الصالون القسنطيني للنحاس
حفاظا على ذاكرة «سيرتا بريق الحضارة»

- 1793

انطلقت، بقصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة» بقسنطينة مؤخرا، الطبعة الثانية للصالون القسنطيني للنحاس، تحت شعار «سيرتا بريق الحضارة»، بمشاركة 20 حرفيا من داخل الولاية، ينشطون في المجال ويختصون في صناعة النحاس التقليدي الذي يحمل نقوشا، خاصة بعاصمة الشرق الجزائري.
حسب مدير الثقافة السيد زيتوني عريبي، فإنّ هذه الفعالية التي جاءت تطبيقا لتعليمات والي قسنطينة، تدخل ضمن نشاطات عيدي الشباب والاستقلال، مضيفا أنّ التظاهرة التي ستكون مفتوحة على الجمهور العريض للتعريف بهذه المهنة، ستمتد إلى الثالث والعشرين جويلية الجاري، مشيرا إلى أنّ الهدف من تنظيم هذا الصالون، هو محاولة تثمين جهود الحرفيين في صناعة النحاس، حتى يحافظوا على هذه المهنة التي عرفتها قسنطينة مع دخول العثمانيين، في ظلّ المشاكل التي يواجهونها وتوجّه الجيل الجديد إلى كلّ ما هو عصري.
أكد مدير الثقافة أن الصالون سيعرف تنظيم ورشات خاصة بصناعة النحاس، وسيتم عرض المادة الخام للنحاس بنوعيه الأصفر والأحمر، مع إبراز الفرق في النقش على النحاس بين الذي يعود إلى الأسرة الخامسة في الحضارة الفرعونية وبين النقش الإسلامي الذي انتشر مع ازدهار الزخرفة في العصر الذهبي، مضيفا أنّ حرفة صناعة نحاس الزينة والديكور بقسنطينة، تبقى تحافظ على مكانتها على الصعيد الوطني من خلال 45 محلا تجاريا الذي يسوّق هذه المنتوجات، وبذلك يساهم في الحفاظ على هذه المهنة من الزوال والاندثار.
كشف السيد زيتوني عريبي، عن تنظيم جناح خاص داخل الصالون، حول تاريخ الجزائر، لتعريف الزوار بتضحيات الجيل السابق في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال، حيث يضم هذا الجناح الذي جاء تحت شعار «حتى لا ننسى»، مجسّما لمقصلة مصنوعة من الخشب والنحاس، نسخ من النحاس عن أدوات التعذيب التي كان يستعملها المستعمر لترهيب أبناء الجزائر، بالإضافة إلى مجسّم لزنزانة من الزنزانات بسجون المحتل.