النادي الثقافي لجمعية «جزائر الخير»

حفصي تدعو إلى الجلوس مطولا مع المتوحدين

حفصي تدعو إلى الجلوس مطولا مع المتوحدين
  • القراءات: 1292
❊  رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

احتضن النادي الثقافي لجمعية «جزائر الخير» مؤخرا، بمقره باب الزوار، ندوة علمية نشطتها الدكتورة مريم حاج حفصي  المختصة في مرض التوحد، حيث تمحورت مداخلتها حول إشكالية التكفل والرعاية النفسية بهذه الشريحة، في خضم تطور المستجدات العلمية والمناهج البيداغوجية وتنوّع المراكز المتخصصة.

قالت الدكتورة حفصي في بداية مداخلتها، بأن الأولياء اليوم مدعوون إلى الاهتمام أكثر بأبنائهم في المراحل الأولى من طفولتهم، لاسيما إن حدث وظهرت عليهم بعض الأعراض غير العادية التي لا ينبغي مطلقا إهمالها أو غض الطرف عنها، كما يحدث عادة لدى بعض الأسر، مشيرة إلى أنه إن ثبت بعد المتابعة والفحص أن الإبن مصاب بمرض التوحد، لابد من التعجيل في العملية العلاجية التي تبحث أولا في تحديد نسبة استجابة هؤلاء الأطفال، ومنه يتم توجيههم للمتابعة في المراكز، والخضوع للإسعاف الأرطفوني، كل حسب درجة مرضه. المشكل المطروح عندنا، حسب المختصة، يتمثل في أن الأولياء لا يدركون أهمية الحرص على مرافقة أبنائهم، والبحث في بعض التصرفات غير الطبيعية التي تبدو عليهم، ويلقون بمسؤولية المرافقة على الروضة والمركز، وهذا خطأ فادح، قائلة «بودنا أن نلفت الانتباه إلى أن أطفال التوحد بحاجة ماسة إلى مرافقة لأطول وقت ممكن من قبل الأب والأم على حد سواء، مشيرة في السياق، إلى أّن مهمة مرافقة الأطفال المصابين بالتوحد لا تنحصر على الأمهات فقط، بل هي مسؤولية مزدوجة، يتقاسمها الوالدان المطالبان بتخصيص الوقت الكافي لمساعدة الطفل المريض على سرعة التأهيل والتكيّف حتى لا يتأزم الأمر.

من ناحية أخرى، انتقدت الدكتورة حفصي المراكز التي يعتقد أنها تتكفل اليوم بمرافقة المتوحدين بسبب عدم تخصصها، وقالت بأن العديد من المراكز التي قامت بزيارتها كعينات لا تستجيب للمعايير التي جاءت بها النظريات الحديثة، لاسيما ما تعلق بالورشات التأهيلية للأطفال والإبداعية في فنيات التواصل معهم، والألعاب التوعوية والفكرية لتحديد مدى الاستجابة والإدراك والتطور الذهني والعقلي والعاطفي».  وأثنت بالمناسبة، على الدور الذي تعتزم جمعية «جزائر الخير» القيام به والمتمثل في فتح بعض الورشات التي تهدف إلى تقديم نموذج ناجح يعتمد على برنامج علمي وعملي، اعتمادا على المختصين الأكفاء، سعيا في سبيل تكوين مؤطرين متميزين.