تشهد عدة مساجد بمدينة وهران، انطلاق حملات تطوّع لتنظيف ودهن المساجد وصيانة التجهيزات، يقودها مجموعات شباب، وذلك مع اقتراب شهر رمضان الكريم، الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودات.

باشر عشرات المتطوعين بمدينة وهران، حملات خاصة لتنظيف المساجد ودهنها وصيانة تجهيزاتها المعطلة، في مبادرة تتزامن والحراك الشعبي، حيث لاتزال عدة مبادرات مماثلة قائمة بمدينة وهران على مبادرات تنظيف الشوارع والساحات العمومية والفضاءات الخاصة بالأطفال والغابات. وقد شرع الشباب المتطوعون في نشر دعوات لصالح نظرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر منشورات وملصقات على الجدران، تدعو إلى المساهمة في عمليات التطوع التي تخدم بيوت الله مع اقتراب الشهر الكريم. وقد وقفت "المساء" على عمليات تطوع بحي الصنوبر الشعبي، حيث اشترى مجموعة من الشباب مواد الدهن لطلاء واجهات المساجد القديمة بالمنطقة، في وقت يعمل مواطنون آخرون على تنظيف المساجد وتطهيرها.

كما تشمل العملية تطوع ربات البيوت بغسل السجاجيد والأفرشة، إذ يتبرع كل مواطن بحمل سجاد من المسجد والتوجّه به إلى منزله قصد تنظيفه. ويوضّح الشباب أن إدراج ربات البيوت ضمن العملية يدخل ضمن تصوّر إشراك الجميع في خدمة بيوت الله بمن فيهم ربات البيوت ممن لا يتمكنّ من الخروج والمساهمة في التطوع الذي يبقى مطلوبا من الجميع. كما شملت العمليات التطوعية صيانة الكهرباء ومكبّرات الصوت والتهوية والتبريد ومختلف التجهيزات.

وأكد الشباب أنهم قاموا بجمع مبالغ مالية للتكفل بهذه المستلزمات بدون المساس بأموال المساجد والزكاة التي تبقى موجهة لصالح المعوزين. ودعا الشباب المحسنين إلى التقرب من المساجد قصد المساعدة؛ بتوفير التجهيزات والمستلزمات الناقصة لاستقبال شهر رمضان في أحسن الظروف. وذكر بعض المتطوعين أن مثل هذه المبادرات يجب أن تعمَّم على باقي الأحياء الكبرى لتنظيف بيوت الله واستقبال الشهر الفضيل الذي يعرف إقبالا من المصلين، خاصة لأداء صلاة التراويح. كما أكدوا أنّ العملية ستتوسع إلى باقي مساجد الحي بإشراك الجميع في خدمة بيوت الله.