الإعلامية “سهام بيور” لـ"المساء”:

حقّقت جزءا صغيرا من طموحي ولا يزال الجزء الأكبر

حقّقت جزءا صغيرا من طموحي ولا يزال الجزء الأكبر
  • القراءات: 3697
 حاورتها/ نادية شنيوني حاورتها/ نادية شنيوني

وجه تلفزيوني مألوف بملامح جزائرية جميلة، حضور ملحوظ ولغة سلسة سليمة، اعتاد المشاهد الكريم رؤيتها كلّ عشيّة عبر الجزائرية الثالثة، ضمن مسائها شبه اليومي. خفيفة الظل، مرحة، بشوشة، تقابل الكاميرا بنفسية واثقة وطريقة لبقة، تحتضن بها ضيوف الحصة ومتتبعيها، ولأنّها إعلامية شابة أثبتت حضورها ضمن فضاء رحب يصطاد التميّز، انتقيناها لتكون من بين الوجوه المستحقة لأن نحاورها في أعز ذكرى على قلوبنا وقلب كلّ جزائري حر، ألا وهي: ذكرى استرجاع الإذاعة والتلفزيون المصادف للثامن والعشرين من هذا الشهر (أكتوبر)، فكان للإعلامية “سهام بيور” ما تقوله عن عملها، طموحاتها وما يمثله التلفزيون بالنسبة إليها...

 

 “المساء”: ألفك المشاهد وجها ويغمره الفضول لمعرفة من تكون سهام بيور؟

الإعلامية سهام بيور: سهام بيور إنسانة متواضعة، من أسرة جزائرية بسيطة، مستقرة أسريا وأم لطفل، متخرجة من معهد الإعلام والاتصال دفعة 2005، بدايتي مع التلفزيون كانت بقسم الأخبار وببطاقة سفر. في 2006 اقترح علي تقديم برنامج “خليكم معنا”، هو اليوم “مساء الثالثة” الذي أتداول على تقديمه مع زميلي “لطفي عيشوني”...

 

البداية كانت ببرنامج رئيسي قار على المباشر، ألم يربكك الأمر؟

أكيد أنّ للكاميرا هيبتها، فهناك إعلاميون لهم خبرة سنين على المباشر، لكن في كل يوم يقابلون فيه الجمهور ينتابهم الشعور بالخوف؟ في اعتقادي هو ليس خوفا من الكاميرا بقدر ما هو خوف من ألا يكونوا في المستوى، بسبب هفوة أو غيرها، بحكم أنّ المباشر لا يرحم. فكل غلطة بحسابها ـ كما يقال ـ لكن في اعتقادي،  الإعلامي الناجح هو المتمكّن من فرض وجوده على المباشر بدبلوماسيته، حسن تصرّفه، لباقته وذكائه الذي ينقذه دائما من المواقف المحرجة التي قد تحدث أحيانا كثيرة على المباشر..

 

كإعلامية ألفت الكاميرا وألفتها وقدمت برنامجا لمدة 8 سنوات، ألا تخالجك فكرة الانتقال إلى برنامج آخر أو حلم تقديم نشرة الثامنة كالعديد من الإعلاميات؟

أصارحك أن تقديم نشرة الثامنة كان حلمي في بداية مشواري، أما اليوم فحلمي الأكبر هو تقديم برنامج تفاعلي يفيد المجتمع، يجمع بين كل فئاته ويطرح مشاكله، وإن كنت قد ألفت برنامج “مساء الثالثة” الذي أراه جدّ مفيد وهام، إذ يحمل بين أركانه ومع ضيوفه المميّزين أمورا كثيرة هامة، فهو شامل، فيه التربية، الثقافة، الترفيه وكلّ ما يعود على الفرد والمجتمع بالفائدة..

 

لا شك أنك تلقيت عروضا كثيرة من قنوات أخرى، فما الذي جعلك متمسكة بالجزائرية الثالثة؟

الجزائرية الثالثة باتت أسرتي الثانية، ففيها أجد راحتي النفسية وتوازني كإنسانة وإعلامية، بالمناسبة أحييّ كل زملائي العاملين معي بهذه القناة المميّزة،  السّاهرين على نجاح البرنامج الذي أقدمه، فلولا جنود الخفاء من صحفيات، صحفيين، تقنيين ومسؤولين، بدءا بمدير قناة الجزائرية الثالثة الذي لا يدخر جهدا للرفع من مستوى البرامج وتشجيع الكفاءات لصالح القناة، وصولا إلى المسؤولة عن البرمجة إلى المشرفة، فلولا تضافر جهود كل هؤلاء لما كان النجاح والاستمرارية لبرنامج دام وجوده 8 سنوات وسيستمر إن شاء الله أكثر ...

 

كإعلامية، من هن الصحفيات الناجحات اللائي تجديهن أقرب إلى نفسك وشخصيتك؟

“صوريا بوعمامة”، “صابرينا دهليز” و"نيكول تنوري”.

 

هناك من الصحفيات من ترى في الشاشة أقصى طموحها، وبما أنّك بلغت هذا المرمى، فهل توقّّف طموحك عند هذا الحدّ؟

لا أبدا، فأنا لحد الآن لم أحقّق إلاّ جزءا صغيرا فقط من طموحي، ولا زال الجزء الأكبر لم يتحقّق بعد، ففي رأيي الإعلامي، الناجح هو ذاك الذي كلّه طموح، إبداع وابتكار للجديد الجيّد، فالإعلامي ليس صورة جميلة فحسب تمر عبر شاشة تلفاز، فكم من وجوه رائعة الجمال لا تصلح لأن تكون واجهة مشرّفة معطاءة تمثل صورة الجزائر عبر شاشات اخترقت مسافات واقتحمت بلدانا كثيرة عربية وأجنبية، فالصحفي إذا أراد لشخصيته بروزا، لا بدّ له من رفع مستواه الثقافي، المعرفي والأدبي، ويكون على دراية بكل المجالات، كما عليه أن يحتك بكل الفئات ويبقى التوفيق  من عند الله..

 

ونحن نحتفل اليوم بذكرى استرجاع مؤسّستين ثقيلتين لهما وزنهما إعلاميا وسياسيا (الإذاعة والتلفزيون)، وبما أنّك إحدى بنات التلفزيون، ماذا تقولين بهذه المناسبة؟

إنّه لمن دواعي فخري واعتزازي كإعلامية شابة تنتمي إلى مؤسّسة رائدة، هي التلفزيون الجزائري الذي أعتبره مدرسة لا منافس لها من حيث كفاءة كوادرها المتخرجين منها والمتواجدين عبر عدة  قنوات عربية وأجنبية، وكإعلامية تنتمي لأسرة الثالثة، هذه القناة المتميزة بحسن انتقاء برامجها ومستوى إعلامييها ومسؤوليها، لا يسعني إلاّ الوقوف وقفة إجلال واكبار، احترام وتقدير، وترحّم على شهداء الواجب وكلّ من ناضل لأن تحيا الجزائر وتسترجع هيبتها، وقارها وأملاكها من بينها (الإذاعة والتلفزيون). بالمناسبة أنا جدّ سعيدة ومتفائلة بغد زاهر لهاتين المؤسّستين الرائدتين، فمزيدا من النجاح، التحدي والتألّق لهما وللجزائر أمّنا المعطاء، أتمنى الأمان، الرقي والازدهار، وعبر جريدة “المساء” أزفّ التهاني لمديري المؤسّستين والجمهور الكريم الوفي لكلّ ما هو هادف ونقي، وشكر خاص لجريدة “المساء” على الالتفاتة واللقاء..