استغلال جمال الزهرة حتى بعد ذبولها

حرفة تجفيف الأزهار فنٌّ راق يتخصص فيه الحرفيون

حرفة تجفيف الأزهار فنٌّ راق يتخصص فيه الحرفيون
  • القراءات: 940
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تمتهن الحرفية منال مكاوي البالغة من العمر 18 سنة، حرفة فنية، تتمثل في تجفيف الزهور، وهي الحرفة التي تلقت نقنياتها من خلال تكوين هولندي استفادت منه عبر الأنترنت، متمثل في دورة تكوينية خاصة بعشاق الأزهار والباقات بأنواعها، ومنها الجافة. هذه الأخيرة التي تُعد من أقدم الحرف، وهي موجودة ببعض المجتمعات رغم جمالها وقوّتها في تعطير البيت وتزيينه.

في لقاء "المساء" بها، أبدت الحرفية الشابة تعلقها بهذه المهنة، التي ترى فيها جمالا لا مثيل له؛ فقد أشارت بنت جبال جرجرة إلى أن للزهور جمالا لا يضاهَى، وأن منطقتها معروفة بها، موضحة أن الكثير من الحضارات اهتمت بالأزهار، وجعلتها جزءا من ثقافتها.

تقول الحرفية: "نتلقى باقات الأزهار في كثير من المناسبات، وما هي إلا أيام قليلة حتى تذبل ثم تجف وتفقد رونقها وجزءا من جمالها، لكن في تلك المرحلة تماما يبقى جزء من الجمال يمكن الاستفادة منه لتزيين البيت أو تعطيره، أو حتى تعطير الملابس من خلال وضعها داخل الخزانات". وأضافت المتحدثة أن لجمال الأزهار وتعدد أنواعها وأشكالها وألوانها، روحا تحث الكثيرين على الإبداع في ابتكار باقات تمتع الناظر إليها؛ إذ تُعد هذه الحرفة من أرقى الحرف، وتعطي لصاحبها الذوق الرفيع والرقيق من خلال حسن اختيار الأنواع التي تتماشى مع بعضها البعض، وتمكنه من حسن تنسيق الألوان وتشكيلها، لكن للآسف سرعان ما تذبل تلك الورود، ثم تجف، ولا يبقى أمامنا إلا حل وحيد للحفاظ عليها، وهو تجفيفها بطريقة تضمن بقاءها لفترة أطول.

وأشارت الحرفية مكاوي إلى أنه يمكن الاستفادة من نوعين من الورود الجافة، ففي الطريقة الأولى يمكن ابتكار باقة من الحقل مباشرة من أزهار جافة، على غرار اللافندر أو سنابل تكون عادة من الألوان الترابية التي تتماشى مع بعضها البعض، وهذا النوع من الباقات يعيش مدة طويلة؛ باعتبارها جافة طبيعيا، ويمكن وضعها على شكل باقة، تزيَّن بها مزهرية بدون وضع الماء أو تعليقها في الجدار، أو حتى وضعها داخل إطار على شكل لوحة فنية.

وتواصل المتحدثة قائلة: "أما النوع الثاني فهو باقات حية طبيعية ذات ألوان باهية، تفقد رونقها بعد فترة حتى وإن بقيت مغروسة في التراب، تتساقط بتلاتها بعد فترة، لهذا يستمتع البعض بقطفها لوضعها في مزهرية بها ماء، لتبقى أسبوعا أو اثنين، بعدها تذبل وتجف تدريجيا في هذه المرحلة. ويمكن إعادة استغلالها من خلال بتلاتها، التي لا بد أن تنزَع قبل أن تتأثر بالرطوبة حتى لا تفقد لونها الطبيعي وتتعفن".

وتقول مكاوي: "ويمكن هنا بعد إزالة البتلات وضعها في إناء زجاجي أو مزهرية وتعطيرها بالقليل من الزيوت العطرية، ووضعها في ركن من البيت، أو تزيين مائدة الفطور أو غرفة النوم. كما يمكن وضعها داخل قطع من قماش القطن على شكل كتل صغيرة، وبين الملابس حتى تعطرها وتعطي تلك الرائحة الطيبة عند لبسها".

للإشارة، تتعامل الحرفية مع الزبائن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تعمل على ابتكار أنواع مختلفة من الباقات الجافة حسب رغبة الزبونة. وتتم عملية التسويق من خلال التوصيل المباشر، فيما أوضحت أن العرض والطلب يرتفع حسب المواسم، ومدى تواجد الأزهار في منطقتها في انتظار توسيع عملها، على حد تعبيرها.