مختصة في صناعة مواد التجميل الطبيعية

حرفية جزائرية تطمح إلى اقتحام أسواق الجوار

حرفية جزائرية تطمح إلى اقتحام أسواق الجوار
  • 764
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحول استخلاص الزيوت من النباتات العطرية على مستوى ولاية البليدة، إلى مجال خصب يستهوي الكثير من النساء الماكثات في البيوت، رغبة منهن في إنشاء مشروع  مصغر والاسترزاق من ورائه، ومن هؤلاء؛ السيدة حياة دوحي، التي حولت اهتمامها الكبير بالعناية بالبشرة والتجميل، إلى مجال تخصصت فيه، واليوم تدخل السوق المحلية بمنتجات متنوعة، وتطمح إلى إخراج منتجها إلى دول الجوار. 

قالت الحرفية حياة دوحي، بأن ما حمسها على دخول عالم العناية بالجمال والاهتمام بالبشرة، هو التوجه الذي بدأ العالم يتبناه في المجال الغذائي والعلاجي، حيث أصبح الاهتمام منصبا حول العودة إلى كل ما هو طبيعي، والهروب من المواد الكيماوية، لاسيما فيما يخص العناية بالصحة والبشرة والجمال، الأمر الذي شجعها على الاستثمار في المواد الطبيعية، حيث كانت بدايتها مع تجريب عدد من الخلطات الطبيعية البسيطة، كمزج الزيوت ببعض المواد، مثل القرنفل والعسل وتجريبها، بعدما حققت نتائج إيجابية في بعض المنتجات التي صنعتها من مواد طبيعية.

قررت التخصص في المجال وما كان منها إلا أن خضعت لعدة تربصات، سمحت لها بالتعرف على أنواع الزيوت وخصائصها وكيفية استخراجها ومختلف الفوائد، مشيرة إلى أن هذه الدورات التكوينية كانت تحت إشراف خبراء عراقيين ومصريين ولبنانيين، من الذين برعوا في مجال التجميل الطبيعي، حيث تكونت لديها الخبرة الكافية لصناعة منتجها الخاص، لاسيما أن المادة الأولية متوفرة في الجزائر وخصبة ومتنوعة، الأمر الذي ساهم في توسع نشاطها.

وحول نوعية المواد التي دخلت بها إلى السوق، أشارت المتحدثة إلى أنها مختلفة، حيث كانت البداية بالصابون الطبيعي المستخلص من الزيوت الطبيعية، والذي لقي إقبالا كبيرا عليه، خاصة أنه معد من مواد طبيعية ويناسب مختلف أنواع البشرة، حيث عرضت صابون القطران الطبيعي، وصابون حليب الماعز، وصابون الودعة، وبعدها انتقلت إلى الكريمات الطبيعية وماسكات الشعر بـ«زبدة الشيا" وزيت اللوز، وكذا زيت جوز الهند، وحسبها، فإن المرأة الجزائرية تميل بشكل كبير، حسب تجربتها الميدانية، إلى اقتناء الكولاجين، وصابون النيلة الزرقاء وصابون الفحم، ومسك الطهارة. لافتة في السياق، إلى أنها لم تكتف بهذه المنتجات فقط، إنما تعمل اليوم على التوسيع من مجال استثمارها، بطرح منتجات أخرى، مثل مزيل العرق الطبيعي المطلوب بكثرة.

تعمل الحرفية حياة، بناء على الطلب الذي يختلف، حسب نوعية المنتج، ففي بعض الأحيان يكون الطلب، حسبها، كبيرا على بعض أنواع الصابون، على حساب الكريمات، والعكس، حيث تسجل إقبالا كبيرا على كريمات الوجه والجسم على حساب الصابون، مؤكدة أن الأمر يرجع إلى الطقس وتأثيره على البشرة، وذكرت أنها طرحت في أول مسيرتها، عددا قليلا من المنتجات، وبعد سنوات من العمل، أصبحت قادرة على صنع من ألف إلى أربعة آلاف نوع من منتجات طبيعية، يجري توزيعها عبر صفحتها بالفضاء الافتراضي، الذي كان لديه دور كبير في توسيع دائرة نشاطها.

سمحت التجربة التي تكونت لدى الحرفية حياة، في مجال صنع المواد الطبيعية ومزج المكونات مع بعضها، إلى نقل تجربتها للطلبة الذين يقصدونها، من أجل الاستفادة من تجربتها في شكل دورات تكوينية. وحسب المتحدثة، فإن أهم تحدٍ يواجهها اليوم، هو ضعف التغليف وغلاء المواد الأولية الذي شكل عقبة أمام الترويج للمنتج خارج الوطن، ومع هذا، تحاول أن ترفع التحدي من أجل إخراج منتجها خارج الوطن، خاصة أنها تمكنت من المشاركة في بعض المعارض بتونس، وتطمح في القريب العاجل إلى التأسيس لمؤسسة وفتح المجال لتعليم الطلبة والراغبين في دخول عالم التجميل بمستخلصات طبيعية.