توصل السيد الياس محمد الصغير إلى ابتكار جهاز محاكاة الطيران بمجال طيران افتراضي عالي الدقة، هدفه تعليم فنون قيادة الطائرة بشكل واقعي دون التحليق. استغرق الابتكار 3 سنوات كاملة، وأبدع فيه من خلال الأخذ بعين الاعتبار كل التقلبات الجوية المحتملة أثناء التحليق سواء ليلا أو نهارا، أو حتى من ناحية زمن التحليق من مطار إلى آخر.
ولم ينته إبداع المبتكر الجزائري عند هذا الحد، بل عمله كطيار مدني محترف لسنوات وشغفه بهذا المجال جعله ينشئ ناديا لتعليم الطيران هو الأول من نوعه في منطقة الوسط يوجد في مدينة بومرداس، هدفه تقديم تكوين متخصص وعالي الاحترافية في مجال الطيران الخاص.
وأكد السيد الياس محمد الصغير، رئيس "نادي الطيران سونار" لـ"المساء"، في لقاء خاص أن هذا النادي يأتي كثاني ناد خاص بتعليم الطيران المحترف بعد نادي باتنة، ويقدم تعليما وفق المعايير الدولية المعمول بها عالميا. وهو يسمح لكل الراغبين في تعلم قيادة الطائرة المدنية في تحقيق رغبتهم هذه عن طريق الالتحاق بأقسام تكوين متخصصة يشرف عليها طيارون محترفون، منهم السيدة حكيمة عبد الصمد، أول جزائرية تقود طائرة حربية في الوطن، أكدت من جهتها أن قاعدة الطيران واحدة بين المدني والعسكري، إلا أن النطاق العملياتي مختلف، فالأول مهمته نقل المسافرين وحمايتهم والثاني مهمته الدفاع عن الوطن ..
ويعد هذا النادي الأول من نوعه في منطقة الوسط، فتح أبوابه قبل أقل من سنتين وتخرّج منه عدة طيارين محترفين، حيث يسمح للمتربصين من تلقي دروس دقيقة نظرية وتقنية من خلال التدريب الخاص على جهاز محاكاة الطيران، ثم ينتقلون بعدها إلى مطار الجزائر، حيث يتلقون درسا تطبيقيا على طائرة حقيقية. كما يعد أول جهة تعليمية تدار بكفاءات جزائرية معترف بها، ويضيف المتحدث بقوله: "يضم النادي حوالي 15 عضوا هم كفاءات وطنية 100 بالمائة، وهدفها الأساسي تطوير نشاط الطيران في الجزائر من خلال تكوين متخصص يكلّل برخصة الطيار الخاص، وأشير هنا إلى أن الشهادة المقدمة معترف بها دوليا وفق شراكة خاصة تجمع النادي مع شركة أجنبية (OACI) ونعمل وفق مقاييس منظمة الطيران العالمي، كما أشير أيضا إلى أن الطيران يجذب اهتمام شريحة النساء، حيث يحصي النادي منذ عام 2009 حوالي 15 امرأة ما بين متربصات ومتخرجات في المجال ".
من جهة أخرى، فإن هذا النادي مفتوح أيضا لكل الجمعيات الخيرية من خلال تسهيل مهمة الاطلاع على مجال الطيران، خاصة بالنسبة لجمعيات مساعدة المرضى وتحديدا الأطفال، حيث يسمح لهم النادي بدخول غرفة قيادة الطائرة ومعرفة كيفية قيادتها. وهو الحلم الذي يراود كثيرا الأطفال ويسمح لهم جهاز محاكاة الطيران بتحقيق حلمهم هذا.