تعد الوحيدة في الجزائر وإفريقيا:

حلبة مصارعة الثيران في وهران تنتظر الترميم والتصنيف

حلبة مصارعة الثيران في وهران تنتظر الترميم والتصنيف
  • القراءات: 4039
رضوان.ق رضوان.ق

لا يزال هيكل حلبة مصارعة الثيران الواقع ببلدية وهران، في انتظار انطلاق مشروع الترميم الذي أعلن عنه دون تحقق، في وقت تسعى البلدية إلى تحويله إلى معلم سياحي بإمكانه جلب السياح، ومنه إيجاد مداخيل جديدة لخزينة البلدية، فيما لم تقم بعد الوزارة بتصنيف هذا المعلم التاريخي الفريد من نوعه.

تعد حلبة مصارعة الثيران بوهران الوحيدة من نوعها في الجزائر وإفريقيا، تتشابه في هندستها المعمارية مع حلبة «نيم» بفرنسا وحلبة «موسيا» و«لي كورون»  بإسبانيا، وهو ما يسمى أيضا بـ«بلازادو توروز»، أي قصر الثيران. فحلبة الثيران بوهران لم تتأسس في العهد الإسباني، بل أنشأها الفرنسيون في العهد الاستعماري بالجزائر سنة 1906، بطلب من الأسبان الذين كانوا يتواجدون بكثرة في هذه الحقبة، وهم أنفسهم الذين أنجزوا حلبة الثيران بمدينة «نيم» الفرنسية، وجاءت على نفس تصميم حلبات الثيران التي بُنِيت في عدد من المدن الإسبانية.

حظي مكتب الهندسة المعمارية والترميم بامتياز ترميم هذه المنشأة المميزة في مطلع سنة 2009، وحددت الدراسة مبلغ مشروع الترميم بعشرين مليار سنتيم، وكان منتظرا أن تنتهي الأشغال في مطلع سنة 2012 ليسلم المشروع، غير أنه ورغم مرور السنوات لم تستكمل الأشغال التي توقفت بالكامل.

من جهته، كشف مهندس معماري عن أن عملية التوسيع التي عرفتها الحلبة سابقا لم تراع فيها المقاييس المعمارية الصحيحة، لذا تقرر إعادتها قصد القضاء على حالة الخراب والضياع التي لحقتها، واستدعى الأمر إنجاز دراسة مسبقة خلصت إلى ضرورة استعمال التقنيات القديمة في الترميم، عن طريق الاستعانة بالمواد الطبيعية، ممثلة على وجه الخصوص في مادة الجير، وهي نفس التقنيات التي استعملها المهندسون سنة 1954.

وحسب مصدر من بلدية وهران، فإن المشروع علق بسبب مشاكل تقنية طرحت أنذاك، وتم طرح المشكل أمام مصالح الولاية، غير أن الملف بقي مجمدا إلى اليوم. وقد سعت البلدية إلى استعادة بريق هذا الصرح الثقافي والتاريخي واستغلاله كموقع سياحي بمدينة وهران، واحتضان الحفلات وعروض الأزياء فيه، مع إجراء مباريات في كرة اليد والسلة والطائرة، إضافة إلى رياضة المصارعة.

تتميز حلبة وهران عن مثيلاتها الإسبانية والفرنسية بأنها الأكبر من حيث المساحة والمقاعد، كانت تتوفر في الأصل على 4 آلاف مقعد، ثم توسّعت إلى 10 آلاف مقعد في أول عملية توسيع برمجتها السلطات الاستعمارية للمبنى سنة 1954، وبعد الاستقلال في عام 1986، استفادت الحلبة من أشغال تجديد وإنشاء مصالح تابعة لمديرية الرياضة.

وكغيرها من المعالم الأثرية التي تميز الوجه التاريخي لوهران القديمة وضواحيها، بنيت حلبة الثيران بالحجارة المنحوتة وحجارة التيف التي استخرجت من منطقة كوشة الجير، وهو نوع من الحجارة يميز العمران بوسط المدينة، وعلى وجه الخصوص قصر البلدية والمسرح الجهوي وقصر الباي وجامع الباشا، في وقت لم يتم بعد تصنيف هذا المعلم، رغم القيمة التاريخية التي يتميز بها كونه فريد من نوعه.