رئيسة مؤسسة "أصالة" درويش حفيظة:

حب خياطة العلم الوطني لازمني منذ الطفولة

حب خياطة العلم الوطني لازمني منذ الطفولة�
  • القراءات: 2651
حوار: كريم.ب  � حوار: كريم.ب

كشفت السيدة حفيظة درويش، صاحبة مؤسسة «أصالة» للخياطة ببلدية كاب جنات (بومرداس)، عن حبها الكبير للعلم الوطني منذ صغرها، ليتجسد بولوجها عالم الخياطة منذ سنوات، وها هي اليوم تحيي هذا النشاط الذي بات ممتهنوه يُعدّون على أصابع اليد، بعيدا عن  الربح والفائدة التجارية.

 

@ "المساء": حرفة صنع الأعلام الوطنية كانت مرتبطة بفترة معيّنة، وهي  الثورة التحريرية، ثم الاستقلال، وأنت الآن تحيينها،  كيف كانت بدايتك؟

@@ السيدة حفيظة درويش: البداية كانت بخضوعي لتكوين في مركز التكوين المهني بكاب جنات، وبعدها انطلقت في نشاط الخياطة في المنزل، لكن حبي منذ الصغر للعلم الوطني، جعلني أتوجه لخياطته؛ قلت في نفسي: لماذا لا أخيط العلم الوطني؟.. وبعد فترة التكوين قمت بكراء محل وبدأت في نشاط الخياطة. وبعد فتح وكالات تشغيل الشباب بالولاية استفدت من الدعم عن طريق القرض المصغر، واشتريت ماكنات للخياطة، ومنها بدأت في تحديث المنتوج من حيث الكم والنوعية، وفي نفس الوقت حققت حلم خياطة العلم الوطني .

@  هل يمكن القول أنه حلم ارتبط بعالم الطفولة وحب الوطن أكثر من نشاط تجاري مربح؟

@@ منذ صغري عندما كنت أدرس وأرى الراية الوطنية ترفرف فوق المدرسة الابتدائية والمتوسطة، وأنا أشعر بتعلقي الكبير بعلم الوطن، لكن عندما التحقت بعالم الشغل في ورشة الخياطة، علمت أن خياطة العلم الوطني تستوجب رخصة من الجهات الوصية، وعلى رأسها مديرية التنظيم والشؤون العامة. وفي 2010 أودعت ملفي الخاص وتحصلت بعد 3 سنوات، على الرخصة التي تمكّنني من تحقيق حلمي، وانطلقت في خياطة الراية الوطنية بكل أحجامها، إلى جانب النشيد الوطني وبيان أول نوفمبر.

@ لكن هل هناك مقاييس خاصة يجب احترامها في خياطة العلم الوطني؟

@@ أجل؛ فهو متر في الطول ونصف متر في العرض، كما أن النجمة والهلال يجب أن يتماشيا مع الحجم الكلي للعلم، كما يجب احترام الشكل العام للراية الوطينة؛ اعتبارها رمزا من رموز السيادة الوطنية.

@ كل هذه الرغبة في خياطة العلم الوطني، ألا توجد عراقيل في تسويقه؟

@@ الحمد لله؛ فنوعية الإنتاج جيدة، لكن أكبر مشكل في التسويق، ففي البلديات لا يوجد أي دعم من قبل المصالح المحلية؛ فهي دائما تغلق الأبواب في وجهنا، لاسيما خلال مشاركتنا في المناقصات الخاصة بخياطة العلم الوطني؛ إذ عادة ما تحتكر هذه المهنة مؤسسات كبيرة. وأنا شخصيا لا أمارس هذا النشاط المتعلق بخياطة العلم الوطني، من أجل دافع تجاري بحت، لكن على الأقل يجب أن تُفتح لنا فرص العمل بشكل أوسع، لاسيما منحنا صفقات من شأنها أن تساعدنا في تسديد أقساط القرض المصغر، وأنا قبل كل شيء، ربة بيت ومسؤولة عن أبنائي الثلاثة.

@ حرفة صنع الراية الوطنية كثيرا ما تنتعش خلال المباريات الوطنية، وكثيرا ما تتحول إلى تجارة، أليس كذلك؟

@@ للأسف، لازلنا نفتقد لثقافة وجود علم وطني في كل بيت جزائري، وحقيقة العلم الوطني يصبح أكثر طلبا خلال المقابلات الرياضية، ولكن، للأسف، هناك رايات وطنية تُصنع في الصين؛ لهذا يجب تشجيع الإنتاج المحلي، ومد يد المساعدة للفئات الشابة التي تريد أن تعمل، وتوفر مناصب الشغل أيضا، فنحن كمؤسسات ناشئة، يجب أن نلقى الدعم من قبل المؤسسات الوطينة التي تحتاج للعلم الوطني. وما يمكنني قوله إن حبي للعلم الوطني هو ما جعلني أقوم بخياطته، وأنا سعيدة بذلك.

@ إذن بالنسبة لك، فالعلم الوطني قصة حب طفولية وليست تجارية؟

@@ مسألة بيع العلم الوطني أمر بعيد كل البعد عن الجانب التجاري، فاستعماله ليس مجرد استهلاك يومي؛ فقد نصنعه خلال المناسبات والأعياد الوطنية أو خلال المباريات الوطنية؛ حيث تطلب الرايات الوطنية من قبل المشجعين. ولقد أعادت لي مباراة «أم درمان» الحماس من جديد لصنع العلم الوطني؛ فمجرد رؤيتي لأبناء بلدي يحملون الراية الوطنية تجعلني أفرح كثيرا.