عشن تجربة المشاركة في المعارض لأول مرة

حرفيات معالمة يتطلعن إلى إنشاء مؤسسات مصغرة

حرفيات معالمة يتطلعن إلى إنشاء مؤسسات مصغرة
  • القراءات: 836
رشيدة بلال رشيدة بلال

احتكت "المساء" بالنساء الريفيات اللواتي اجتهدن في عرض ما ينتجن من عجائن يدوية الصنع وتقليدية، مثل "الرشتة والمطلوع والمحاجب والمقروض والكسكسي"، وأشغال منزلية تتمثل في الخياطة والتطريز والفخار. وحول انطباعاتهن بالمشاركة في عرض منتجاتهن لأول مرة والاحتكاك بالمواطنين والتعريف بحرفهن، عدنا لكم بهذه الدردشات.

كانت البداية مع السيدة فتيحة غربي من بلدية معالمة،  حرفية في صناعة الفخار، قالت في حديثها إلينا: "أشارك في المعرض للمرة الثانية، وهو بالنسبة لي بمثابة الفرصة التي مكنتني من الخروج من حدود منزلي والتعريف بما أصنعه لأنني قبل التقرب من اللجنة المكلفة بالمرأة الريفية، لم أكن مطلقا أخرج من المنزل إلا للصلاة في المسجد أو الذهاب إلى المستشفى  للتداوي، وكانت الأواني الفخارية التي أصنعها أستعملها للطبخ بها أو للواتي يطلبن مني صنعها لهن،  لكنني لا أبيعها، وتعلق: "اللجنة المكلفة بالمرأة الريفية رفعت علينا الغبن ومكنتنا من الشعور بقيمة أنفسنا وبأهمية ما نبدعه كنساء ماكثات في البيوت".

من جهتها، عبرت السيدة نصيرة رقيق، حرفية في صناعة العجائن بمختلف أنواعها من بلدية معالمة، عن فرحتها بالمشاركة في المعرض الذي سمح لها بالتقرب من المواطنين والتسويق لما تصنعه وقالت: "بسبب ظروف الحياة الصعبة، أصبحت المعيل الوحيد للعائلة،  حيث اهتديت إلى المعجنات المصنوعة في المنزل، بعد أن جربت في أول الأمر صناعة المحاجب، ومنه ثبت لي بأن هناك اهتمام كبير بكل ما يعد في المنزل وبالطريقة التقليدية رحت أتعلم كيفية صناعة باقي المعجنات، مثل الرشتة والديول واليوم أصبحت معروفة كمختصة في صناعة المعجنات على مستوى بلدية معالمة، غير أنني لم أكن مطلقا أخرج من المنزل لأننا تربينا على المبدأ الذي مفاده أنه عيب على المرأة الخروج من منزلها، فكنت أحضر العجائن ويتكفل زوجي ببيعها، وبعد أن سمعت باللجنة الولائية لترقية المرأة الريفية، قررت المشاركة  بعد أن تم إقناعي بأهميتها في ترقيتنا، وكانت المرة الأولى التي أخرج فيها من حدود منزلي وأشارك في معرض أبرز فيه ما يمكنني أن أقوم به، ولا أخفي عنكم أنني في أول معرض شاركت فيه شعرت بالخجل وكان من الصعب علي التواصل مع المواطنين وتحديدا الرجال، وبعد توعيتنا على مستوى اللجنة بأننا كنساء قادرات على تأمين ثروة مما نعده، أفكر اليوم في التأسيس لمشروع مصغر لصناعة "الزلابية"، بحكم أن بلدية معالمة كانت فيما مضى مشهورة بصناعة هذا النوع من الحلويات".

من جهتها، عبرت الشابة وردية شراطية، حرفية في الخياطة والتطريز، عن سعادتها بالمشاركة في المعرض قائلة؛ إنها لا تصدق بأنها خرجت من بلدية معالمة وتشارك في عرض إبداعاتها بساحة البريد المركزي"، وتضيف؛ "أشعر أخيرا بأنني أتمتع بالحقوق التي تتمتع بها باقي نساء الجزائر، فبعد أن التحقت بفصول محو الأمية وتحررت من الجهل الذي كنت أعيش في ظلماته، التحقت باللجنة الولائية لترقية المرأة الريفية التي مكنتني من الخروج والاحتكاك بمختلف شرائح المجتمع، ومن خلالها تكون عندي رصيد معرفي حول ما يمكنني القيام به لتغيير حياتي وتكوين مستقبلي وتردف: "لا أخفي عليكم أن الشخص الوحيد الذي شجعني على الخروج من المنزل وكسر حاجز اعتقادي  كامرأة بأن مكاني يكمن في البيت، هو أخي الذي طلب مني الالتحاق باللجنة والمشاركة، لاسيما أنني أملك حرفة يمكنني عن طريقها الحصول على استقلاليتي المالية ولما لا التأسيس لمؤسسة في مجال الخياطة والتطريز".