النابغة سيف الحق يحي لـ "المساء":

حلمي أن أصبح معلّقا رياضيا

حلمي أن أصبح معلّقا رياضيا
النابغة سيف الحق يحي
  • القراءات: 425
ع. بزاعي ع. بزاعي

يقال إن المبدع يستلهم أحاسيسه من محيطه، ويخلق لنفسه فضاءات يتقاطع فيها الإبداع لونا وشكلا ومضمونا، مع طموحه. ويخوض فيه الكبار والصغار سويا في معركة ينتصر فيها الوعي والثقافة. هي حقيقة وقفنا عليها عند النابغة البرعم "سيف الحق". التقينا به على هامش الاحتفال بعيد الطفولة رفقة والده موسى، الذي لا يفارقه طوال اليوم؛ كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من مرض في النخاع الشوكي، ووضعه يتطلب الرعاية التامة؛ سواء ببيته عند أهله، أو بالمدرسة. قال سيف الحق ابن الثامنة الذي يبهرك بمستواه الفكري الذي يفوق سنه: "بداخلي تسكن الصحافة التي أحببتها، وأتوق لأكون صحفيا محترفا وأتنفس إبداعا".

وأضاف في حديث انفردت به "المساء": "إن الملَكات الإبداعية لديّ تولدت عن حس مفرط لوالديَّ الكريمين، اللذين ربياني تربية سليمة، ووجّهاني أحسن وجهة؛ تحفيزا منهما لمواصلة المشوار". واستطرد يقول: "أنا ملهَم بالصحافة الرياضية! وأتمنى أن أصبح معلّقا كبيرا في الفضائيات. ومولع بالصحفيَين حفيظ دراجي والشوالي". التلميذ "سيف الحق" مجتهد في دراسته، تحصل على معدل فصلي 9.35. وتحدى إعاقته التي زادته عزيمة في التحصيل العلمي. وبسبب إعاقته فإن معلميه ومعلماته هم من يتولون كتابة دروسه في كراريسه، ويدوّنون إجابته الشفوية كتابة؛ نيابة عنه في الامتحانات. ويرى سيف الحق أن الطفل المبدع الناجح يمتاز بشغفه للنهل من الكتب وقراءتها لكسب المعارف بنظرة مختلفة خاصة به. واستطرد: "إن نظرة الإبداع تميزه عن الآخرين، وتترك بصمته، مما تجذب القارئ بالتمعن في صورة الإبداع وتوصيل ما يريده لهم".

ويروي والده أن ابنه يحب معلميه، خاصة معلمته براهيمي أمينة، التي لم تقصر في واجباتها في مساعدة ابنه الذي يعاني، كذلك، مشكل ضعف البصر". وأنت تحدّث هذا البرعم حتما ستتفاجأ بمستواه وهو يخوض في المجال الرياضي والسياسي، ويذكّرك بكل المحطات التاريخية والأحداث الرياضية على مر سنين!. قال سيف الحق ضيف المساء إنه يتطلع لأن يترك بصمة، ويؤدي الرسالة للتحسيس بالطفولة. وقال إنه يحب القراءة، لكن ليس لديه ميولات أدبية لكتابة الشعر، معبرا: "إنما أتلذذ وأستمع لكل لقاء يُعنى بالطفولة". وبدا من ملامحه التأثر بعدما أثنى على معلمته براهيمي أمينة بمدرسة خيري بن بلقاسم حملة 2، التي تشجعه في تحسين نتائجه الدراسية، كما تمكنه في المناسبات من الهدايا الرمزية التحفيزية. وذكر في هذا السياق: أنا مدين لأستاذتي التي تحرص على تربيتي، وتساعدني في القسم، وتوجهني، وتحثني على حب الوطن والوالدين. كما أثني على جهود الطبيبة النفسانية نسرين سلطاني، التي خصصت لي حصصا طبية، مكنتني من الاندماج بسهولة في الوسط المدرسي بفضل الرعاية الطبية النفسية التي تلقيتها منها".

واختار سيف الحق فرصة الحديث إلينا لتوجيه نداء إلى مسؤولي الحماية المدنية بباتنة، لتمكينه من يوم عمل على أساس عون حماية مدنية، مكلف بأداء مهمة إنسانية، ومتشوق جدا لارتداء الزي الرسمي لهذا السلك. وفي ختام حديثه، جدد تشكّره لمعلمته ومعلمات مدرسته وما يقومون به من جهود لتربية الناشئة وتكوين أجيال المستقبل بالعلم والمعرفة. ولم ينس فضل والديه الكريمين، ومدير مدرسته بومقران الصالح.