فراولة "روسيكادا"

جودة المنتوج ونكهة الذوق

جودة المنتوج ونكهة الذوق
  • القراءات: 836
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب
تشتهر سكيكدة عن غيرها من ولايات الوطن، بإنتاج نوع خاص من الفراولة تسمى محليا بـ»المكركبة» أو فراولة «روسيكادا»، إذ تعد ولاية رائدة  بامتياز في مجال إنتاج هذه الفاكهة المميزة التي تختلف عن غيرها من الفراولات المنتجة في باقي ولايات الوطن من حيث الذوق واللون والرائحة، الأمر الذي أدى بها إلى تبوّء مرتبة مرموقة جعلت سكيكدة تخصها بعيد سنوي يقام على شرفها كل نهاية شهر ماي وبداية شهر جوان الداخل في أجواء تصنع أفراح السكيكدييّن، معلنة بداية موسم الصيف.

قصة الفراولة.. منذ سنة 1920

لفراولة سكيكدة المتميزة  قصة وقصة، وحسب المصادر التي جمعناها من بعض منتجي هذه الفاكهة ومن الغرفة الفلاحية للولاية، فأن أول منتوج للفراولة عرفته مدينة سكيكدة كان سنة 1920 وبالضبط في مرتفعات سطورة  الجبلية المطلة على البحر بكبرياء والشاطئ الكبير، أحضرها من أوروبا أحد المعمرين الإيطاليين الذي زرعها في تلك المنطقة وأثمرت وكانت التجربة ناجحة فتحت لأحد السكيكديين من أهالي المنطقة الفضول والشهية في آن واحد، لأخذ إحدى الفتلات من تلك النبتة العجيبة ذات اللون الذي يميل إلى الاحمرار والذوق المميز أيضا، وفي غفلة عن المعمر استطاع تمرير الشتلة داخل حذائه البلاستيكي خفية عن صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله إلى التفتيش عند المغادرة وقام بغرسها، ولم يكتف بذلك بل راح يوزعها على باقي الفلاحين  وبعد نجاح التجربة التي قاموا بها، راحوا يعرضون المنتوج في المدينة، مما فاجأ المعمر الذي وجد في السوق منافسين له، ومن هنا بدأت فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار سنة 1920 إلى أكثر 278 هكتارا خلال هذه السنة.

ففي سنة 1970 وفي إطار الإرشاد الفلاحي الذي اعتمده معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر، تم إدخال نوعين جديدين من الفراولة وهما «التيوغا» التي أصبحت نسبة إنتاجها محليا تقدر بحوالي 10 بالمائة و«الدوغلاس» أيضا بـ 10 بالمائة، وما يميزهما عن باقي الفراولات أن لهما حجما كبيرا نوعا ما وشكلا جميلا، لكنهما تحملان نسبة عالية من الحموضة لتبقى من إيجابيات هذين النوعين قدرتهما على مقاومة النقل وتحمل مدة التخزين التي تصل إلى 4 أيام. وفي سنة 2006، قامت مصالح مديرية الفلاحة للولاية بإدخال نوع جديد من توت الأرض يسمى «الكوندونغا» التي تم تجريبها لأول مرة في نواحي المصيف القلي داخل البيوت البلاستيكية.

فراولة «روسيكادا» عروس الفراولات وأجودها ذوقا ونكهة

توجد بسكيكدة أنواع كثيرة من الفراولة «كالتيوغا» و»الدوغلاس» و»الكماروزا» و«تيتس سيلفا» و«أوزوغراندي» و«الشوندلار» و»سبلان»، لكن من بين أجمل هذه الأنواع وأجودها من حيث الذوق والنكهة؛ فراولة «روسيكادا» أو كما تعرف محليا بفراولة «لمكركبة» التي لا يوجد مثلها على المستوى الوطني إطلاقا، حيث تقدر نسبة  إنتاجها في الولاية بحوالي 90 بالمائة وتتميز بكثرة حلاوتها عن باقي فراولة المناطق الأخرى، رغم صغر حجمها وضعفها في المقاومة، حيث لا تتعدى مدة تخزينها اليومين، زيادة إلى هذا، فإن فراولة «روسيكادا» تحتوي على كميات جد كبيرة من الفيتامينات لأن منتجيها لا يستعملون الأسمدة.

جهود من الدولة لتدعيم منتجي الفراولة

وحسب السيد مراد بورقوق رئيس الغرفة الفلاحية لولاية سكيكدة، فقد أشار لـ«المساء» إلى أنه خلال السنة الجارية تقدر المساحة الإجمالية التي تتربع عليها فاكهة فراولة «روسيكادا» بـ 295 هكتارا موزعة على 4 بلديات هي تمالوس بـ 127 هكتارا وسكيكدة بـ 102 هكتارين وعين الزويت بالشاطئ الكبير بـ 58 هكتارا وبوشطاطة بـ 08 هكتارات يقوم بزراعتها 805 عائلات، فيما سيقدر الإنتاج بحوالي 20 ألف قنطار، مع الإشارة إلى أن التوقعات التي ضبطتها مصالح مديرية الفلاحة للولاية هو تحقيق خلال الموسم الحالي إنتاج يقدر بأكثر من 25 ألف قنطار بمعدل مردود يقدر بـ85 قنطارا في الهكتار الواحد. ويرى رئيس الغرفة الفلاحية للولاية بأن الظروف المناخية الاستثنائية التي ميزت المنطقة خلال الأشهر الأخيرة والمتمثلة في عدم تساقط الأمطار منذ 26 مارس الأخير إلى اليوم، قد يؤثر سلبا على مردود هذا الموسم الذي يتوقع أنه سيصل إلى حدود الـ 20 ألف قنطار خاصة أن العائلات المنتجة للفراولة في المناطق الجبلية تعتمد على الأمطار في عملية السقي.

وأضاف نفس المصدر أن غرفة الفلاحة بالتنسيق مع مصالح مديرية الفلاحة للولاية، شرعت مؤخرا في تنظيم حملة تحسيسية عند العائلات المعروفة بإنتاج فراولة «روسيكادا» لدفعها إلى إدخال الري في عملية الإنتاج، خاصة أن هناك تدعيم من الدولة لحفر الآبار وإقامة الحواجز المائية وتدعيم المنتجين بعتاد السقي، معتبرا أن السقي التكميلي مرة واحدة في حالة وقوع الجفاف قد يساهم في إنعاش المنتوج. للتذكير، وحسبما وقفنا عنده في أسواق سكيكدة، فإن فراولة «روسيكادا» يقدر سعرها حاليا بـ 300 دج/ كلغ الواحد، فيما يتراوح سعر الكيلوغرام بالنسبة للنوعين الآخرين وهما «تيوغا» و«دوغلاس» بـ250 دج. ويتوقع أن تبقى الأسعار كما هي أمام نقص الإنتاج خلال هذه السنة، حسب الأصداء التي جمعناها من قبل بعض المنتجين والباعة التقيناهم على مستوى سطورة والسوق المغطاة بوسط المدينة.