رغم سوء تنظيم الأسبوع الثقافي لتمنراست ببومرداس

حرفيون يشددون على أن الصناعة التقليدية رمز الهوية الوطنية

حرفيون يشددون على أن الصناعة التقليدية رمز الهوية الوطنية
  • القراءات: 3540
حنان. س حنان. س
 عرض وفد من الحرفيين من ولاية تمنراست، المشارك في الأسبوع الثقافي لهذه الولاية ببومرداس مؤخرا، أبرز الحرف اليدوية التقليدية المعبرة عن ارتباط هذه الولاية بحرف ممتدة عبر عقود من الزمن تتوارثها الأجيال في هذه الولاية الجنوبية. وقال حرفيون تحدثوا لـ»المساء»؛ أن الحرفة اليدوية مرتبطة بهويتهم ولا يمكنهم التخلي عنها أبدا. وأبدى الوفد استياءه من سوء التنظيم، حيث تركوا لوحدهم دون أن يزورهم أيّ من الرسميين لولاية بومرداس!
وقال السيد الباي اودير رئيس جمعية «ازودار للصناعة التقليدية»، أن الوفد المشارك في فعاليات التبادل الثقافي بين ولايتي تمنراست وبومرداس يضم 13 حرفيا يمثلون أبرز الحرف اليدوية والصناعة التقليدية لتمنراست، ومن بينها الحلي التقليدية التي لها سمة فريدة تميزها عن باقي الحلي التقليدية المعروفة بمناطق أخرى من الوطن، وأيضا اللباس الرجالي التقليدي الذي يطلق عليه "البازان"، وهو علامة اللباس الرجالي بهذه المنطقة، إلى جانبه اللباس النسوي الذي عادة يطلق عليه اسم «تسغنس» وهو شبيه بالملحفة في مناطق أخرى، عادة ما يتراوح طوله بين 6 إلى 10 أمتار، حسب رغبة كل امرأة، إلى جانب عرض العديد من الألوان والخامات، كما تم أيضا عرض الكثير من المصنوعات اليدوية بالجلود، وقالت الحرفية هدوية لنصاري رئيسة جمعية «تدوكلت للصناعة التقليدية والأنشطة الثقافية وأنشطة الشباب»، أن جمعيتها تقدم تكوينا متخصصا للشباب الراغب في تعلم فنون حرفة الجلود التي تلقى -حسبها- إقبالا لا بأس به من طرف الشباب، وإلى جانب ذلك، تقدم الجمعية تكوينات مختلفة للجنسين في خياطة اللباس التقليدي وفنون صناعة الحلي التقليدية، مطالبة السلطات المعنية بولاية تمنراست النظر بعين الاعتبار إلى منح جمعيتها، مقرا من أجل تسهيل عملية التكوين، موضحة أنها تلقن فنون الصناعة التقليدية في منزلها الخاص.
من جهته، قال السيد يوسف هداوي حرفي في الحلي التقليدية، بأنه من الحرفيين المولعين بحرفته والمرتبطين بها أشد الارتباط، داعيا السلطات المعنية إلى الأخذ بعين الاعتبار مطالب الحرفيين بدعم أسعار الفضة المادة الأولية في صناعته التقليدية، موضحا أنه كون أجيالا من الحرفيين الشباب في هذه الحرفة تحديدا. وأوضح أن التبادل الثقافي بين الولايات مهم جدا للحرفي حتى يعرف بنفسه ويسوق المنتوج الحرفي أيضا، واتفق أغلب الحرفيين المشاركين في فعاليات الأسبوع الثقافي، على أن تسويق المنتوج اليدوي ما يزال يعرف الكثير من الصعوبات، حيث يشتكي الحرفي من غياب فضاء دائمة لتسويق المنتوج. كما أن الأسابيع الثقافية بين الولايات كثيرا ما تعرف ركودا، تماما مثلما حدث للوفد الحرفي لتمنراست في ولاية بومرداس في الفترة الممتدة بين 02 و07 أوت الجاري، حيث لم يتوافد الزوار على المعرض بسبب انشغالهم بالشواطئ والاستجمام، وهو ما خلف استياء كبيرا عند الوفد الحرفي، علما أنه لم يخصص أي افتتاح رسمي لهذا الأسبوع الثقافي، وما زاد في استياء الحرفيين أن دار الثقافة ‘رشيد ميموني’ مقر هذا المعرض تغلق أبوابها عند السابعة مساء، رغم أن الحياة السياحية الحقيقية تنتعش بدءا من نفس الساعة وتمتد إلى ساعات الصباح الأولى بشكل يومي خلال الموسم الصيفي الجاري، وهو ما جعل المعرض لا يعرف أي إقبال من قبل الزوار، وبقي الحرفيون يتسامرون لوحدهم حول سينيات الشاي ويتبادلون أطراف الحديث طوال ساعات اليوم، ثم يعودون إلى الفندق وهم يتساءلون عن أسباب هذا الإهمال.