رئيس قسم النشاط الثقافي والبرمجة بقصر الثقافة، لـ "المساء":

حماية الحرف التقليدية من الاندثار أكبر تحديات القطاع

حماية الحرف التقليدية من الاندثار أكبر تحديات القطاع
مراد برنوصي، رئيس قسم النشاط الثقافي والبرمجة بقصر الثقافة مفدي زكريا
  • القراءات: 4700
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد مراد برنوصي، رئيس قسم النشاط الثقافي والبرمجة بقصر الثقافة مفدي زكريا، مؤخرا، على هامش صالون الصناعة التقليدية والحرف الذي نُظم في احتفالية يناير، أكد على ضرورة إعادة إنعاش هذا القطاع، الذي شهد ركودا لنحو سنتين كاملتين، مشيرا إلى أن العديد من الحرفيين تواصلوا معه خلال هذه الفترة، إلى عرض مشاكلهم التي يتخبطون فيها في ظل غياب التسويق، وموضحا أن العديد منهم أوقفوا نشاطهم لكبح خسارتهم، وهذا ما سيسيئ، حسبه، للكثير من الحرف مستقبلا. 

وقال برنوصي: "قبل الأزمة الصحية الراهنة، عملت الحكومة السابقة جاهدة، على إعادة تفعيل هذا القطاع الذي يُعد جزءا من القطاع السياحي، وله دور كبير في الترويج للثقافة المحلية، وإثارة فضول السياح واستقطابهم محليا ومن دول أجنبية، موضحا أن الاهتمام بهذا القطاع كان دائما بالبحث عن سبل جديدة لإعادة النهوض به، لا سيما أن الجزائر تزخر بثقافة فسيفسائية في ما يخص الصناعة التقليدية، بفضل كبر مساحة الجزائر وتعداد ولاياتها، واختلافها من حيث العادات والتقاليد، وهو ما يجعلها  قارة، تختلف قطعها الفنية من ولاية إلى أخرى. كما تجلى ذلك الاهتمام من خلال تنظيم أيام دراسية حول بعض الصناعات والحرف، فضلا عن تكثيف تنظيم معارض الحرف، وتشجيع الحرفيين حتى الصغار منهم، إلى جانب تنظيم ورشات تكوينية للنساء الماكثات بالبيت لتعلّم الحرف وتطويرها، وتبادل المعارف بين أكبر الحرفيين، كل هذا من أجل النهوض بالقطاع؛ سعيا لجعله من القطاعات الحيوية، التي يمكنها المساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من جهة، وامتصاص البطالة من جهة أخرى".

وأضاف المتحدث: "رغم كل تلك الجهود إلا أن الأزمة الصحية التي عاشها العالم بسبب انتشار الوباء القاتل، ضربت، مباشرة، كل القطاعات، لاسيما القطاعات الأكثر حساسية، والتي تُعتبر من القطاعات الثانوية"، على حد تعبيره. وقال: "أكثر ما نتخوف منه اليوم هو اختفاء بعض الحرف، خاصة تلك التي تتطلب مجهودا كبيرا، ومازال فقط كبار السن يحافظون على أصالتها، فاختفاؤها يهدد باختفاء جزء من الهوية، وابتعاد أصحاب هذه المهن عن حرفتهم لتقليل الخسارة، والتوجه نحو أعمال أخرى للربح، هذا أكبر كابوس لهذا القطاع، وعلى هذا لا بد من البحث عن سبل جديدة تتماشى والأزمة، للنهوض، من جديد، بتلك الحرف، وإعادة إنعاشها". وفي الأخير أكد مراد برنوصي أن قصر الثقافة يفتح دائما أبوابه نحو هذا النوع من المبادرات، بتنظيم صالونات الصناعة التقليدية والحرف. ويرحّب بكل الحرفيين، كبارا وصغارا؛ بتشجيعهم على الإبداع، والانضمام للحرف لا سيما القديمة منها، كصناعة الزرابي، والنحاس، والجلود، والتي تُعد من المهن النبيلة التي تعكس الهوية الجزائرية، وهذا بالإبقاء على أصالتها؛ باعتبارها ثروة ثمينة، لا بد من حمايتها من الزوال.