على هامش صالون الصناعة التقليدية بمحطة ميترو تافورة

حرفيّو الجلود يتفننون في الصناعة رغم تحديات السوق

حرفيّو الجلود يتفننون في الصناعة رغم تحديات السوق
  • القراءات: 408
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أبدع عدد من الحرفيين والحرفيات في صناعة الجلود، في تقديم مشغولات رائعة احتضنتها محطة مترو تافورة البريد المركزي؛ حيث تَفنن هؤلاء في صناعة قطع جلدية متناهية الدقة، قادرة على منافسة أرقى المنتجات من الماركات العالمية. وأرجع حرفيون في حدثتهم إلى "المساء" على هامش هذا الصالون الوطني، أن هذا الإبداع لفرص التكوين المجاني عبر بعض مواقع الأنترنت، والتي باتت تعطي أفكارا غير محدودة لمختلف الصناعات، لا سيما النسيج والجلود.

وقد أعطى معرض الصناعة التقليدية هذه المرة، طابعا مميزا للمكان؛ حيث تم منح الفضاء لحرفيين في تخصص مشترك، وهو صناعة الجلود بمختلف مشتقاتها، ساهم فيها عدد من الحرفيين في صناعة الحقائب اليدوية، والأحزمة، وبعض الأكسسوارات من مشتقات الجلود. وقد أثار تنوعها وجمالها فضول المسافرين عبر خطوط ميترو الجزائر؛ لاقتناء قطع جميلة، وبأسعار معقولة جدا.

وتُعد صناعة الجلود في الجزائر واحدة من أعرق الموروثات القديمة، مارسها الأجداد، وكانت مصدر رزق للأجيال والعائلات، لا سيما أن الجلود الجزائرية من أرقى أنواع الجلود في العالم، والطلب عليها كبير من طرف دول أوروبية رائدة في مجال تحويلها، وصناعة الحقائب والأحذية الجلدية ذات النوعية الراقية. وأشار الحرفيون إلى أن بسبب الصعوبات التي واجهها كثير من المؤسسات العائلية في صناعة وتحويل الجلود، تخلى الكثيرون عن هذه المهنة، التي تُعد فنا أكثر من كونها عملا بالنسبة لممارسيها. لكن بالرغم من ذلك، لايزال بعض الحرفيين يتحدون الصعوبات، ويحاولون الإبقاء على حِرف الأجداد في صناعة الجلود وتحويلها، والبقاء أوفياء لمحبي القطع الجلدية؛ سواء من أكسسوارات أو حتى قطع للديكور تساهم في الهندسة الداخلية للبيت. وكان فاتح من برج بوعويريج، واحدا من هؤلاء الحرفيين المشاركين بالمعرض، عرض في جناحه عددا متنوعا من الحقائب اليدوية، وحاملات النقود، وعددا من الأكسسوارات لحمل مختلف الوثائق، موضحا أن عمله منذ سبع سنوات، راجع إلى حبه الكبير لهذه المادة، وهو ما دفعه إلى تعلم أساليب وتقنيات التعامل معها، موضحا أن بدايته لم تكن سهلة، خصوصا أن الجلد مادة قاسية، ولا تسهل خياطتها.

وأبسط خطأ يجعلك تفقد القطعة. كما إن أدوات العمل عليها لم تكن متوفرة. وأضاف المتحدث أن الجلد يصمد مع الزمن. وقد تبقى القطعة لسنوات عديدة إذا تم الحفاظ عليها بالطريقة الجيدة؛ لذا تُعد صناعة القطعة بمثابة تفكير في أن القطعة يمكن أن تبقى لسنوات طويلة، فكلما كان التصميم كلاسيكيا، كلما كان ذلك أحسن؛ حتى لا تزول صيحته مع الزمن. وفي الأخير أشار الحرفي إلى مجموعة المشاكل التي لايزال الحرفي يتخبط فيها، وهي غياب الدعم الكافي لأعمالهم البسيطة، مشيرا إلى أن ضعف التسويق يدفع بالكثيرين إلى التخلي عن المهنة، موضحا أن غزو السوق بالمنتجات الصينية يكسر كثيرا عمل الحرفي، الذي قد يستعمل مادة الجلد والمواد لصناعة منتجات، وبأسعار معقولة.