بمناسبة اليوم الوطني للتجار والحرفيين

حرفيون يطرحون انشغالاتهم

حرفيون يطرحون انشغالاتهم
  • القراءات: 487
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يحيي الاتحاد العام للتجار والحرفيين هذه الأيام، اليوم الوطني للتجار والحرفيين بساحة البريد المركزي، الموافق لـ28 جانفي من كل سنة، وهذا بعرض منتجات من الحرف والصناعات التقليدية، بهدف دعم تسويق المنتوج الوطني ومحاربة كل أشكال الاحتكار والمضاربة والتهريب، حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن.

أوضح عدد من الحرفيين الذين شاركوا في معرض الصناعة التقليدية أنّ إحياء هذا اليوم الوطني سيكون فرصة لتثمين المنتوج المحلي وتشجيع الحرفي لتطويره أكثر، خصوصا في ظل ما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية، أثرت بشكل واضح على القدرة الشرائية للعائلات بسيطة الدخل، ليكون بذلك المنتوج المحلي بديلا ذو جودة عالية يمكنه منافسة العديد من المنتوجات الأخرى التي كانت تستورد.

واستغل العديد من الحرفيين الذين اقتربت منهم "المساء" الفرصة لطرح بعض الانشغالات التي تؤرق بالهم، ليبقى مشكل المادة الأولية ونوعيتها الأساسي منها، حيث أوضح عيسى، الحرفي في صناعة الجلود، أنّ احتكار هذه السوق من طرف بعض المضاربين جعلت الصناع يعانون الأمرين بسبب مشكل اقتناء المادة الأولية وبأثمان عالية، وكذا إعادة تسويقها بعد صناعتها، ليكون بذلك للحرفي هامش ربح جد صغير لا يمكن تغطية كل المصاريف الأخرى للحياة، وهذا ما يهدّد باعتزال العديدين منهم لهذه المهنة وبالتالي زوال حرفة صناعة الجلود تقليديا.

وكان الحال نفسه بالنسبة للعديد من الحرفيين المتخصصين في صناعات أخرى، سواء المتعلقة بالمادة الأولية أو ورشات لتصنيعها، أو حتى فضاءات للتسويق، في هذا الصدد حدثتنا الحرفية سامية من ولاية المدية قائلة "كان ميولي لصناعة الخزف والفسيفساء، باعتبارها مجالا يمكنني الإبداع فيه واستخراج قطع فنية منها كانت تثير اهتمام الزبائن، كلّها تحمل دلالات اجتماعية وتراثية، وتعكس أيضا الجانب المتحضر من المجتمع، على غرار بعض الأواني واللوحات الفنية، إلا أنه بسبب ندرة المادة الأولية التي تستدعي استيرادها من دول أجنبية لغياب ورشات تصنيعها في الجزائر، جعل أثمان هذه المادة ترتفع، وبالتالي سيرتفع سعر المنتوج بعد تصنيعه، لعزوف الزبون عن اقتنائه، الأمر الذي جعلني "رغما عني" أغيّر تيار عملي، لأكتفي بالرسم على الزجاج، ففي هذا اليوم المخصص للتاجر والحرفي آمل أن يتم الالتفات أكثر لانشغالات الحرفي الذي يحتاج دائما إلى دعم سواء بعتاد معين للعمل، يصعب عليه اقتناؤه بسبب ضعف عائداته، أو لتوفير المادة الأولية، أو لفضاءات التسويق وغير ذلك"..

الجدير بالذكر أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين قد اختار تاريخ 28 يناير من كل سنة يوما وطنيا للتاجر تخليدا للإضراب التاريخي الذي قام به التجار والحرفيون لمدة ثمانية أيام من 28 جانفي إلى 4 فيفري 1957 تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني ليبرزوا الدليل على وحدة الشعب الجزائري وتماسكه وشرعية ثورته من أجل التحرر من الاستعمار.