الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء

جمعية "الرحمة" تحسّس ضد سرطان القولون والمستقيم

جمعية "الرحمة" تحسّس ضد سرطان القولون والمستقيم
  • القراءات: 547
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

قدّمت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان، مؤخرا، مفاهيم عامة حول سرطان القولون والمستقيم، في إطار حملتها التحسيسية والتوعوية لفائدة المواطنين. ولا تفوّت الجمعية مناسبة للتعريف بهذا السرطان، وعرض الحصيلة الحقيقية للإصابة به في الجزائر، وسبل الكشف عنه، والوقاية منه كذلك. كان ذلك خلال مشاركتها في اليوم الدراسي لسرطان الثدي، الذي نظمته وزارتا الصحة والتضامن بمناسبة أكتوبر الوردي؛ لمكافحة واحد من أكثر السرطانات فتكا حول العالم. 

وحسب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة، فإن الجزائر تحصي 6500 إصابة جديدة سنويا بسرطان القولون والمستقيم، منها 3500 حالة عند الرجال، و3000 حالة عند النساء، استنادا إلى سجلات السرطان للمعهد الوطني للصحة العمومية، حسب ما أكد أعضاء الجمعية.

وأصبحت هذه الإصابات تحتل المرتبة الأولى في أنواع السرطان المنتشرة بالجزائر بصفة عامة؛ إذ يأتي في المرتبة الأولى عند الرجال، وفي المرتبة الثانية عند النساء بعد سرطان الثدي؛ الأمر الذي يجعل الحديث عنه أولوية قصوى عند الفاعلين في مجال التوعية والتحسيس؛ من أجل الدعوة إلى الكشف المبكر عنه، ونشر الوعي الصحي بأهمية إجراء التحاليل الدورية، وتفادي الانتظار حتى بلوغ مرحلة ظهور الأعراض؛ فتلك المرحلة تعني أن المرض انتشر، وتقدم في المراحل التي يصعب علاجها.

وأرجع أعضاء الجمعية المشاركون في التظاهرة، ارتفاع الإصابات بسرطان القولون والمستقيم في الجزائر خاصة خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلى نوعية الأغذية التي تطغي على روتيننا الاستهلاكي، والذي باتت بعض المنتجات المصنّعة والمعلّبة والغنية بالمواد الحافظة والملونات والمثبتات الغذائية، والأخرى المشبعة بالسكريات والدهون والملح، تسيطر على نظامنا الغذائي اليومي بدون وعي منا بخطورتها الكبيرة، وما قد تخلّفه تلك العادات السيئة التي فرضها النمط المعيشي الحديث، والذي يتميز بسرعة الاستهلاك من أجل الشبع وليس من أجل تغذية صحية للجسم.

كما أشارت عضو الجمعية سعدوني والمكلفة بالاتصال، إلى أن التدخين وقلة الحركة، من المسببات الرئيسة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مشيرة إلى أهمية تعميم الحملات التحسيسية على مدار السنة، لا حصر تلك الدعوات للكشف المبكر، في مناسبات محددة؛ كالشهر الوردي، أو الشهر الأزرق، أو يوم عالمي أو وطني، بل لا بد أن تعم الفائدة، وينتشر الوعي بين المواطنين؛ لإدراك الأهمية القصوى للكشف المبكر عن هذه السرطانات، التي تعمل عملها في صمت تام إلى حين بلوغ المرحلة "الخطيرة"، لتظهر أعراض قد لا تترك طريقا للعودة وإنجاح العلاج. وأكدت أنه ينطوي على معدلات اعتلال ووفيات مرتفعة، تصل إلى 50 ٪ من المرضى المصابين به؛ فإذا كان الكشف عنه في مرحلة متقدمة، ففرصة الشفاء تكون قريبة من الصفر، في حين مع الكشف المبكر نسبة الشفاء تكون أكثر من 95 ٪.

وتقول محدثتنا إن سرطان القولون والمستقيم هو مصطلح متبع للأورام الخبيثة في الأمعاء الغليظة والمستقيم. ويتم التعامل مع هذه الأورام على أنها مرض واحد رغم أنها تختلف عن بعضها البعض من الناحية البيولوجية، ومن الناحية العلاجية كذلك.