أكدت لـ"المساء" بأن مرضى السرطان يصارعون الموت

جمعية "ديزاد بيبل" ترسم البسمة على وجوه الأطفال

جمعية "ديزاد بيبل" ترسم البسمة على وجوه الأطفال
  • القراءات: 575
رشيدة بلال رشيدة بلال

تمكنت جمعية مساعدة مرضى السرطان "ديزاد بيبل"، من جمع كسوة العيد لفائدة الأطفال المرضى بالسرطان، وتوزيعها عليهم في جو مليء بالدفء العائلي، حيث استطاعت من خلال هذه المبادرة التطوعية، التي تبدو بسيطة، رسم الابتسامة وإدخال الفرحة على قلوب هذه الفئة الصغيرة التي تعاني في صمت، جراء تخبطها في العديد من المشاكل المرتبطة بقلة الأدوية وتأخر مواعيد العلاج الكيميائي، حيث تعمل جهاد أوعمران، رئيسة الجمعية، بالتعاون مع مختلف المتطوعين، على تسطير بعض المشاريع التي تكسر بها روتين تواجد هؤلاء المرضى في المستشفى، وتبعدهم ولو قليلا، عما يعانونه من ألم.

تشير رئيسة الجمعية في بداية حديثها مع "المساء"، إلى أنها ولجت عالم التطوع منذ 2017، واختارت التواجد مع هذه الفئة، حيث يتم التدخل للتكفل بسد بعض الاحتياجات المرتبطة بالتحاليل الطبية، أو الأدوية الموجهة لعلاجهم غير المتوفرة في الجزائر، وحسبها، فإن نشاطهم لا يقتصر على المتواجدين في المؤسسة الاستشفائية، إنما حتى من الوافدين من خارج العاصمة، حيث يتم مرافقتهم منذ بداية البروتوكول الصحي وإلى غاية خروجهم، أو موتهم، بعد أن يتغلب عليهم المرض. 

من جملة النشاطات التي تركز عليها الجمعية؛ حملات للتبرع بالدم، وفي حال ما إذا تعذر القيام بالنشاط، حسب رئيسة الجمعية، يتم التواصل مع بعض المتطوعين وجلبهم إلى المؤسسة الاستشفائية من أجل التبرع، بالنظر إلى حاجتهم الملحة لهذا العنصر الحيوي، مشيرة إلى أنه خلال شهر رمضان، تكفلت بمبادرة تطوعية، تمثلت في توفير وجبة إفطار وتوزيع السحور لفائدة كل العاملين بالمؤسسة الاستشفائية "بارني"، وبخصوص كسوة العيد، قالت إن المبادرة تدخل في طبعتها الثالثة، وكانت موجهة فقط لفائدة المصابين بالسرطان، حيث قدمت لهم ملابس جديدة، في جو عائلي، إلى جانب هدايا أخرى، دون أن تنسى الجمعية "الحلوى التي وزعت عليهم صبيحة العيد، حتى يعيشوا الحدث الديني، شأنهم شأن كل الأطفال" حسب ما أوضحت المتحدثة.

احتكاك الجمعية بالأطفال المصابين بالسرطان، جعل رئيسة الجمعية تلمس أهم الاحتياجات المحلة للمرضى، والممثلة في الأدوية غير المتوفرة في الجزائر، وبعد جلسات العلاج الكيميائي التي تعد قليلة، لعدم وجود الدواء، يتم التكفل بمرافقتهم، مشيرة إلى أنها اقترحت إعادة تهيئة القاعة التي يتواجد فيها الأطفال، لإعطائها نوعا من الحياة، خاصة أن الأطفال يمضون جل وقتهم فيها، غير أن المبادرة، حسب تأكيدها، لم تلق تجاوبا، ومع هذا فإن المساعي جارية لإحداث نوع من التغيير، لافتة إلى أن من أهم التحديات التي تتطلع إليها الجمعية، هي تأمين سيارة خاصة بالمرضى تكون في خدمتهم، للتنقل بهم بغية تلبية احتياجاتهم العلاجية أو الترفيهية.

ردا على سؤالنا حول الأثر النفسي عليها، الذي يخلفه التعامل مع الأطفال المصابين بالسرطان، من الذين يموتون بعد أن يتغلب عليهم المرض، أكدت محدثتها بأنها تحاول أن تتسلح بصبر "أيوب" لتتمكن من تقديم مختلف الخدمات التي تحتاجها هذه الفئة، لكنها تقف ضعيفة وغير قادرة على التحمل عند التواجد مع الطفل ياسر الحراشي، أقدم طفل مصاب بالسرطان في المصلحة، الذي لم يعد يصارع المرض بعد أن تغلب عليه وشوهه، إنما يصارع الموت ويتألم بشدة، هذا الموقف، تقول: "جعلني أقف عاجزة ولا أملك غير الدعاء له".