اعتبروا وجودها يكسبهم زبائن أوفياء
حرفيون يطالبون بأماكن قارة لعرض منتوجاتهم

- 936

تتواصل في ساحة "حرية الصحافة" بشارع حسيبة بن بوعلي في العاصمة، فعاليات معرض الصناعة التقليدية للشهر الثالث على التوالي، وثمن عارضون تحدثوا إلى "المساء"، إقامة هذه المعارض بين بلديات ولاية الجزائر، لأنها بمثابة القلب النابض للصناعة اليدوية التي لا يجد أصحابها مكانا لتسويقها. وطالبوا الفيدرالية الوطنية للصناعة التقليدية بتثبيت هذه المعارض في أماكنها، خاصة بعدما كسبوا زبائن أوفياء بفضلها.
تعتبر فكرة إقامة المعارض الجهوية للصناعة التقليدية المحفز الحقيقي للحرفيين من أجل تصريف بضاعتهم اليدوية، واعتبر الحرفي طاهر عبد المالك، صانع النحاس، أن بلديات بعينها، على غرار الجزائر الوسطى والقبة، تسجل حركة دؤوبة تسمح للحرفي ليس فقط بتصريف بضاعته، وإنما باكتساب زبائن أوفياء، يقول: "من الصعب علينا كحرفيين اكتساب زبائن لنا، بالنظر إلى ترحالنا بين مكان عرض وآخر، صحيح أن الفيدرالية الوطنية للصناعة التقليدية قائمة بواجباتها اتجاهنا كحرفيين، لكننا نطالبها في المقابل بأن تجعل من بعض نقاط العرض في بعض البلديات مكانا قارا لنا لنعرض منتوجنا اليدوي، لأننا طوال أسابيع وأشهر نكتسب زبائن أوفياء، لكن إذا ما غيرنا مكاننا فجأة نخسرهم".
كما يرى الحرفي في الفخار التقليدي، حميد مغوغ، بأنه من الصعب جدا تصريف البضاعة اليدوية "لأن شريحة واسعة من المواطنين لا يقيّمون الصناعة اليدوية التي تتطلب منا جهدا ووقتا كبيرين حتى نضعها في قالبها النهائي أمام الزبون، لذلك فإن اكتساب زبائن أوفياء على مدار الأسابيع صعب جدا، بالتالي أطلب بدوري من الجهات المنظمة لهذه المعارض أن تأخذ طلبنا بعين الاعتبار، وتجعل من مكان عرضنا هذا، في شارع حسيبة بن بوعلي أو أحسنها ساحة البريد المركزي، أمكنة قارة نعرض فيها منتوجنا لأنها أمكنة ذهبية بالنسبة لنا بفضل إقبال الزبائن الكبير عليها".
أما الحرفية في الخياطة التقليدية كريمة رادي، فترى عكس ذلك تماما، إذ بالنسبة لها، الحرفي الذي يتقن حرفته من الممكن له أن يكتسب زبائن أوفياء في أي مكان يعرض فيه منتوجه اليدوي، تقول: "لا أرى فرقا بين أمكنة العرض لنا كحرفيين، لأنني أعرض منتوجي اليدوي وأوزع بطاقتي الخاصة على كل زبون، بالتالي إن أعجب هذا الأخير بما اشتراه من صنعة يدي، فإن بإمكانه الاتصال بي وطلب مثلا، جبة قبائلية، وأنا أعلمه بمكان عرضي ويمكنه المجيء إلي وشراء ما يريد". وتضيف الحرفية بأن مشاركتها في أربعة معارض منذ جانفي 2015 إلى اليوم في عدة أماكن من ولاية الجزائر، مكنها من اكتساب الكثير من الزبائن، وطالبت من الجهات المنظمة العمل بنفس الوتيرة المشجعة للحرفي بهدف الإبداع أكثر.
وعن انشغال الحرفيين في الحفاظ على مكان العرض قارا، يجيب السيد رضا ياييسي رئيس الفيدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية، بقوله؛ إنه من غير الممكن جعل ساحة البردي المركزي مركزا قارا لعرض المنتوج الحرفي، "فمن الجانب الجمالي للمدينة وجود خيم على طول السنة يشوه جمالها، صحيح أن هذه المعارض تعتبر الشريان الحي للحرفيين بغية التعريف بهم وتصريف بضاعتهم وهذا هو هدفنا الأول كفيدرالية، لكن لا بد من أن نكون واقعيين قليلا، كما أن الفيدرالية تعمل طوال السنة على قدم وساق من أجل ضمان معارض جهوية للصناعة التقليدية والعسل الطبيعي من أجل التحسيس المتواصل والواسع بأهمية التراث الوطني وتوريثه، وكذا استمالة الشباب البطال نحو التكوين في الحرفة اليدوية، فكيف لنا بلوغ أهدافنا هذه إن جعلنا مكان العرض قارا؟ أعتقد أنه من الأحسن للحرفي العرض هنا وهناك، سواء في ولاية الجزائر أو ولايات مجاورة، كبومرداس مثلا، من أجل التعارف وتبادل الخبرات بين الحرفيين". وأكد المتحدث أن الفيدرالية تعمل حاليا على تنظيم معرضين اثنين يحملان نفس الأهداف دائما، أحدهما سيكون مع نهاية ديسمبر الجاري والآخر في فيفري 2016.