الأخصائي في العطور نسيم حرباش:

حسن الاختيار يبدأ بالتعرّف على مكوناتها

حسن الاختيار يبدأ بالتعرّف على مكوناتها
تقطير الأزهار وصناعة العطور
  • القراءات: 1378
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أوضح الأخصائي في تقطير الأزهار وصناعة العطور نسيم حرباش من ولاية تيارت، أن اختيار العطر المناسب سواء للمرأة أو الرجل، لا يكون عشوائيا باتباع، مثلا، أحدث الصيحات أو اقتناء آخر عطر عُرض في السوق، وإنّما لا بد أن يعكس شخصية الفرد، حيث قال إن العطر بمثابة جزء من الأكسسوارات التي يرتديها الفرد عند خروجه من البيت، فرشه يزيد من طلّته وأناقته، ويرفع من درجة الكاريزما الخاصة به.

يُعتبر العطر أكثر من رائحة قوية يضيفها الفرد على بشرته، يقول الأخصائي، وإنّما يصفه الخبراء بتوقيع حاسة الشم؛ إذ يُعدّ رمز الأنوثة للمرأة، ورمز الأناقة للرجل، فهو مشحون بسحر الجذب، يعكس شخصية الفرد، ويعزّز الثقة في النفس، ويجسّد صورة ميولنا؛ فهو مثل البشرة الثانية غير المرئية، لذا يضيف المتحدّث: "لا بد أن يتم اختيار العطر بعناية؛ لأنّ كل شخص فريد من حيث درجة حموضة بشرته، وتفاعل العطر معها يختلف من شخص لآخر ومن جنس لثان". وأضاف حرباش أن عالم العطور مليء بالمصطلحات التي تُعتبر بالنسبة للشخص العادي، رموزا مشفّرة لا يُفهم منها أيّ كلمة، كل تلك المكوّنات تشكل العطر النهائي الذي يتكون من العديد من المستخلصات والمثبتات العطرية، التي تجعل "البرفيوم" يختلف من واحد لآخر. وأضاف أن محاولة فهم هذا العالم تستدعي الغوص في تاريخه وفي المعادلات الكيماوية التي تصنعه، خاصة أن مكونات العطر هي التي تشكّل نوعية العطر التي تختلف بين أربعة أنواع، أولها عطر الكولونيا الذي يتميّز بالخفة ويحتوي على حوالي 3٪ من العطور فقط، مثالي للأيام الحارة والصيف، ثم هناك ماء "تواليت" الذي يتكوّن من 3 إلى 8٪ من العطور ورائحته منعشة إلا أنها تتلاشى بسرعة كبيرة. أما أكثر العطور استعمالا خصوصا للسهرات أو الفترة المسائية وكذا المثالي لفصل الشتاء فهي ماء العطر المسمى "أوو دو برفوم"، وما يمكن معرفته عن هذا العطر أنّه لا بد أن يتم تفادي الأقمشة الحساسة؛ إذ تبقى عليها بقع يصعب إزالتها، يضيف الأخصائي.

وقال نسيم حرباش إن العطر هو النوع الرابع الذي يحتوي على أعلى تركيز للمستخلص والكحول، أحسن استعمال له هو ملامسة مناطق النبض التي تتميّز بحرارة أكبر وتسمح للعطر بالتفاعل مع حرارة الجسم، وبالتالي انبعاث الرائحة بشكل مركّز وطيّب. وأشار الأخصائي الذي يعمل في تصنيع مستخلصات الزهور لصناعة العطور وكذا بعض مستخلصات التجميل منذ أكثر من 10 سنوات، إلى أن جهل العديدين بخفايا هذا العالم هو ما يجعلهم يقعون ضحية الكثير من الأخطاء التي تحوّل "استعمال" العطر من عادة جميلة إلى رائحة قد تنفّر من حوله. ومن أكثر الأخطاء الشائعة، يقول الأخصائي، استعمال عطر أعجبنا عند شخص ثان وتقليده بصفة عشوائية، لأنّ نفس العطر قد تختلف "تردّداته"، إن صح التعبير، من شخص لآخر، وذلك حسب درجة حموضة البشرة، إلى جانب الخلط بين الأنواع المحدّدة لفصل الصيف والأخرى الخاصة بفصل الشتاء، لأنّ الحرارة تؤثر كيماويا على العطر، وتزيد من حدة حاسة الشم، لذا يبقى خيار العطور الخفيفة والمصنّعة من بعض أنواع الزهور ومن الليمون، الخيار المثالي لفصل الصيف، وتفضيل بدل ذلك العطور المصنّعة من المسك وخشب الصندل والعود والتوابل على غرار الزنجبيل الديناميكي والقرنفل والقرفة أو التبغ وخشب الأرز، لفصل الشتاء، وتجنّبها تماما عند ارتفاع درجة حرارة الجو.

وآخر نصيحة قدّمها الأخصائي في تقطير الزهور وصناعة العطور هي تفادي رش العطر فوق العرق،  لأنّ العطر لا يخفي الرائحة بتاتا، بل يحوّلها إلى رائحة كريهة "تزيد الطين بلة"، كما يقال، فلا بدّ من الاغتسال جيدا بعد التعرّق واستعمال مزيلات العرق أولا، ثم رش العطر في مناطق محدّدة؛ للشعور بالراحة وتطييب الجسم برائحة عطرة وجميلة. وقال نسيم حرباش في هذا الخصوص، إن أحسن العطور ليس أكثرها غلاء والتي تفرغ الجيوب من المال، لأن اتباع ذلك العالم يُعدّ بمثابة الهوس الحقيقي لانتشار العطور بماركات لا تُعدّ وإنّما يمكن لعطر بسيط أن يخلق الفرق، وهذا بحسن استعماله وحسن اختياره ومعرفة كيفية وضعه ومتى لتحقيق ذلك الانتعاش. ومن الحيل الجمالية التي تثبت العطر استعمال كريم ترطيب بعد الاستحمام ووضع القليل من ماء الكولونيا مباشرة في المنطقة الخلفية والسفلية من الرأس وهذا يضمن انبعاث الرائحة لتدوم طويلا.