للقضاء على التبذير خلال رمضان

حملة تحسيسية وطنية لترشيد الاستهلاك

حملة تحسيسية وطنية لترشيد الاستهلاك
  • القراءات: 363
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أطلقت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مؤخرا، حملة وطنية تحسيسية ضد التبذير الذي يتكرر كسلوك استهلاكي للمواطن خلال الشهر الفضيل، حيث ارتأت المنظمة، استباق الحملة خصوصا وأن المستهلك يعرف حركة استهلاكية كبيرة قبل رمضان وخلال الأيام الأولى منه، ليستمر ذلك خلال العشر الأواخر تحضيرا للعيد، حيث تكون الآثار الجانبية لتلك الحركة، تبذير، وإسراف كبير في المواد الغذائية التي يقتنيها الفرد بكميات كبيرة، لتحضير مائدة الافطار.

تجدد المنظمة حملتها السنوية، التي تعود مع الشهر الفضيل، تحت شعار "مستهلك واعي"، للتقليل والقضاء على مظاهر التبذير، التي تمارسها بعض الأسر عند اقتناء مشترياتها، وحتى عند تحضير الأكل، حيث أكد القائمون على التظاهرة، أن الشهر الفضيل بالنسبة للبعض فرصة للإبداع والتفنن في المطبخ، الأمر الذي يستدعي اقتناء مستلزمات مختلفة من الخضار والفواكه والأجبان واللحوم بأنواعها، ومشتقات الحليب وغيرها، التي يتم استهلاكها بكمية قليلة منها ويتم إلقاء البقية في القمامة، وهذا الأمر المرفوض والذي يدخل في باب التبذير.

قدم مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مجموعة من النصائح والارشادات التي تهدف الى توجيه الاستهلاك، نحو استهلاك رشيد، على غرار شراء ما يحتاج من مستلزمات، وبطريقة يومية، حتى لا تفسد المشتريات خلال الأسبوع الأول وتلقى في القمامة، وكذا تحضير كمية كافية للعائلة فقط، دون الاكثار من الأصناف والمأكولات التي ترمى في نهاية اليوم، وكذا الحرص على إعادة تدوير المأكولات المتبقية، وابتكار وصفات لإعادة استهلاكها وتحضير بها صنف جديد من الطعام في اليوم الموالي، وحسن تخزينها في الثلاجة حتى لا تفسد، هذا الى جانب مراقبة المخزون من الأطعمة النيّئة، تفاديا لبلوغها مرحلة انتهاء فترة الصلاحية، دون حتى أن يتم فتحها أو استعمالها، وابتكار وصفة لطبخها قبل ذلك التاريخ .

وأضاف رئيس المنظمة، أن التفكير في الغير، والمحتاجين خلال الشهر الفضيل، أمر أكثر من واجب وضروري، حيث يمكن بذلك التبرع بالفائض للمحتاجين، وإطعام الفقراء من الحي شخص أو شخصين إذا أمكن ذلك، لاسيما وأن هناك بعض الأشخاص دون مأوى ثابت، وليس لديهم لقمة لسد الجوع عند الإفطار، فمن واجب كل شخص التفكير فيهم، وبدل التبذير تقديم ذلك الطعام لهم، أو التصدق بالمال، مؤكدا أن هذا أفضل من إسرافه في مقتنيات لا فائدة منها، ومصيرها الحتمي القمامة مباشرة، بل وأكثر من هذا إذ يبذر عليها الماء والغاز والكهرباء في التحضير ثم تلقى في القمامة.

وذكر المتحدث قول الله تعالى:

{وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}،

حيث تبين الآية الكريمة، سوء التبذير والاسراف في الأطعمة، وشبه المبذر بأخ الشيطان، لعظمة هذا الفعل، فما بالك أن يتم ذلك خلال الشهر الفضيل، الذي من المفروض أن يكون شهر الرحمة وفعل الخير والتقرب من الله.