صناعة الأجبان والتوابل

حرف جديدة تستهوي البليديات

حرف جديدة تستهوي البليديات
  • القراءات: 1253

أبدت العديد من الحرفيات بولاية البليدة في الآونة الأخيرة، اهتماما كبيرا بحرف جديدة كصناعة الأجبان وتوابل الطبخ، بعد "تشبّع" عدد من التخصصات التقليدية، على رأسها الطرز والخياطة وصناعة الحلويات، وتعد حرفة صناعة الأجبان من أبرز هذه الحرف الجديدة التي تلقى رواجا وسط  النساء الماكثات في البيت، ممن يقصدن غرفة الصناعات التقليدية، بهدف مساعدتهن على اختيار حرفة ما، تضمن لهن مصدر دخل، يقول مدير هذه المؤسسة العمومية لـ«وأج"، سعدي آيت رزوق، على هامش صالون المرأة الحرفية بدار الصناعات التقليدية في أولاد يعيش.

بهدف تأطير وتكوين الراغبات في هذا الحرفة، التي كانت في وقت قصير مضى، حكرا على المرأة الريفية، يقول السيد آيت رزوق؛ بادرت الغرفة لأول مرة بتنظيم دورة تكوينية في صناعة الأجبان، أشرف عليها أخصائيون من المعهد التقني لتربية الحيوانات، حيث تطرقت إلى التقنيات والمهارات الخاصة بهذه الحرفة التي تستهوي أيضا الرجال.

كما تم بالموازاة مع هذه الدورة التكوينية، تنظيم دورة أخرى حول كيفية إنشاء مؤسسة خاصة، تم خلالها التعريف بمختلف أجهزة التشغيل والخطوات الواجب اتباعها، للاستفادة من قرض يمول مشروعهن "الحلم".

في هذا السياق، أكدت إحدى المستفيدات من هذه الدورة التكوينية "أنها تمكنت من خلال امتهانها لهذه الحرفة، من تحقيق هدفها الذي لا طالما سعت إلى تحقيقه لمساعدة عائلتها، وهو توفير مصدر دخل"، خاصة أن حرفة صناعة الأجبان لا تحتاج، حسب رأيها، إلى معدات، إنما تحتاج فقط لإمكانيات ومواد أولية متوفرة في أي منزل"، مشيرة إلى أنها "تطمح رفقة صديقتها التي استفادت هي الأخرى من هذه الدورة التكوينية، إلى إنشاء مؤسسة خاصة بهما".

من جهتها، أكدت رئيسة جمعية المرأة الحرفية، نجية جعبوب، أنها بادرت إلى استحداث حرفة صناعة الأجبان التي ورثتها عن والدتها، لتضاف إلى مختلف التخصصات التي تضمنها للراغبات في تعلم حرفة ما، على غرار الخياطة والطرز وتربية النحل، وهو المشروع الذي لاقى إقبالا كبيرا من النساء الماكثات في البيت.

أضافت المتحدثة أن مختلف أنواع الأجبان التي تقوم بتحضيرها، سواء  التقليدية منها، على غرار الجبن المصنوع من حليب الماعز، إلى جانب المصنوع من اللبن، ونوع الكمارية الذي تضاف إليه مواد عشبية، أو العصرية، كأجبان شييدار ومتزريلا التي تلقى رواجا كبيرا سواء على مستوى المطاعم والفنادق أو المساحات التجارية، خاصة أن المستهلك الجزائري معروف بحبه للمنتجات التقليدية المصنوعة في البيت، والخالية من المنتجات الحافظة التي تؤثّر على الصحة.

كما عمدت السيدة جعبوب، التي أكدت أن جمعيتها تمنح الأولوية للنساء الأرامل أو المطلقات لمساعدتهن على إعانة عائلاتهن، إلى ابتكار أنواع جديدة، على غرار الجبن الحلو الذي أضافت إليه مكونات أضفت عليه مذاقا طيبا، كالمكسرات والفواكه الجافة والعسل، الذي لاقى هو الآخر رواجا كبيرا، مشيرة إلى أنها تحضر لاستحداث مؤسسة خاصة بها لتوسيع نشاطها.

من جهتها، اختارت الشابة الجامعية الحاصلة على ليسانس في المحاسبة والتسيير، سارة سيرداني، تخصص تحضير توابل الطبخ، بعد أن تعذر عليها العثور على منصب عمل في مجال تخصصها، مؤكدة أنها تعمل في الوقت الراهن على تحضير العلامة الخاصة بمشروعها المستقبلي.

أوضحت المتحدثة التي حظي الجناح الخاص بها في هذا المعرض باهتمام كبير  من طرف الزوار، أنها تراهن على إنجاح مشروعها المستقبلي على ابتكار أنواع جديدة من التوابل خاصة بالأطباق العصرية، كتلك المخصصة لوصفات تحضير الأسماك والدجاج والحلويات.

يضم هذا المعرض المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، عدة أجنحة خاصة بمختلف الصناعات التقليدية، كالخياطة والطرز والطبخ والأشغال اليدوية وحتى الفن التشكيلي، حيث عكست المنتجات المعروضة التي أبدعت في صناعتهن الحرفيات في مجال تخصصهن.

للإشارة، يعرف هذا المعرض أيضا مشاركة مختلف أجهزة التشغيل، على غرار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، وكذا الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، حيث كشف ممثلها وليد قاسي، عن تمويل خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة لـ283 مشروعا، لفائدة نساء اخترن ولوج عالم الشغل في مختلف المجالات، على غرار الصناعة والفلاحة والخدمات والنقل.