جامعة البليدة "1" تنخرط في مسعى محاربة المخدرات
حملات تحسيسية يقودها مختصون وسط الطلبة

- 713

لاتزال حملات التوعية ضد مخاطر آفة المخدرات متواصلة؛ حيث بادرت جامعة البليدة 1؛ دعما لمساعي جهود الدولة في مكافحة آفة المخدرات، بتنظيم تظاهرة تحسيسية، حاول من خلالها المختصون من أساتذة ودكاترة، لفت انتباه الطلبة إلى خطورة هذه الآفة، وتقديم بعض المقترحات العلمية للمساهمة في الحد منها .
قال الأستاذ نور الدين بكيس، المختص في علم الاجتماع السياسي في حديث خص به "المساء" على هامش محاضرة ألقاها حول آفة المخدرات بمنظور اجتماعي، إن كل ما يتعلق بآفة المخدرات أصبح معلوما من حيث أنواعها ومخاطرها. وتبقى المراهنة على تفعيل الحلول الاستعجالية، التي من شأنها محاربة هذه الآفة؛ من خلال البدء في الحد منها كخطوة أولى، والتي يُفترض أن تبدأ بالتطبيق الفعلي للقوانين، وبشكل صارم، موضحا: "القوانين تناولت، بالتفصيل، كل ما يتعلق بمحاربة الظاهرة"، مشيرا إلى أن أبسط مثال عن التقصير في تطبيق القانون في قطاع التعليم، حالة التسيب داخل المؤسسات التربوية والجامعات"؛ لذا لا بد، حسب المختص "من تفعيل دور أعوان الأمن والمراقبين، ودور كل العاملين في قطاعي التربية والتعليم؛ لمحاصرة الظاهرة"، مؤكدا أن قيام كل واحد على مستوى قطاعي التربية والتعليم العالي بدوره المنوط به، كفيل بالقضاء على 70 ٪ من الظاهرة بهذا المحيط"، مرجعا "التسيب والتساهل وراء تفشي هذه الظاهرة بهذه الأوساط التعليمية".
ومن جهة أخرى، يعتقد المختص في العلوم الاجتماعية والسياسية، أن واحدا من أسباب تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، عدم قدرة الشباب على الاندماج الفعلي في المجتمع؛ الأمر الذي يدفع بهم إلى الاندماج المجتمعي بطريقة غير قانونية؛ من خلال تعاطي المخدرات كنوع من الانتقام، وبحثا عن الشعور بنشوة الحياة الأفضل"، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن الجمعيات وكل الفاعلين بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لمحاربة الظاهرة، وعدم تحميل الأسرة وحدها، مسؤولية حماية الأبناء، خاصة أن دور الأسرة تراجع في الآونة الأخيرة، وأصبح يتم تقاسمه مع عدد من المؤسسات الفاعلة في المجتمع؛ من مساجد، وجمعيات، ومؤسسات شبابية.
ومن جهتها، المختصة في علم النفس العيادي الأستاذة فتيحة بن موفق، ترى أن تعاطي المخدرات متوقف على الاستعدادات النفسية عند بعض الأشخاص، الذين يعانون من هشاشة نفسية، ممثلة في اضطرابات الشخصية؛ نظرا لبعض المشاكل التي عانوا منها خلال طفولتهم، وبالتالي فإن الاهتمام بعلاج متعاطي المخدرات، لا بد أن لا يتوقف على العلاج العضوي فقط، وإنما لا بد، حسب المختصة، "من المراهنة على العلاج النفسي، الذي يلعب دورا بارزا في مساعدة مدمن المخدرات على تجاوز الإدمان"، مشيرة في السياق، إلى أن الدراسات تؤكد أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الحركة، معرضون في المستقبل، لولوج عالم المخدرات؛ لأن لديهم استعدادا نفسيا، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك عمل استباقي وقائي لتجنب وقوعهم، في المستقبل، في آفة المخدرات؛ الأمر الذي يتطلب المرافقة النفسية الأولية.
ومن جهة أخرى، تؤكد المختصة النفسية أن الأولياء مدعوّون للانتباه إلى سلوكات أبنائهم منذ الطفولة، والبحث في إمكانية أن يكون لديهم بعض الاستعدادات التي يمكن أن تدفع بهم إلى ولوج هذا العالم، مؤكدة في الإطار، أن التوعية ضرورية جدا في مراحل نمو الأطفال، خاصة في مرحلة المراهقة التي تُعد أكبر تحدّ. ولعل من الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها الأولياء، ملء فراغ الأبناء بالعمل التطوعي، أو بعض الأنشطة الرياضية التي تحميهم من الوقوع ضحايا مثل هذه الآفات الاجتماعية.