الدكتور أمحمد بن عتو لـ"المساء"

حماية الجسم من الأمراض ترتكز على ثلاثة أبعاد

حماية الجسم من الأمراض ترتكز على ثلاثة أبعاد
الدكتور أمحمد بن عتو، المختص في التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي في البليدة
  • القراءات: 891
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

العادات الخاطئة تهدم صحة الإنسان

السكر الأبيض وراء الكثير من المشاكل والتعقيدات 

❊ النوم المبكر يضبط عمل هرمون الميلاتونين ويجنب السرطان

نزل الدكتور أمحمد بن عتو، المختص في التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي في البليدة، ورئيس مصلحة الإنعاش الطبي "كوفيد 19"، ضيفا على منتدى "المساء"، وقدم لقرائها نصائح صحية ذهبية، لاعتمادها في يومياتهم، خصوصا أمام انتشار أمراض القلب والأوعية وأمراض السرطان، حيث أكد أن الوقاية بأبعادها الثلاثية، هي أساس الحفاظ على الجسم السليم، ومنه العقل السليم، مشيرا في السياق، إلى أهمية اتباع نمط عيش صحي عماده الأكل الصحي النباتي بدرجة عالية، مع الهروب من قبضة السكر الأبيض الذي يعد العدو الأول للصحة، يليه النوم باكرا، مع التأكيد على ضرورة تغيير الكثير من العادات الخاطئة التي تهدم الصحة، على غرار شرب القهوة على معدة فارغة، في الوقت الذي يحتاج الجسم إلى طاقة معتبرة لنشاطه خلال اليوم.

استهل ضيف "المساء" الدكتور بن عتو، حديثه عن أعداء الانسان وأوجزها في "نقص الحركة" و"السكر"، وعرض بإسهاب دور الوقاية التي تعد خير من العلاج، حيث قال: "الوقاية هي أول نصيحة أحدثكم عنها، ولابد أن تؤخذ على محمل الجد، لاسيما أن عملية هدم الصحة تتم بسهولة، عكس الحفاظ عليها، والذي يعد أمرا صعبا للغاية، فالصحة أمانة لابد من الحفاظ عليها، بل واجبنا الحفاظ عليها ومن لم يفعل فإنه مجرم في حق نفسه، فالإنسان مكون من روح وجسم، وحتى نتمتع به في حياتنا اليومية، ولكونه يساعدنا في العبادات التي خلقنا لأجلها، لابد لهذا الجسم أن يتغذى ويرتاح، مع حمايته من الأمراض العضوية والنفسية وأثارها المختلفة"، وهنا لابد من الإشارة، حسب المختص، "إلى أن الوقاية ثلاث درجات، فالأولى هي أن تحمي نفسك حتى لا تمرض، والثانية تتمثل في الوقاية من المضاعفات، والدرجة الثالثة يعمل فيها الشخص على حماية نفسه من التهلكة أي حتى لا يؤدي بنفسه إلى الممات".

العمل بحكمة الأجداد "في الحركة بركة"

أكد الدكتور بن عتو، أن نقص الحركة بات من مخلفات العصر السلبية، وهو من بين المشاكل الأولى، حتى في الدول المتقدمة، بسبب عدم الحركة، لاسيما في ظل وجود المواصلات المتنوعة، ومنه الراحة وتسهيل الحياة التي باتت تضمنها، موضحا أن الحامل في زماننا لم تعد تقدم الجهد الكافي الذي كانت تقوم به الجدات، لتقوي عضلاتها وقت الطلق أو الولادة، موضحا بقوله: "ففي السابق كانت تعمل المرأة كثيرا، لاسيما في الأرياف، تطبخ وترعى وتحتطب، وأمهاتنا في السابق كن يتعبن كثيرا، وذلك العمل الكبير كان يساهم في الوقاية من الأمراض بفعل الحركة، فقد لاحظننا في وقتنا الحالي، أن الحامل ليس لديها الجهد الكافي للولادة، لذلك تجد الطبيبة تطلب منها المشي حتى تقوى العضلات، ومنه تضع الحمل بدون عملية قيصرية، لهذا لابد من العمل بحكمة الأجداد في الحركة بركة، لأنها مفيدة لصحة الجسم الفزيائية، كما أنبه إلى ضرورة المطالعة، لأنها جد مهمة في الحفاظ على صفاء العقل، حتى لا يصاب الشخص بفقدان الذاكرة".

الماء اكسير الحياة... استفد من مزاياه في الوقت المناسب

أكد الدكتور بن عتو، أن الإنسان يحتاج في نظامه الغذائي للبروتينات والسكريات والدهنيات، ثم الفيتامينات والأملاح المعدنية، لكن أكثر ما يكوّن جسم الإنسان هو الماء الموجود بنسبة 70 بالمائة، وعن طرق الاستفادة منه قال: لابد أن تعرف أن الحاجة الكبيرة للماء تكون   في النهار، لأنك تحرق الطاقة بقوة وليس في الليل، لأنه في الليل تنطلق عملية الطرح بالنسبة للشخص العادي الذي يستوجب عليه شرب لترين في اليوم، وأكثر بالنسبة لمن عنده إسهال لتعويض ما ضيعه، كما يجب التنبيه إلى أن كبير السن يفقد الإحساس بالعطش، مثلا انطلاقا من 70 سنة، لا يشعر الشخص بالعطش، وإذا كان مريضا بالسكري أو الضغط وينسى الماء، فيقع في غيبوبة بالنسبة لمريض السكري، إذا حذاري، ولابد من مراقبته وإعطائه الماء، لاسيما أننا في موسم الحر".

أوضح الدكتور، أن شرب الماء البارد يعمل على تبريد الجسم وإنتاج الطاقة، موضحا: "أنصح بتناول الماء البارد من الحنفية وليس من الثلاجة، وهو جيد على الريق، وهي رياضة للجسم، أي تخفض درجة حرارة الجسم، وأنصح بشرب الماء الدافئ لمرضى المعدة، لأنه مفيد جدا بالنسبة لهم".

البروتينات للبناء والغلوسيدات للطاقة

تطرق الدكتور إلى مزايا البروتينات، قائلا بأنها خاصة بعملية البناء، موضحا أن الغلوسيدات مصدر لطاقة الإنسان، وليس الأبيض، ويمكن الاستفادة من فوائد السكر الطبيعي بكل أنواعه، الفركتوز والسكاروس، والتي يمكن الحصول عليها من الطبيعة، أي من الخضر والفواكه في غذائنا اليومي، مع الإشارة إلى أهمية الغلوسيدات في توفير الطاقة، ضاربا المثل بالخبز الذي يحمل في تركيبته السكر الذي يمد الجسم بالطاقة، وأشار إلى الفيتامينات التي نحتاج إليها بنسب قليلة، والتي تحتاج إليها الهرمونات، على غرار فيتامين ب12” الذي يقي من فقر الدم، والكالسيوم، موضحا أن العناصر الغذائية التي نحتاج إليها موجودة في الطبيعة، ومصدرها الأساسي نباتي، أي نقوم بعملية بناء الجسم بنسبة 75 من العناصر النباتية، وإكمال الباقي بالعناصر الحيوانية، من لحم وحليب وأجبان، مع إمداد الجسم بحاجته من اللحم؛ 100غ يوميا.

فيما يخص الطريقة الصحيحة للاستفادة من الأغذية، قال الدكتور: يجب أن لا نأكل في أي وقت، لدينا ثلاث وجبات في اليوم، الأساسية منها هي فطور الصباح، ونحن نعكس الأمور، إذ نأكل كثيرا في العشاء، وهذا خاطئ. لذا لابد أن ناكل جيدا في الصباح ووقت الغذاء، لابد أن نتناول وجبة جيدة في الصباح، تكون مكونة من الزبدة، المربى، البيض والفواكه، ثم تناول فنجان القهوة، لأن جسمك في الصباح استيقظ بعد نوم، وقد تم تنظيفه نائما وأنت تستقبل يوما جديدا، لهذا لابد أن تعطيه الطاقة التي يحتاج إليها، ويمكن أن تتناول غذاء جيدا في الوجبة الثانية، أما الوجبة الثالثة، فلابد أن تكون خفيفة جدا، فيها حساء أو سلطة واعمل بالمثل الشعبي (اتعشى وتمشى). ومن المستحسن تناول العشاء على الساعة السابعة مساء، ثم يصلي الشخص العشاء ويخلد بعدها للنوم. موضحا أنه يجب عدم تناول التصبيرات بين الوجبات، لأن الجسم سيخزن الكثير من الدهون التي تتحول إلى سمنة، إلا إذ كان الشخص مريضا بالسكري، فإنه مسموح له تناول التصبيرات حتى يتسنى له حقن الأنسولين. وأشار الدكتور إلى أهمية تجنب الأكل المقلي بزيت مجهولة الاستعمال، وأن تعمل المرأة على تحضير طعامها في البيت، لأنها تعرف ما استعملته من مكونات لا تضر بصحة أفراد عائلتها.

أجود وقت النوم ما بعد العشاء إلى الفجر

أكد الدكتور بن عتو، أنه من المستحسن أن ينام الشخص على الساعة العاشرة مساء، وهو الوقت الجيد للنوم، وأن لا ينتظر حتى الحادية عشر، لأن النوم لا يكون في محله، يقول: "النوم الجيد يقي من الأمراض ويعزز عمل هرمون الميلاتونين، الذي لا يعمل إلا في الظلام، ويقي من السرطانات بمختلف أنواعها. هناك وقتين للنوم بين الظهر والعصر، والليل بين العشاء والفجر، لأنه لدينا ساعة بيولوجية لابد من احترامها وإذا حدث فيها اختلالات، فإنها تسبب تعقيدات وأمراض معروفة في عصرنا، على غرار أمراض القلب والأوعية ومرض السرطان، وهي بسبب السكر الكثير وعدم النوم، فنحن لا نستفيد من القيلولة، فجميل أن يريح الشخص جسمه لنصف ساعة حتى إذا لم ينم، وممتاز إذا ارتاح نصف ساعة، وفي الليل لابد أن ينام الشخص جيدا  ليعمل هرمون الميلاتونين، على أن تقوم بإطفاء الضوء، وتجنب الشاشات أو الهاتف أو وضع الهاتف في الشاحن، كما يستوجب الابتعاد عن نوم "العيلولة" بعد العصر، فلابد أن لا ينام الشخص في الصباح مع الشروق، إذ يستحسن ان تستيقظ للفجر، وأن لا تنام بعده، فالنهار للسعي والليل للنوم". وأضاف الدكتور أنه لابد للفرد أن يقوم بغسل الأسنان بالفرشاة قبل النوم، مع استعمال الخيط لتفادي الإصابة بأمراض اللثة والقلب.

الرياضة سر السعادة

أوصى الدكتور بن عتو، بممارسة رياضة المشي خلال النهار، إذ يقول: "عليكم بالرياضة بمختلف أنواعها، على غرار المشي أو الجري أو استعمال الآلات المختلفة، أو القيام ببعض الحركات في البيت، مع تفادي الوقوف كثيرا أو الجلوس كثيرا، لأن هذا يؤثر على صحة العمود الفقري، لاسيما لدى النساء، مع حسن اختيار الوسادة والفراش لضمان الراحة للعمود الفقري والجسم".