شرعت الفيدرالية الوطنية للحرفيين والصناعات التقليدية، في تنفيذ برنامجها المتمثل في القيام بزيارات ميدانية إلى مختلف الولايات، للوقف على وضعية الحرفي ورصد انشغالاته، ومن ثم رفعها إلى الجهات الوصية، مرفقة بجملة من المقترحات الرامية إلى النهوض بواقعه وإخراجه من حالة التهميش التي يعيشها، خاصة خلال جائحة "كورونا"، رغم ما قدم له من دعم، وحيال ذلك يقول رضا يايسي، رئيس الفيدرالية: "وهو ما وقفت عليه الفيدرالية، عقب زيارتها إلى منطقة قرارة بولاية غرداية، أين يعيش الحرفي واقعا صعبا".

فك العزلة على الحرفيين بمناطق الظل، من بين البرامج التي سطرتها الفيدرالية الوطنية للحرفيين والصناعات التقليدية، حيث أوضح في هذا الشأن، رئيس الفيدرالية رضا يايسي، أنه شرع منذ مدة، في القيام بزيارات ميدانية إلى مختلف المناطق المعزولة، للوقوف على واقع الحرفي وما يواجهه من عراقيل تحول دون قدرته على التمسك بالحرفة، خاصة بعد تفشي جائحة "كورونا"، التي ساهمت في تهميشه والدفع بالكثير من الحرفيين إلى التخلي عن حرفهم، التي كانت تمثل لهم مصدر رزق"، مشيرا إلى أن المعاينة الميدانية التي قادته مؤخرا، إلى منطقة القرارة، التي تبعد بـ100 كلم عن ولاية غرداية، جعلته يتأسف عن حال الحرفيين بالمنطقة، وحسبه، فإن أول ما جعله يشعر بخيبة الأمل، أن مكتب الحرفيين متواجد بداخل محل لصناعة الدراجات، مما يعني أنه لا وجود على الأقل، لمكتب محترم يقصده الحرفي، لطرح انشغاله أو التعبير عن واقعه، من جهة، ومن ناحية أخرى، يكشف "تبين لي من خلال الاحتكاك ببعض الحرفيين، الذين عرضوا عليّ جملة من الانشغالات المرتبطة بغياب التسويق والترويج والنقص الفادح في المادة الأولية".

في السياق، أكد المتحدث أن زيارته الميدانية إلى منطقة قرارة، جعلته يقف على المعنى الحقيقي لتهميش الحرفي، بالمقارنة مع غيره من المتواجدين بالمدن، ومع هذا، لا يزال البعض منهم متمسكا بها، كونها مصدر رزقه الوحيد، وتمثل أصالته وهويته، لافتا إلى أن أكثر ما عمق من معاناة الحرفي، أنه وبعيدا على مقر الولاية، لا يحظى الحرفي بأي أهمية في منطقة أخرى، فإن أراد أن ينقل انشغاله، لابد له من التنقل إلى مقر الولاية التي تبعد كثيرا عن المنطقة التي يفترض أن يكون فيها مكتب فرعي يستجيب لاحتياجات الحرفيين، لافتا إلى أن مصالح البلدية أيضا، لم تول أي اهتمام للانشغالات التي طرحها كرئيس فيدرالية. حول المجهودات المبذولة من طرف الفيدرالية لتغير واقع الحرفيين، أوضح رئيس الفيدرالية، أنه يسعى، بعد اختتام الزيارة، إلى تحرير تقرير يرفعه إلى الجهات الوصية، يعطي فيه صورة واضحة حول واقع الحرفي بمناطق الظل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تدخل في إطار تجسيد مساعي رئيس الجمهورية، من أجل إنعاش السياحة والصناعات التقليدية. حسب رضا يايسي، فإن الفيدرالية الوطنية للحرفيين، سعت في إطار تغيير واقع الحرفيين، إلى التأسيس لمنتدى جذور، الذي يسعى إلى الدفاع على كل ما يتعلق بالنشاطات الثقافية والسياحية، لإعادة إحيائها والحفاظ على الهوية، من خلال تسطير برامج خاصة بها.