للتوعية والتحسيس بمخاطر التدخين

جمعية "بادرة خير" تعرّف الشباب بالسرطانات القاتلة

جمعية "بادرة خير" تعرّف الشباب بالسرطانات القاتلة
  • القراءات: 531
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نظمت، مؤخرا، جمعية "بادرة خير" لمساعدة مرضى السرطان بمحطة ميترو تافورة بالعاصمة، حملة تحسيسية ضد التدخين في إطار مخططها التوعوي لمكافحة السرطان، لا سيما سرطان الرئة، والحنجرة، والفم؛ حيث بادر القائمون على التظاهرة، بتنظيم يوم لفائدة المواطنين، لا سيما الشباب؛ لاستعراض مختلف مخاطر التدخين كسلوك مضر بالصحة؛ مما يترتب عنه كثير من الأمراض متفاوتة الخطورة، تصل إلى الإصابة بالسرطان.

أشار سفيان علي بلحاج، المكلف بالاتصال لدى الجمعية، إلى أن التدخين من الآفات الاجتماعية المتجذرة في جميع المجتمعات. وتُعد الجزائر واحدة من البلدان التي لاتزال تعاني الأعراض الجانبية لهذا السلوك الخاطئ، موضحا أن القضاء على هذه الظاهرة أصبح شبه مستحيل، ومردفا : " إلا أن إقناع نسبة من المجتمع بالإقلاع، هو نجاح وتفوّق في حد ذاته". وأوضح أن آلاف المدخنين يموتون سنويا جراء الإصابة بمختلف السرطانات.

ويُعد النمط المعيشي الذي يتبناه أغلب جيل اليوم، خاطئا مائة بالمائة في ظل اعتماد نظم غذائية غير صحية؛ الاستهلاك المفرط للسكريات، وعدم ممارسة نشاط رياضي. وما يزيد الطين بلة التدخين، واعتماد مختلف أنواعه؛ كالشيشة، والسيجارة الإلكترونية، والتدخين الكلاسيكي للنيكوتين، مشددا على أن خطورة ما سبق لا تقل عن تدخين السيجارة العادية.

وعلى هامش التظاهرة، فُصّل في مختلف المشاكل الصحية المترتبة عن التدخين؛ من مشاكل بسيطة، وصولا إلى خطر الإصابة بالسرطان؛ حيث أكد سفيان علي بلحاج أن التدخين واحد من أهم الأسباب المرتبطة بالإصابة بالسرطان بمختلف أنواعه، خاصة سرطان الرئة.

وتم خلال اليوم التحسيسي توزيع مجموعة من المطويات تحمل عددا من الشروحات للوقاية من إدمان التدخين، إلى جانب كيفية الإقلاع، ونصائح تساعد في تفادي ما يُعرف بمراحل الانتكاسة التي يعرّفها خبراء الصحة على أنها المرحلة التي ينتكس فيه المدخن بعد وقفه التدخين، ثم يعود بقوة، قد تكون بوتيرة أكبر مما كان عليه سابقا.

وقد شارك في الحملة خبراء صحة ونفسانيون، للتقرب من الشباب الوافدين على المحطة لإجراء دراسة حول الدوافع الأساسية وراء تدخين الشباب، والتي اختلفت بين العادة، والتقليد، والرفقة السيئة، وبين مشاكل مجتمعية وأسرية، تدفع بهم إلى البحث عن وسيلة لتخفيف حدة القلق المترتب عن تلك المشاكل.

وأوضح المتحدث: " عند الحديث عن التدخين، لا بد من الإشارة إلى التدخين السلبي الذي لايزال واحدا من أكبر المشاكل التي تعاني منها الدول النامية، في ظل غياب قوانين رادعة لوقف فعل التدخين في الساحات العمومية، ووسائل النقل، وأماكن العمل، ومختلف الساحات التي تشهد تجمع المواطنين؛ باعتبار ذلك يؤثر على صحة الفرد غير المدخن، وبالتالي هضم واضح وبالغ لأحد حقوقه، وهو العيش في بيئة سليمة، لا سيما أن نفس الشخص قرر عدم التدخين، فلا يحق لغيره فرض عليه دخان سيجارته ".

وذكر أن أكثر الأشخاص تأثرا بالتدخين السلبي هم الأطفال، والرضّع، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة، إلى جانب كبار السن؛ لأنهم الشريحة الأكثر حساسية، وبذلك سيؤثر ذلك الدخان المنبعث من السيجارة أكثر، على صحتهم.

وأكد، في الأخير، أن الصرامة في تطبيق قوانين منع التدخين في مكان عمومي، هو قرار يساعد في الرقي بالمجتمع. " ولا بد من تجديد هذا النداء في كل مرة "، مشددا على أهمية تعميم هذا النوع من الحملات التحسيسية على مدار السنة، وعبر مختلف بلديات العاصمة ومختلف الولايات؛ ليمس أكبر قدر ممكن من المواطنين، وتحسيس أكثر فئة ممكنة بمخاطر التدخين، لا سيما الأطفال والنساء.