تسممات غذائية متكررة وسط المصطافين
حذار من اقتناء الأطعمة سريعة التلف بالشواطئ

- 657

حذر الدكتور فؤاد صخري، المختص في الطب العام لدى مصلحة الطب الجواري لبرج الكيفان بباب الزوار، من تعريض الصحة للتسمم الغذائي، خصوصا خلال فصل الحر، مشيرا إلى أن هذا الموسم يشهد أكثر حالات تسمم بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي تعمل على إفساد الطعام بشكل سريع، مسلطا الضوء خلال حديثه لـ«المساء"، على بعض العادات الخاطئة التي تمارسها العائلات خلال هذا الفصل، والتي تعرض الجسم أكثر لهذه الحالة المرضية، وهي اقتناء الأكل على الشواطئ، مما يساهم بشكل كبير في تهديد الجسم بذلك الطعام الذي قد يكون فاسدا بفعل الحرارة العالية هناك.
قال الطبيب، إن المصالح الاستعجالية تسجل مع كل صائفة، حالات عديدة لتسممات غذائية خاصة بين الشباب والأطفال، وتكون تلك الحالات عادة لدى المصطافين، والذين لا يحترمون أدنى شروط السلامة والوقاية التي تقيهم من الإصابة بتسمم غذائي.
وقال المختص، إن الكثير من العائلات تتعمد بعض العادات الخاطئة عند نزولها للشاطئ، ومن تلك العادات تحضير وجبة في البيت واصطحابها للبحر، وعدم استهلاكها مباشرة، بل تنتظر فترة الغذاء أو المساء لتناولها، وبذلك قد تتحول إلى طعام فاسد وتتأثر بدرجة الحرارة العالية هناك، من حرارة الشمس، من جهة، وحرارة الرمال المحتبسة، من جهة أخرى، ليصبح ذلك المكان فرنا لتلك الوجبة، ناهيك عن الرطوبة العالية التي لها تأثير سلبي على الطعام.
وأضاف الطبيب أنه من عادات تحضير الوجبات؛ الدجاج المقلي أو المحمر، البيض والجبن، "الكاشير" أو سلطة الأرز التي تحتوي على "المايونيز"، وغيرها من الأطعمة سريعة التلف، خاصة البيض المسلوق، مؤكدا أنها سموم حقيقية إذا ما تفاعلت بعامل درجة حرارة الجو.
وشدد المتحدث، على أن البعض يثقون في طريقة حفظهم للطعام إلى حين استهلاكه، والبعض الآخر يخاطر بحياته عند تناول وجبة مماثلة، وقال بأن أحسن ما يمكن القيام به، هو استهلاك الوجبة في البيت، أو اقتناء خضر وفواكه طازجة وعصائر وماء إلى الشاطئ، كالطماطم والخيار ومختلف الفواكه، إلى جانب المربى الذي يحفظ بطريقة جيدة وغيرها من الوجبات الخفيفة التي تسد الجوع إلى حين الوصول إلى البيت، أو حفظ الطعام داخل مبردات متنقلة، مع إكثار الحجر الجليدي أو قارورات من الماء المتجمد، لحفظ الأطعمة داخل المبرد. وبذلك يضمن حفظ الطعام هناك.
أضاف الدكتور صخري، أن الأكل التالف في مرحلته الأولى لا يظهر أي تغير لا في الشكل ولا الرائحة، ولا حتى الطعم أحيانا، هذا ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان فاسدا أو لا، وبذلك يكون تركه أحسن، خاصة إذا شعرنا بأن درجة حرارته ارتفعت أو أصبح لزجا، ما يوحي أنه قد يكون فاسدا، وبذلك مضرا، وقد يهدد بالإصابة بالتسمم الغذائي.
وعن أعراض التسمم، قال الطبيب العام: "تبدأ بالشعور بالحمى، الإسهال والقيء والدوار والشعور المستمر بالغثيان، إلى جانب آلام على مستوى المعدة، يصل إلى حد الجفاف، خاصة إذا صاحب الآلام القيء المتكرر، ما يجعل الجسم يفقد الكثير من السوائل مرة واحدة.
وفي الأخير، حذر الدكتور فؤاد صخري، من عادة اقتناء الأكل من الشاطئ، على غرار "المحاجب" و«البيني"، وحتى بعض الحلويات المغلفة، مشيرا إلى أن أصحابها يعرضونها لحرارة الجو لساعات طويلة عند الترويج لها على طول الشاطئ، خاصة إذا لم يكن قد تم تحضيرها وفق الشروط الصحية اللازمة، ما يجعلها ملوثة من جهة، وفاسدة من جهة أخرى، وتصبح بذلك من الأطعمة القاتلة التي لابد من الحذر منها قدر الإمكان.