تقطير الورد والزهر

حرفيون يعرضون الكيفية في الجزائر

حرفيون يعرضون الكيفية في الجزائر
  • القراءات: 2075
❊ق.م ❊ق.م

انطلقت بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، فعاليات معرض "فن التقطير أو القطّار" الذي بادر إلى تنظيمه، المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بالمدية، بمشاركة حرفيين حافظوا على هذه الحرفة التقليدية التي كانت منتشرة في الجزائر وشمال إفريقيا.

تعرض هذه التظاهرة التي تشمل إلى جانب معرض حول تقنية تقطير الزهر والورد ونبتات أخرى، صورا عن الأدوات المستعملة في هذه العملية الدقيقة، خاصة النحاسية منها والفخارية، إلى جانب صور عن طريقة التقطير الحرفية التي تشتهر بها عدة مناطق في الجزائر، حيث حافظت بعض الأسر عليها حتى لا تندثر. 

كما شملت التظاهرة استعراض الطريقة التقليدية لتقطير "الإنبيق" الورد في البليدة، من إنجاز عضو في جمعية "كنوز" الذي قدم آلة التقطير أو القطارة التي تتكون من جزأين؛ السفلي يسمى "القدر" مصنوع من النحاس الخالص ومطلي بالزنك من الداخل، والثاني الغطاء من الزنك وله أنبوبان. 

كما استعرض طريقة التقطير أمام الجمهور، مشددا على ضرورة استعمال ماء العنصر في العملية، مع التأكيد على فوائد الماء المقطر الذي يحتفظ بكل فوائده. وذكر من جهة أخرى، أن كل الأعشاب الطبية قابلة للتقطير، مثل القرفة والنعناع والخزامى.

أدرج أيضا منظمو هذه التظاهرة التي تدخل في إطار إحياء شهر التراث (18 أفريل- 18 ماي) محاضرة حول "تاريخ التقطير" الذي يسمى أيضا القطار والأنبيق، من تقديم السيدة وردة بن سقيني من ولاية قسنطينة، تناولت فيها تاريخ هذه الحرفة التقليدية التي كانت معروفة في العالم، حيث كانت منتشرة عند سكان بلاد الرافدين، يستعملون القطار في تصنيع العطور قديما (3500 سنة قبل الميلاد)، وعرف سكان شمال إفريقيا التقطير -حسب المؤرخين- بين القرنين الـ10 والـ15، عن طريق الأندلسيين الذين قدموا إلى منطقة المغرب العربي. 

صرحت عديلة طالبي مديرة متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالمدية،  التي بادرت إلى تنظيم هذا المعرض، أن الهدف منها هو الحفاظ على هذه الحرفة الأصيلة التي بدأت تختفي، مع استعراض تقنيات التقطير أمام الزوار، لاسيما الأطفال في سبيل جلب اهتمامهم بالتراث والحرف التقليدية. وأضافت أن هذه التظاهرة التي تتواصل بقصر الثقافة إلى غاية 27 أفريل ستنتقل إلى البليدة من 30 أفريل إلى 2 ماي، على أن تحطّ الرحال بالمدية في جوان القادم. 

تشارك عدة عارضات في هذا المعرض بمجموعة من المواد، مثل ماء الزهر وماء الورد ومستحضرات التجميل مصنوعة من مواد طبيعية وزيوت أساسية.

ق.م