500 ألف زائر لها خلال تساقط الثلوج

حظيرة الشريعة عاجزة عن استقبال ضيوفها

حظيرة الشريعة عاجزة عن استقبال ضيوفها
  • 1361
 رشيدة بلال رشيدة بلال

كشف التوافد الكبير على الحظيرة الوطنية الشريعة بولاية البليدة، خلال فترة تساقط الثلوج، مؤخرا، عجزها عن استيعاب والتكفل بكل الوافدين إليها، بعد تدفق الزوار الكبير عليها من مختلف ربوع الوطن، وحتى من خارجه، حيث بلغ عدد الزوار، بناء على  إحصائيات أولية لمصالح البلدية، بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، خلال الفترة الممتدة بين 25 جانفي و2 فيفري الجاري، أكثر من 10 آلاف وسيلة نقل نفعية وجماعية، قصدت الحظيرة للسياحة، بمعدل يفوق 200 حافلة في اليوم. أما خلال نهاية الأسبوع، فإن العدد مضاعف، وهو ما يتطلب، حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي للشريعة، سمير سماعيلية، التفكير في إطلاق مشاريع سياحية جديدة، تلبي احتياجات الوافدين عليها، خاصة في موسم الشتاء.

يبدو أن غياب الثلوج عن الحظيرة الوطنية للشريعة لما يزيد عن الثلاث سنوات، جعل الاهتمام بها من الجانب السياحي خلال فترة الشتاء ضعيفا، بسبب قلة الوافدين عليها، غير أن عودة الثلوج المفاجئة للتساقط على مرتفعاتها وبكميات كبيرة، دفع المسؤولين عليها إلى إعادة التفكير في كيفية توفير بعض الوسائل، التي تساعد على ضمان رفاهية الزوار، سواء فيما يتعلق بالتنقل من وإلى الحظيرة، أو من حيث المرافق الخدماتية.

أكد رئيس المجلس الشعبي للشريعة، سمير سماعيلية، في معرض حديثه مع المساء"، أن بلدية الشريعة محظوظة، لأنها تتوفر على خط النقل بالمصعد الهوائي، الذي لعب دورا كبيرا في التخفيف من الزحمة المرورية، التي عرفها الطريق المؤدية إلى أعالي مرتفعات الشريعة، وحسب بعض الإحصائيات الأولية، خلال 11 يوما التي تزامنت وتساقط الثلوج، فقد سُجل  أكثر من 60 ألف زائر استعملوا هذه الوسيلة،  للتمتع بمناظر جبال الشريعة المغطاة بالثلوج.

في السياق، أشار المتحدث إلى أن بلدية الشريعة، خلال فترة تساقط الثلوج، زارها ما يزيد عن 500 ألف زائر خلال 11 يوما فقط، وتحديدا نادي التزحلق الذي شهد توافدا كبيرا لم يسبق وأن استقبله من قبل، الأمر الذي يتطلب وضع نظرة شاملة عن السياحة الشتوية بالحظيرة، مشيرا إلى أن من بين المشاريع التي ينبغي التفكير فيها بصورة جدية، لتدارك العجز المسجل مؤخرا، إنشاء حظيرة للسيارات مكونة من طابقين أو ثلاثة طوابق، لاستيعاب العدد الكبير من المركبات التي تزور البلدية، خاصة خلال المواسم السياحية في فصلي الشتاء والصيف.

يردف المتحدث "يتم ربط الحظيرة بمنصة رقمية، يمكن من خلالها معرفة عدد المركبات وإرسال إشعار بالتوقف عن استقبالها، لتجنب تسجيل ضغط على الحظيرة، ومنه يتم الرفع من مداخيل البلدية"، موضحا أن هذا المشروع يتطلب موافقة عدد من الشركاء بمحافظة الغابات، أما فيما يتعلق بالتنقل إلى مرتفعات جبال الشريعة باستخدام المصعد الهوائي، فيمكن، حسب المتحدث، "الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة، من خلال الاعتماد على عربات بطاقة استيعاب أكبر، فبدلا من مقصورات بستة أشخاص، لما لا توضع مقصورات بـ20 راكبا، وهو ما يتطلب دراسة دقيقة. وأكد أن هذا الأمر سيلعب دورا بارزا في التقليل من الضغط على الطريق الوطني رقم 37، المؤدي إلى مرتفعات جبال الشريعة من وسط البليدة.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن التوافد الكبير على الشريعة، خلال فترة ارتدائها حلة بيضاء، جعلهم يفكرون في طريقة تمكن من الترويج لبعض الطرق التي تؤدي إلى مرتفعات جبال الشريعة، للوافدين إليها من خارج الولاية، ويتعلق الأمر بالطريق الولائي رقم 51، خاصة أن المصالح الولائية تعمل في السياق، على تهيئة هذا الطريق بعد ربطه بالطريق السيار، وكذا عبر الطريق الولائي رقم 49، لتجنب الدخول إلى مدينة البليدة، لافتا إلى أن بلدية الشريعة، بحاجة إلى نظرة سياحية شاملة، تستجيب لخصوصية المنطقة التي تبلغ ذروتها في موسمي الصيف والشتاء، ناهيك عن التشجيع على إعادة بعث ثقافة كراء المنازل الجاهزة وفتح مطاعم جديدة، فالموجودة منها لم تعد قادرة على تلبية احتياجات الوافدين عليها.