ترافق المتابَعين قضائيا لاعادة إدماجهم في المجتمع

جمعية "أميرة" تتطلع لفتح دار للنساء المفرَج عنهنّ

جمعية "أميرة" تتطلع لفتح دار للنساء المفرَج عنهنّ
  • القراءات: 686
رشيدة بلال رشيدة بلال

جمعية "أميرة" لحماية وترقية حقوق الطفل والشباب بولاية البليدة، واحدة من الجمعيات التي تم اختيارها كشريك فعال من طرف المديرية العامة لإدارة السجون؛ من أجل مرافقة المحبوسين، ومساعدتهم على إعادة الاندماج الاجتماعي بعد انتهاء فترة عقوبتهم، في إطار الاستراتيجية المسطرة من طرف الدولة، لتسهيل ولوج المفرج عنهم في المجتمع. وحسب رئيسة الجمعية السيدة نعيمة تفاحي، فإن الجمعية خضعت لتكوين، مكّنها من تسطير برامج لفائدة المفرج عنهم، تصب كلها في مجال المرافقة الاجتماعية، وإعادة الإدماج المهني.

قالت رئيسة الجمعية السيدة نعيمة تفاحي في بداية حديثها إلـى "المساء"، على هامش إشرافها مؤخرا على تنظيم يوم تحسيسي حول جرائم عصابات الأحياء، إن الجمعية تعمل في إطار مرافقة المسجون، منذ 2017. ولعل من أهم المهام التي تقوم بها الجمعية أثناء تواجد المحبوسين في المؤسسات العقابية، تنظيم زيارات ميدانية في مختلف المناسبات، والقيام ببعض الأنشطة التوعوية حول خطورة الأفعال الإجرامية، وتشجيعهم على التعلم واكتساب معارف". وأوضحت أن هناك بعض التكوينات التي تنظم داخل المؤسسات العقابية. وبعد خروج المحبوسين من المؤسسات، تكون الجمعية بمثابة همزة وصل بينهم وبين مؤسسات الدولة، لتسهيل ولوجهم إلى عالم الشغل؛ حيث تتدخل من أجل مرافقتهم؛  من خلال التواصل مع مؤسسات التشغيل والتكوين، خاصة في المجال الإداري"، مشيرة في السياق، إلى أن جعل المجتمع المدني شريكا في عملية الإدماج، من السياسات الناجحة التي تبنتها الدولة؛ فجمعية أميرة مثلا، تمكنت على مستوى ولاية البليدة، من مرافقة أكثر من 60 عائلة، أفرادها مسجونون.

وردّا على سؤالنا عن أهم مطالب المفرج عنهم بعد انتهاء فترة عقوبتهم، أكدت المتحدثة أن المفرج عنهم الذين يتواصلون مع الجمعية خاصة الشباب منهم، يرغبون في البحث عن الطرق التي تمكنهم من الاندماج في المجتمع؛ من خلال الاستفسار عن كيفية التأسيس لمشاريع مصغرة، أو مواصلة التعلم، أو التكوين، مشيرة إلى أن أهم مكسب يخدم هذه الفئة هو سياسة الدولة في مرافقة المسجونين، التي تمكنهم من التعلم، والاستفادة من تكوينات؛ ما يجعل من السهل اندماجهم بعد الإفراج عنهم؛ لكونهم يملكون بعض المكتسبات التي تساعد على الانطلاق من جديد، لبناء حياة جديدة، كاشفة، بالمناسبة، أن الجمعية تحوي العديد من النماذج الناجحة لشباب تم الإفراج عنهم. وبفضل التكوينات التي حازوا عليها خلال فترة العقوبة، تمكنوا بعد مرافقتهم من التأسيس لمشاريع مصغرة. ومن أهم هذه النماذج تقول: "أذكر شابا، تمكن من فتح محل حلاقة، ولديه شعبية كبيرة بالنظر إلى نوعية الخدمات التي يقدمها".

وحول أهم المشاريع التي تتطلع الجمعية إلى تحقيقها في مجال دعم ومرافقة المساجين والمفرج عنهم، أكدت المتحدثة أنها تتطلع في القريب العاجل، لفتح دار للمرافقة، تخص النساء، واللواتي يخرجن من المؤسسات العقابية، وترفض عائلاتهم عودتهم إلى المنازل؛ خوفا من نظرة المجتمع؛ تقول رئيسة الجمعية: "فكرت في التأسيس لدار مهيكلة  تستقطب هذه الشريحة؛ لحمايتها من الانحراف، في انتظار الحصول على الموافقة من الجهات المعنية، خاصة أن بعض المحسنين أعربوا عن نيتهم المساعدة من أجل التأسيس للدار"، مشيرة إلى أن الجمعية تراهن على هذه الدار، لتسهيل إعادة اندماج المرأة المفرج عنها بطريقة قانونية، وصحيحة، ومرنة". وتختم رئيسة الجمعية حديثها بالقول: "فكرة التأسيس لجمعية تُعنى بانشغالات الطفولة والشباب، كانت بدافع شخصي، مردُّه وفاة ابنتي في حادث مرور أليم؛ الأمر الذي جعلني أتطوع لمساعدة الأطفال والشباب؛ ليكونوا صالحين في المجتمع".