حذر الدكتور زكريا بن صاولة، رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية "الرمشي" بتلمسان، من التغير الحاصل في النظام الغذائي خلال فترة الصيف، الذي تصاحبه قلة الحركة وزيادة معتبرة في الوزن، لا يشعر بها الشخص إلا بعد اكتسباها، وحسبه، فإن السمنة في الجزائر تحولت في السنوات العشر الأخيرة، إلى حالة تستدعي النظر فيها، بسبب الأمراض التي تتسبب فيها، خاصة ما تعلق منها بالأمراض القلبية والجلطة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وداء السكري. 

حسب المختص في الطب الداخلي الطبيب، بن صاولة، فإنه بعيدا عن الأسباب الجينية الوراثية المسؤولة على السمنة، عند بعض المراهقين والأطفال، وبعض الأسباب الأيضية التي تجعل عملية حرق الدهون بطيئة، نجد في المقابل، الأسباب المباشرة التي لها علاقة بنوعية الأكل التي يتم تناولها، مشيرا إلى أن القاعدة التي يتم اعتمادها لقياس معدل الوزن، هو مؤشر كتلة الجسم إذا كان فوق 25، يعني بأن هناك زيادة في الوزن، يقول: "على العموم وبحكم أننا في فترة الصيف والعطلة، التي تعني الراحة وتراجع النشاط البدني، والتوجه بصورة كبيرة إلى الوجبات السريعة والمصنعة والأكلات المقلية والمشروبات المحلاة والإكثار من المرطبات، كل هذا يعتبر من الأسباب المباشرة لزيادة الوزن، والتي ينبغي الحذر منها".

وحسب المختص "فإن زيادة الوزن الراجعة إلى تغير النمط الغذائي، تعود بالدرجة الأولى إلى نسبة الحريرات العالية، التي تحتويها الوجبات من السكريات والدهون، يقابلها التوقف عن الحركة، وحتى بالنسبة للفئة المتعودة على القيام ببعض النشاطات الرياضية تتوقف، ناهيك عن أن الأغلبية تستفيد من عطلتها السنوية في هذه المرحلة من السنة، كل هذه العوامل تعد من المحفزات التي ترفع مؤشر الزيادة في الوزن". يؤكد "ومن هنا يجب التنبيه، خاصة بالنسبة لمن يعانون من الأمراض المزمنة، من خطورة الزيادة في الوزن، لما يترتب عليه من آثار سلبية على الصحة، كالجلطات الدماغية وارتفاع الضغط الدموي والسكري."

من بين الحلول المقترحة للحد من احتمال اكتساب الوزن، خلال العطلة الصيفية، وما يترتب عليه من مشاكل صحية، يقترح المختص في الطب الداخلي، صاولة، جملة من التوجيهات الهامة، منها؛ البحث عن الأغذية التي تحتوي على نسبة حريرات منخفضة، والتوجه نحو أكل  بعض الأغذية الصحية الصيفية، كمختلف أنواع السلطات وتتبيلها بزيت الزيتون الذي يساعد على إعطاء الفرد شعورا بالشبع، أكل الفواكه بقشرها لا ترفع معدل السكر، مع الاستفادة من الألياف الموجودة في القشر، والتي تمنع امتصاص السكريات، بالتالي تحمي من زيادة الوزن، مع الحرص على الابتعاد قدر الإمكان، عن كل أنواع الوجبات  المقلية والبحث عن البدائل الغذائية، التي تعتمد على طبخ الخضار على بخار الماء (تفويرها)، يقول" أهم شيء الحركة وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، التي تساعد الجسم على حرق بعض السعرات الحرارية"، مقترحا الاعتماد على نظام الصيام المتقطع، الذي يعني الالتزام باحترام مواعيد الأكل، ومنح الجسم فترة راحة، لمساعدة الجسم على الحفاظ على وزنه، والإكثار من شرب المياه والمشروبات الخالية من السكر.

واحدة من الأسباب، حسب المختص في الطب الداخلي، التي يغفل عليها الكثيرون، وتسبب زيادة في الوزن؛ قلة النوم بسبب إطالة السهر، من جهة، وارتفاع معدل القلق الذي يتسبب في إفراز هرمون الكورتيزون، المسؤول عن الزيادة في الوزن، مشيرا إلى أن الجزائر في السنوات الأخيرة، تعاني من نسبة الزيادة في الوزن بدرجة عالية، الأمر الذي يترتب عنه أخذ الحيطة والحذر، من خلال احترام النظام الغذائي من حيث جودته وإرفاقه ببعض الحركة.