لمرضى القصور العضوي

حديقة علاجية نموذجية بمستشفى بن عكنون

حديقة علاجية نموذجية بمستشفى بن عكنون
السيدة رجاء بن سويح صاحبة المشروع المكلفة بالبستنة والمساحات الخضراء رشيدة بلال
  • القراءات: 1404
❊  رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

ألهمت المبادرة التي أطلقتها جمعية نشاطات الشباب والترفيه التربوي للأطفال برئاسة سامية والي، والممثلة في "النادي الأخضر" بمستشفى ابن عكنون، ألهمت العاملين بالمعهد الوطني  للتكوينات البيئية، التدخّل وتطوير هذه الفكرة إلى حديقة علاجية نموذجية. وبعد تدشين الحديقة من طرف وزيرة البيئة أصبحت فضاء بيئيا للمرضى، يساعدهم على الخروج من العزلة والاكتئاب اللذين قد يرافقان رحلتهم العلاجية الطويلة. وعن فكرة الإنجاز والقائمين على تسيير الحديقة العلاجية والبرامج المسطرة، تحدثت "المساء" إلى صاحبة المشروع المكلفة بالبستنة والمساحات الخضراء السيدة رجاء بن سويح.

تقول السيدة رجاء في بداية حديثها مع "المساء"، إنّ فكرة الإنجاز جاءت تتويجا للبرنامج الغني والفعال الذي كانت ولازالت تقوم به جمعية نشاطات الشباب والترفيه التربوي للأطفال منذ سنيتين؛ "الأمر الذي دفعنا إلى التفكير في تثمين هذه النشاطات التي كانت تتم في إطار ناد. وبعد التخطيط ودراسة الفكرة تم الشروع في تحويل النادي إلى حديقة علاجية كتلك التي تبنّتها الدول الأجنبية، وكان لها نتائج إيجابية على نفسية المرضى. وبحكم أنّ المعهد الوطني الذي ينشط تحت وصاية وزارة البيئة والطاقات المتجدّدة، متخصّص في هذا المجال، تمكنّا بدعم من بعض الشركاء الاقتصاديين والعموميين والخواص وبعض المتطوعين، من إنشاء أول حديقة علاجية أطلقنا عليها اسم "الحياة"، لتكون بمثابة حياة مختلفة للمرضى".

ومن أهم الخصوصيات التي تتميّز بها الحديقة العلاجية تصميمها وفق تصوّر هندسي جميل، يؤسّس لمنظر طبيعي جذاب ومكيّف، حيث جُهّز ليستجيب لكل  الحالات التي تزوره، والتي يستغرق علاجها مدة من الزمن، وتحديدا للمصابين بالقصور العضوي، مشيرة إلى أن الحديقة كانت مبرمجة في أول الأمر، لاستقبال الأطفال المرضى فحسب، لكن فيما بعد تمّ فتحها للبالغين وكبار السن؛ بحكم أنّ الأثر النفسي لطول فترة العلاج يمسّ الكبار وصغار السن، وبالتالي من الضروري أن يتم الاهتمام بالجانب النفسي لكلّ المرضى.

وأهم النشاطات المرتبطة بالحديقة العلاجية، حسب محدثتنا، تلك المرتبطة بالبستنة، حيث يجري تكييفها مع الحالة الصحية لكلّ مريض وما يرغب في ممارسته من نشاطات، مشيرة إلى أن الحديقة تحتوي على النباتات العطرية والفواكه والخضر ونباتات الزينة، كما تحوي على أماكن للراحة، ومساحة لتدفق الماء، ليشعر المريض بأنّه في جو بيئي، مشيرة إلى أنّ الحديقة يجري تأطيرها من طرف أعضاء الجمعية الذين تمّ إخضاعهم لتكوين في كيفية التعامل مع المرضى ونوعية الأنشطة المرتبط بالبستنة، التي تناسبهم؛ تقول: "قمنا بإعداد دليل حول كيفية تسيير الحديقة العلاجية، ليكون للعلاج البيئي نتائج إيجابية على المريض".

الاعتماد على العلاج باللجوء إلى البيئة يُعدّ واحدا من أهم الطرق العلاجية التي تبنّتها الدول الأجنبية، والتي  تسير الجزائر في إطار إدراجها بالنظر إلى أهمية التكفل بالجانب النفسي للمريض، الذي ينعكس إيجابا على علاجه العضوي. ويُنتظر بعد الوقوف على ثمار هذه الحديقة أن يتم تعميم التجربة على مستشفيات أخرى، خاصة أنّ المعهد الوطني يدرج هذا النشاط في إطار البحث العلمي، الهادف إلى اقتحام قطاع الصحة عن طريق بعث مشاريع بيئية، تعتمد على العنصر الأخضر ممثلا في "النبات" كحليف موضوعي لصحة المريض وللشعور بالراحة.

وتتربع الحديقة، حسب المكلفة بالمشروع، على مساحة 618 مترا مربعا، وهي مساحة كافية لتمكين المريض من التجوّل فيها وممارسة مختلف الأنشطة المرتبطة بالبستنة، موضّحة في السياق، أن الغاية الأولى من التأسيس لهذه الحديقة هي الوصول إلى ترقية البستنة إلى مستوى علاجي، والتطلّع لإنشاء فضاء مريح، يجد فيه المريض متنفسا للهروب من العلاج، وبناء علاقات مع مرضى آخرين داخل الحديقة، وكل هذا يلعب دورا كبيرا في  تسريع علاج المريض.