد المتحدث أن الجزائر ولقلة الأهمية التي توليها المصالح الخاصة للأمراض المرتبطة بالفم، لا توجد إحصائيات دقيقة تبرز عدد المصابين بمشاكل الأسنان محليا، إلا أنه عالميا تشير المنظمة العالمية للصحة أن 90 بالمائة من سكان العالم يعانون من أمراض الفم بدرجات متفاوتة، وكثير من الناس يهملون هذه الأمراض ويعتبرونها مشاكل سطحية لا تستدعي استشارة الطبيب بخصوصها.
شدد المتحدث على أنه من الضروري استشارة طبيب أسنان عند الشعور بالآلام على مستوى الأسنان ويجب عدم الاستهانة بها، لأن تراكم المشكل، لاسيما على مستوى العصب، يسبب تهيج وتقيح اللثة، وهذا ما يهدد بإصابة القلب بعدوى بكتيرية، كما يمكن لتلك البكتيريا أن تشكل "خراجا بكتيريا" على مستوى الدماغ، وهذا أيضا يهدد صحة الجسم.
في الأخير، نصح الأخصائي بضرورة تثقيف الأطفال بأهمية فرش الأسنان كعادة على الأقل مرتين في اليوم، بعد الغذاء وقبل الذهاب للنوم، حفاظا على صحة الأسنان وتفادي تفاقم المشكل منذ الصغر، أو حين بلوغ مرحلة الشباب، للحفاظ على الجانب الجمالي للأسنان من جهة، وعلى صحة الجسم من جهة أخرى.