ضربات الحر
حالة عابرة قد تتحول إلى مشكل صحي

- 600

حذر الدكتور عبد الرحمان بابا احمد، المختص في الطب العام، بمصلحة الطب الجواري لبلدية شتوان في تلمسان، من ضربات الحر التي قد تتحول إلى مشكل صحي خطير، لاسيما مع ارتفاع أولى درجات الحرارة، موضحا أن الكثير من كبار السن والأطفال يعانون من هذه الأعراض، لعدم تحديدهم خطورة الجو والتعرض لقساوة الشمس لفترة طويلة، دون الانتباه لذلك.
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة لأقصاها، يتعرض البعض للإجهاد الحراري، وهي ضربة حر، بسبب التعرض الطويل لأشعة الشمس وحرارتها، لاسيما عندما تبلغ ذروتها من منتصف النهار إلى غاية الرابعة بعد الزوال، إذ تتحول تلك الحالة من ضربة شمس خفيفة، لتتطور في غضون دقائق إلى ضربة حر، وتشكل خطرا على حياة الفرد.
في هذا الصدد، أكد الطبيب على أهمية تحديد الفرق بين ارتفاع درجة حرارة الجسم، وضربة الحر التي تشكل خطرا على الصحة، إذ أن لتلك الحالة أعراض تشبه كثيرا التسمم الغذائي، حيث ترتفع حرارة الجسم ويحصل قيء وأحيانا إسهال وصداع، وأضاف أن الإصابة بضربة الحر يعني أن الجسم لا يقوى على تبريد نفسه تلقائيا، وتصبح درجة حرارته مرتفعة بشكل خطير، وتزداد إلى أن تبلغ مرحلة غير طبيعية لعمل أعضاء الجسم، وبذلك يمكن لضربة الحر أن تضع ضغطا على الدماغ والقلب والرئتين والكبد والكلى، وهي حالة مختلفة قليلا عن ضربة الشمس التي يسببها التعرض المباشر لأشعة الشمس باعتدال، عند المشي تحت أشعة الشمس او عند محاولة اكتساب سمرة لبضع الوقت. كما شدد الطبيب بابا أحمد، أن التعرض لضربة الحر قد تعرض الجسم كذلك إلى جفاف حاد، والذي لا يقل خطورة عن مشاكل صحية أخرى، قد تصل إلى فقدان الشخص لوعيه والشعور بآلام حاد في الرأس.
أكد بابا أحمد أن الكثير من الأشخاص يستهينون بخطورة الحرارة، لتجد الأشخاص الأكثر عرضة، هم أصحاب المهن الشاقة التي تتم في ورشات في الهواء الطلق، ومباشرة تحت أشعة الشمس، كالبناء أو الفلاحة أو بناء الطرقات وتعبيدها، أو حتى شرطة المرور وغيرها من المهن التي يبقى صاحبها تحت أشعة الشمس المرتفعة لأكثر من ثلاث ساعات متتالية.
أوضح الطبيب، أن التكفل بتلك الحالات لابد أن تكون استعجالية، واستشارة الطبيب بخصوصها فور الشعور بأعراض مماثلة لعلاجها، وأضاف أنه يمكن التخفيف من حدتها إلى حين بلوغ الاستعجالات، لاسيما للأطفال، من خلال نقل المصاب إلى مكان بارد، ثم إزالة الملابس غير الضرورية ومحاولة تبريد يديه ورجليه ووجهه بماء بارد، ووضع أكياس ثلج تحت إبطيه ووراء رقبته، من أجل خفض سريع ومعتدل لدرجة الحرارة لوقت لا يتعدى عشرين دقيقة إلى نصف الساعة. في الأخير، شدد المختص على ضرورة شرب الماء باستمرار خلال النهار، في يوم حار، وعند الخروج والتعرض للشمس وحر الطقس، لترطيب الجسم وتجنب الجفاف، وهذا يساعد ـ حسبه ـ على تفادي ضربة الحر.