تنافس "الزلابية" والمقرقشات بحي السويقة العريق (قسنطينة)

حلوى "الصامصة".. طعم اختلطت لذته برائحة البهارات و"خبز الدار"

حلوى "الصامصة".. طعم اختلطت لذته برائحة البهارات و"خبز الدار"
  • القراءات: 1094
زبير. ز زبير. ز

يصادف المتجول بوسط المدينة القديمة في قسنطينة، خاصة بحي السويقة العريق، بعض الطوابير أمام عدد من المحلات الضيقة، وفي أزقة تكون غالبا أشبه بهذه المحلات، ويكثر التوافد على المدينة القديمة، خاصة في المناسبات الدينية، وعلى رأسها شهر رمضان الكريم، حيث يؤكد أغلب القسنطينيين أن لرمضان رائحة خاصة لا تتواجد إلا في أزقة وشوارع المدينة القديمة، بعدما تختلط روائح الحلويات التقليدية، على غرار "الزلابية" والمقرقشات مع روائح التوابل و"البيتزا" التقليدية، أو ما يعرف بـ"البيتزا فوقاص"، تضاف لها رائحة "الكسرة" و"خبز الدار".

لعل أكثر الحلويات التقليدية التي يكثر عليها الطلب من طرف القسنطينيين، خلال شهر رمضان الفضيل، حلوى "الصامصة"، هذه الحلوى ذات الأصول التركية، واسمها يدل عليها، باتت تستقطب أعدادا كبيرة من سكان المدينة وحتى من خارجها، وهو الأمر الذي وقفت عليه "المساء" في أحد أشهر أزقة المدينة المعروفة ببيع هذه الحلوى في منطقة البطحة، بالمدخل العلوي لحي السويقة، من جهة طريق جديدة (شارع بن مهيدي)، خلف الجامع الكبير، وهي منطقة تشتهر بصناعة حلوى "قلب اللوز" أيضا، حيث يُميز المكان توافد أعداد كبيرة من الزبائن من داخل المدينة، أو من البلديات المجاورة، وحتى من المدن المجاورة، على غرار عين مليلة من ولاية أم البواقي، والعلمة من ولاية سطيف، والقرارم وشلغوم من ولاية ميلة.

يتعجب الزائر للمدينة القديمة، خلال دخوله إلى منطقة البطحة، بالعدد الكبير للزبائن منذ الصباح، إذ يقفون في طوابير طويلة من أجل الظفر بنصف كيلوغرام أو أكثر من حلوى "الصامصة"، حيث يعبر بعض المولعين بهذا النوع من الحلوى، أنه لا يستطيع أن يتناول وجبه الفطور، بعد أذان المغرب، دون وجود قطع من حلوى "الصامصة"، فيما يؤكد البعض أنه بات مدمنا على هذه الحلوى، خاصة خلال شهر رمضان، وأنه لا يمكنه أن يتلذذ بطعمها إلا إذا كانت محضرة داخل دكان البطحة، أو زقاق السيدة بحي السويقة الشعبي، في حين يؤكد بعض الزبائن الذين تحدثنا إليهم، أن طعم "الصامصة" تغير مقارنة بالسنوات الفارطة، وأصبحت "صامصة" المدينة القديمة مثلها مثل "صامصة" المحلات الأخرى المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية.

حسب الصانع وصاحب المحل الذي يحضر هذه الحلوى، فإن "الصامصة" تحضر من ثلاثة مكونات أساسية وهي؛ الفرينة أو طحين القمح اللين، السمن النباتي واللوز، حيث يتم تحضير عجينة في شكل أوراق رقيقة، تضاف لها عجينة المكسرات المحمصة، التي تكون في أغلب الأحيان عبارة عن اللوز المطحون المضاف له السكر الأبيض وماء الزهر، حيث يتم لفها في شكل مثلثات صغيرة، ويتم قليها داخل إناء نحاسي كبير مملوء بالزيت النباتي، ثم يتم وضعها في إناء آخر يضم السكر المسترجع، أو كما يعرف عند القسنطينين؛ عسل السكر، قبل تركها تجف قليلا، ثم يتم بيعها للزبائنن. ويتم تحضيرها داخل البيوت من طرف السيدات، خارج شهر رمضان، خاصة في مناسبات الأعراس، إذ يتم تقديمها مع القهوة رفقة الحلويات التقليدية التي تشتهر بها قسنطينة، على غرار البقلاوة و"طمينة اللوز".

حسب المختصين في صنع هذه الحلوى، فقد يتم تغيير حشو "الصامصة"، من خلال الاستعانة بالفول السوداني (الكاوكاو) بدلا من اللوز، حسب ذوق الزبون ومقدرته المالية، حيث بات سعرها يتجاوز عتبة 400 دج للكيلوغرام الواحد، وتكون "صاصمة الكاوكاو" أقل ثمنا مقارنة بـ"صامصة اللوز"، كما يحبذ بعض الزبائن اقتناء "صامصة الجوز" التي لا يبتعد كثيرا ثمنها عن ثمن "صامصة اللوز" التي تعد الأصل في هذه الحلوى اللذيذة، والتي تنفذ من فوق الطاولات قبل الساعة الرابعة مساء، خاصة بالنسبة لـ«الصامصة التي يصنعا محل سرحان بقلب المدينة القديمة، وتحديدا في زقاق السيدة، حيث ينفرد صاحب هذا المحل بصنع "الصامصة" المعطرة بماء الورد ويعرف شهرة كبيرة في عاصمة الشرق.