أطلقت حملتها التحسيسية لمحاربة التسممات الغذائية 

جمعية "الأمان" تحث المواطنين على مراقبة غذائهم

جمعية "الأمان" تحث المواطنين على مراقبة غذائهم
  • القراءات: 822
رشيدة بلال  رشيدة بلال 

كعادتها، كانت جمعية "الأمان" لحماية المستهلك سباقة لإطلاق حملتها التحسيسية الرامية إلى محاربة التسممات الغذائية، وتأتي الحملة تزامنا والنداء الذي سبق لوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن أطلقته، ودعت من خلاله المجتمع المدني إلى التعاون من أجل تسجيل أقل عدد من التسممات الغذائية، من خلال المراهنة على التوعية والتحسيس. وحول فحوى البرنامج التحسيسي وأهم التحديات التي تواجه المتطوعين، تحدثت "المساء" إلى السيد حسان منوار رئيس الجمعية، فكان التالي.

يقول رئيس الجمعية في معرض حديثة مع "المساء"، على هامش إطلاقه مؤخرا حملته التحسيسية بميناء الجميلة في بلدية عيد البنيان حول التسممات الغذائية، "بأن الجمعية متعودة في إطار برنامجها السنوي على الاهتمام بصحة المواطن، وبعد حملة محاربة السكر والملح والدهون في الأغذية، وجهت الجمعية جهودها مع حلول موسم الصيف، لمحاربة التسممات الغذائية التي عادة ما تزيد وتيرتها في فصل الصيف، بسبب الانتشار الكبير للجراثيم، وأمام قلة العناية بالنظافة، سواء عند المستهلك أو التاجر أو صاحب المطعم أو المكلف بتحضير الطعام، وجهنا عملنا ـ يقول ـ "إلى كل هذه الأطراف، حيث خصصنا لكل واحد منهم جانبا من عملنا التحسيسي".

حول كيفية تطبيق البرنامج في الميدان، أشار محدثنا إلى أنه بالنسبة للمستهلك يتم التواصل معه عن طريق التواجد في الفضاءات التي يكثر ترددهم عليها، كالمساحات التجارية الكبرى وعلى مستوى شواطئ الولايات الساحلية، مثل بجاية ووهران والعاصمة وبومرداس، حيث يتم توزيع مطويات والحديث إليهم حول كل ما يتعلق بسبل تفادي الوقوع ضحية تسمم غذائي، وإطلاعه على كيفية اختيار طعامه إن قرر الأكل خارج المنزل، بلفت انتباهه إلى ضرورة مراقبة المكان الذي يقتني منه طعامه وكيفية التقديم والاعتماد على حواسه قبل الأكل، والحرص على سلسلة التبريد، إلى جانب ذلك، يشير المتحدث إلى التكثيف أيضا من العمل التحسيسي عبر مختلف وسائل الاتصال، خاصة المرئية منها  والمسموعة، لإيصال الرسالة التحسيسية، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي.

أما بالنسبة للتجار، فيكشف محدثنا أن الجهود تستهدف التركيز على ضميرهم وروح المواطنة لديهم، فالتاجر الذي يقوم بإطفاء الثلاجة للاقتصاد في الطاقة، لابد أن يعلم أنه بهذا الفعل هو في حقيقة الأمر يرتكب جريمة، وأن ذلك الذي يعرض المياه والمشروبات على الرصيف تحت أشعة الشمس يلقي بالمستهلك إلى التهلكة، وغيرها من المخالفات التي نحاول "أن نحيي من خلالها الضمير المهني، علها تساهم في الحد من بعض التجاوزات التي تعرض صحة المستهلكين للخطر، يضيف المتحدث، مشيرا في السياق، إلى أن أصحاب المصانع معنيون أيضا بالبرنامج التحسيسي المسطر لهذه الصائفة، حيث يجري ـ حسبه ـ«استهداف أولائك الذين لا يحترمون معايير الإنتاج وإجراءات التصنيع"، لافتا إلى أن أكبر خطر يهدد المستهلك في الصيف هي الطريقة العشوائية في نقل المواد الاستهلاكية، خاصة ما تعلق منها بالماء والمشروبات، حيث تجري الزيادة في الإنتاج بحكم الطلب الكبير على مثل هذه المواد الاستهلاكية، وبالنظر إلى الزيادة في الإنتاج، يقابله التوزيع العشوائي، وبالمناسبة يكشف "سبق لنا أن طالبنا من مصالح الأمن والدرك الوطني فرض رقابة على المكلفين بعملية التوزيع من الذين لا يحترمون الشروط القانونية في النقل، وتفعيل إجراء حجز السلع التي تنقل تحت أشعة الشمس".

حول نوعية المواد الغذائية، يقول المتحدث؛ لابد على المواطن أن يتبنى ثقافة الرقابة الذاتية، خاصة أن الواقع يشير ـ حسبه ـ "إلى شبه غياب لمصالح الرقابة في الميدان، وهو ما يعكسه حجم التجاوزات المسجلة يوميا في الأسواق والمحلات، ولعل لجوء أصحاب المحلات إلى الاتفاق مع بعض الباعة الفوضويين لبيع بعض السلع التي يقترب تاريخ نهاية صلاحيتها على النفاذ، حيث يجري إخراجها وبيعها على الرصيف معرضة للحرارة، لهذا يقول "لابد للمستهلك أن يمارس الرقابة على نفسه، بتناول الخضر والفواكه والتقليل من الحليب ومشتقاته، ومختلف أنواع الأغذية التي تعتمد على سلسلة التبريد، لأنه يحتمل أن تكون تالفة حتى قبل حلول تاريخ نهاية صلاحيتها، والابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم المفرومة والبيضاء بسبب سرعة تلفها.

أشار محدثنا إلى أن الإحصائيات التي سبق لوزارة الصحة أن كشفت عنها، والتي تفيد بتراجع عدد التسممات الغذائية مردود عليها، لأن العدد المصرح به لا يعكس الواقع، وعدد كبير من حالات التسمم الغذائي غير معلن عنها ويتم استشفاؤها في المنازل، ناهيك ـ يقول ـ« أن افتقار المشرفين على تحضير الأطعة في المطاعم ومحلات الأكل السريع للتكوين وغياب المرافق لغسل الأيادي فيها وتوظيف أيا كان في مجال تحضير الوصفات، كلها مؤشرات توحي بأن الأمل في تراجع التسممات بعيد التحقق.