انتشار رهيب لعيادات الرقية العشوائية

جمعية التنوير بوهران تدق ناقوس الخطر

جمعية التنوير بوهران تدق ناقوس الخطر
  • القراءات: 994
خ/ نافع خ/ نافع
أكدت  السيدة زليخة بونوة، رئيسة جمعية «التنوير الثقافية» التي تأسست مؤخرا وتنشط في مجال العلاج بالتركيز والاسترخاء، أو ما يعرف بـ«اليوغا»، أن محاربة العنف اللفظي والجسدي المسلط ضد المرأة من أهم أهداف الجمعية، حيث تسعي إلى الوصول إلى حلول ناجعة للحد من هذه الظاهرة التي تعرف ارتفاعا سنويا، مما يعرض ضحاياها للإصابة بأمراض نفسية، كالتوتر والاكتئاب، لاسيما المرأة الريفية، بسبب الظروف الاجتماعية القاسية التي تعيشها وعدم اهتمام الزوج بها، حيث تلجأ من أجل حل مشاكلها النفسية والاجتماعية إلى الرقاة والمشعوذين.
كشفت السيدة بونوة، خلال مداخلتها في أشغال الملتقى المحلي حول العنف ضد المرأة، الذي احتضنه مؤخرا مركز التسلية العلمية بوهران، عن أنها عالجت 350 حالة من بينهن حالات زوجات دفعهن الشك في خيانة أزواجهن لهن إلى وضع السحر من أجل تحسين العلاقة الزوجية، علما أن الاستعانة بوضعه (السحر الذي تدخل في تركيبته بعض المواد السامة التي قد تصيب من يأكلها بأمراض خطيرة) قد ينتهي به الأمر إلى الوفاة، مؤكدة أنه بحكم معالجتها للنساء اللائي يقصدنها للعلاج من الأمراض النفسية، اطلعت على وقائع كارثية تعاني منها، حيث يتم استغلال إيمانهن بالسحر والجن لابتزازهن وتهديد حياتهن، بل وتسميمهن من طرف أشباه رقاة ومتطفلين على الرقية الشرعية، حيث دقت المتحدثة ناقوس الخطر حيال الانتشار الرهيب لعيادات الرقية العشوائية، كما يطلق عليها أصحابها، والتي يستعين فيها الدجالون والمشعوذون بالعديد من الأعشاب والخلطات السامة، منها نبات السدرة السام الذي يوصف للنساء بعد أن يغلى في الماء، إلى جانب خلطات غريبة أخرى تتسبب في إصابة العديد من النساء بالأمراض، وهناك من لقين حتفهن بفعل معانتهن من الجهل والأمية ..
كما دعت المتحدثة الجهات الوصية إلى ضرورة إعداد إطار قانوني يقنن هذا النشاط، بعد أن لاحظت أن حوادث الاغتصاب التي تحدث بداعي الرقية من الجن من طرف رقاة محتالين، همهم الوحيد جمع الأموال وإشباع غرائزهم الحيوانية، انتشرت بشكل كبير وتخشى أغلب النساء من التبليغ عما حدث لها داخل بيوت هؤلاء المحتالين خشية العار والفضيحة، مؤكدة أنها سجلت كرئيسة جمعية ومعالجة نفسانية 35 حالة من هذا القبيل في الولاية، مضيفة أن الضحايا منهن تشجعن وأفصحن عما حدث لهن، في الوقت الذي تخفي فيه العشرات ما يحدث من تجاوزات خشية الفضيحة وخوفا من تبعات ذلك على حياتهن الزوجية.
من جهتها، أكدت السيدة بونوة أن تلك الممارسات غير الأخلاقية لبعض أشباه الرقاة تعدت الاغتصاب داخل هذه العيادات غير الشرعية إلى ممارسات خطيرة تضر بالصحة العامة، على غرار وصف عقدات سامة وخلطات تؤدي إلى الجنون والأمراض الأخرى من طرف أشباه الرقاة، حيث أكدت رئيسة الجمعية معاناة معظمهم من أعراض نفسية خطيرة وحاجتهم إلى علاج نفسي قبل أن يبدأ في علاج الناس، وقد ضربت مثالا بأحد الرقاة  بـ«مارافال»، كاد أن يقتل امرأة أثناء عملية إخراج الجن منها ـ على حد زعمه ـ وهو لا يدري بأنها مصابة بمرض عقلي قبل أن يأتي بها أهلها إليه، حيث عثرت عليها مربوطة بكرسي وعلامات الضرب المبرح واضحة عليها. وبعد فحصها من طرف الطبيب، تبين أن رضوضا باطنية خطيرة تسببت فيها تلك العملية، كما وقفت رئيسة الجمعية على عمليات مشابهة منها؛ كيّ الرقبة وإحراقها بمنديل الكفن الذي يصنع منه شكل مخروطي على شكل سيجارة، يتم إشعال نهايته وحرق رقبة المرأة به لإخراج الجن؟! وهو ما يهدد بقطع شرايين رئيسية في رقبة المرأة وقتلها على الفور، في الوقت الذي فارقت إحدى الفتيات الحياة في أرزيو بعد تناولها محلولا من مغلّى عشبة «السنا مكي»، لأن شربها بإفراط يؤدي إلى الموت. وفي الأخير، دعت المتحدثة إلى التعجيل في إصدار نصوص تنظيمية لهذا النشاط الذي أصبحت تعمه الفوضى وأصبح مهنة لمن لا مهنة له وسط صمت الجهات الوصية.