الصداع اليومي المزمن

حالة صحية قد تتحول إلى مرض خطير

حالة صحية قد تتحول إلى مرض خطير
  • القراءات: 394
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة فهيمة حناشي، المختصة في الطب العام بمصلحة الطب الجواري لبرج البحري (شرق العاصمة)، من التهاون في التعامل مع أعراض الصداع التي تتكرر بشكل يومي، مشيرة إلى أن هذه الحالات قد تكون تحذيرا لبعض المشاكل الصحية الخطيرة، والتي لابد من الكشف عنها لعلاجها، مشددة على أهمية التكفل بأعراض الصداع اليومي البسيط، والبحث في مسبباته قبل تحوله إلى مشكل مزمن.

أكدت الطبيبة العامة، أن معظم الأشخاص، وحتى صغار السن، قد يعانون من نوبات الصداع من حين لآخر، وهذا راجع للكثير من الأسباب التي قد يتعرض لها الفرد خلال يومه، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، بسبب التغير في درجة حرارة الجو ونزولها المفاجئ، إلى جانب مسببات الحساسية التي قد يكون الصداع إحدى أعراضها، بالتالي ترتبط الحساسية بالشعور بآلام في الرأس، كالصداع أو الشعور بثقل الرأس.

أضافت الدكتورة، أن هناك العديد من المسببات التي تؤدي إلى نوبة صداع خلال اليوم، مثل إجهاد العين، وإدمان الكافيين أو النيكوتين، وقلة النوم، وتعرض الرأس للهواء البارد، والقلق، والتركيز الكبير، وارتطام الرأس مع شيء معين، وأيضا البكاء الشديد أو وجود مشكل بالأذن وبالأسنان، كلها مسببات عرضية للصداع، وهي أعراض جد طبيعية ولا تستدعي القلق أو استشارة طبيب بشأنها، بل يجدر معالجة المشكل المسبب لها فقط، لتزول الأعراض مباشرة بعد ذلك، فمثلا إذا كان هناك مشكل في الأسنان، فإن علاجه سوف يوقف حتما الصداع الجانبي لهذا المشكل.

كما أوضحت الطبيبة، أن الصداع قد يكون سببه أخطر مما سبق ذكره، وعادة هو مؤشر لمشكل يستدعي التدخل العاجل للفحص وتحديد أسبابه، لعلاجه، ويمكن تسمية المشكل المتكرر بالصداع المزمن، إذا تعدت حالات حدوث نوبات الصداع على الأقل 15 حالة في الشهر الواحد، أي بمعدل نوبة كل يومين، وهذا أمر يمكن تحديده من خلال ملاحظة الحالة، وهنا تكون استشارة الطبيب ضرورية لتحديد المشكل وعلاجه.

وشددت المختصة على أن الأمر مقلق أكثر لدى كبار السن، إذ يمكن أن يكون الصداع ناتج عن ارتفاع ضغط الدم، سواء بسبب نوبة قلق أو استهلاك مفرط للملح، وهو عادة مشكل يتم تسجيله لدى كبار السن، الذين يتعدى سنهم 60 سنة.

نبهت الدكتورة فهيمة حناشي، إلى أن الصداع اليومي قد ينغص حياة الشخص، إذ يتسبب ذلك أحيانا في آلام لا تحتمل، ليحدث ما يعرف بـ"الشقيقة" أو الصداع النصفي، أي يصيب جزء معينا من الرأس، قد يكون ألمه حادا عادة، وهو يحدث للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الصداع، أي حالات وراثية، وتشتد عند التعرض للإجهاد، وقد تصل الحالة إلى ظهور حساسية للضوء خلال النوبة وشعور بنبضات أو خفقان في الرأس وثقل في حمل الرأس، قد ترتبط به أعراض أخرى، كالغثيان وارتفاع درجة حرارة الجسم.

وأضافت المختصة، أن أخطر حالات الإصابة هي الإصابة بورم دماغي، وهي حالة تحدث ألما متكررا أكثر من مزمن للشخص، وهنا لابد من إجراء فحوصات سريعة بالرنين المغناطيسي، للتأكد والعلاج الفوري لاستئصال الورم مبكرا، حتى تكون هناك فرص أكبر للشفاء.

وقالت: "إن علاج الصداع يكون وفق مسببه، فتناول جرعات الأسبيرين، لابد أن يكون حسب ما يحدده الطبيب، مع احترام الجرعات، لأن استهلاكه المفرط، قد يخلف أعراضا أخرى أكثر خطورة، خاصة على عمل الكليتين، كما أن تخفيف الضغط والتوتر وممارسة الرياضة، كفيل بعلاج مشكل الصداع المزمن لدى الأشخاص الذين يعانون منه، إلى جانب استهلاك الماء وترطيب الجسم، لأن جفافه قد يزيد المشكل تعقيدا. ويمكن الاستفادة من تناول لترين من الماء وأكثر لصحة جيدة".