المختصة الاجتماعية حياة عفافي:
حاجة ماسّة للتوعية المجتمعية

- 72

في هذا الصدد، حدّثت الخبيرة الاجتماعية حياة عفافي "المساء" قائلة: "إنّ هذه الخرافات الحديثة وجدت لها مكانا في الفضاءات الرقمية؛ حيث يسوَّق لها بعنوان " تنمية ذاتية " أو " طاقة إيجابية " . هي ليست بعيدة عن الخلفيات التقليدية، بل معاد تأطيرها برؤية معاصرة. والكثير منها مستمَد من تقاليد شعبية أجنبية لا علاقة لها بالدين الإسلامي، بل بعضها بوذية، وهندوسية، وحتى إسرائيلية.
وأضافت المختصة أنّ تلك الممارسات تشبه، اليوم، المعركة بين التقاليد والحداثة، بين الخيال واليقين، بين صرخة الروح وصدى العقل. ومع استمرار الأزمات وتراجع خدمات الدعم النفسي، يبقى هذا النوع من المعتقدات نافذة على راحة مؤقتة... قد تحتاج إلى مراجعة حقيقية، وتعزيز ثقافي، وتوعية مجتمعية لإعادة كتابة العلاقة بين الإنسان والخرافات القديمة أو ما يرغب البعض في تسميته بالثقافة الشعبية، أو حتى " وصفات الجداد " كتسميات أقلّ حدّة ونعومة من السحر والشعوذة.
ثقافات إسرائيلية وهندوسية تشفّر عقول الشباب
قالت الخبيرة إنّ تلك الممارسات هي مزيج بين معتقدات قديمة أُدخلت عليها معتقدات حديثة روحية أو علمية زائفة، غير مبنية على أيّ دراسة أو إثبات علمي. ساعدت في نشرها منصات التواصل الاجتماعي. وأدّت إلى ظهور الكثير من الحركات الفكرية، كـ«النيو ايج" . وهي حركة روحية عالمية تتبنى معتقدات مثل أنّ الإيمان بقوّة بعض الألوان كالأحمر والأخضر، يجلب المال، والوردي للحب، أو الأزرق للحظ السعيد، يؤمنون بالطاقة الكونية كالكارما، وقوّة الأرض في ابتلاع الطاقة السلبية. وهي نوع من الامتداد للتنجيم، والأبراج، والقوانين الروحية كقانون الجذب، وقانون الاستقبال أو العطاء وغيرها.
كما برزت طائفة أخرى تعرَف بالميتافيزيقا الشعبية، التي هي ثقافة من استوحاء التنمية البشرية، والفلسفة، وعلوم الطاقة، لكنّها توظَّف في سياقات غير علمية، وهي أصلها بوذي وهندوسي، ومن قبائل إسرائيلية. وفي الأخير، حذّرت المتحدّثة من تلك الاعتقادات التي رغم بساطة بعضها، إلاّ أنها قد تدخل في دوامة من الخرافات، ويصبح حينها الشباب يخلطون بين تديّن سطحي وممارسات ذات جذور شركية أو خرافية، وراء اعتقاد أنّها "طاقة إيجابية" أو "وعي" بتنمية بشرية تنمي سلوكات الفرد.