فتحت خلية للاستماع بساحة البريد المركزي

جمعية «حورية» مجندة لحل مشاكل النسوة

جمعية «حورية» مجندة لحل مشاكل النسوة
  • القراءات: 1130
رشيدة بلال رشيدة بلال

خصصت جمعية «حورية» للمرأة الجزائرية مكتب العاصمة، من خلال معرضها الخاص بمشغولات المرأة الماكثة في البيت، المقامة فعالياته بساحة البريد المركزي، جناحا خاصا لاستقبال النسوة اللواتي يعانين من مشاكل نفسية.. اجتماعية قانونية، صحية أو أسرية، حيث منحتهن فرصة الاستماع إلى انشغالاتهن والسعي إلى إيجاد حلول بمساعدة مختصين تربويين واجتماعين وقانونين. الغرض من الخرجة الميدانية ـ حسب رئيسة الجمعية السيدة دليلة ـ إشعار المرأة التي تعاني في صمت بأن هناك دائما من هو قادر على دعمها لتخطي كل أزماتها.

تزامن وجود «المساء» بجناح جمعية «حورية» للمرأة، مع وضعيتين اجتماعيتين صعبتين؛ الأولى تعاني من مشكل قانوني مع العدالة بعد تعرضها للتحرش الجنسي، حيث بادر المتحرش إلى مقاضاتها تعسفا بتهمة السب والشتم، أما الثانية فتعاني من مشكل اجتماعي يتلخص في تهديد زوجها لها في كل مرة بالطلاق والطرد من المنزل العائلي،  وهي أم لستة أطفال، حيث استمعت لهما المستشارة التربوية بكل اهتمام، وحاولت قدر المستطاع فهم أصل المشاكل التي تعاني منهما كلتا السيدتين اللواتي لجأن إلى الجمعية طلبا للنجدة والعون، بعد أن عجزن عن حل مشاكلهن. وحسب المستشارة التربوية، فإن الغاية من  فتح هذه النافذة الاستشارية هو توجيه دعوة إلى كل النساء اللواتي فشلن في إيجاد حلول لمشاكلهن مهما كانت طبيعتها أو حجمها للالتحاق بالجمعية، حيث نمنحهن فرصة الاستماع ولا نكتفي بذلك، وتضيف: «بل نعمل على إيجاد حلول جذرية بمساعدة ـ طبعا ـ المختصين، مشيرة إلى أن الحالة الأولى وبعد الاستماع إليها، تم توجيهها لمحام يتكفل بمتابعة قضيتها دون أن تدفع أي مقابل».

مشاكل النساء اجتماعية و«حورية» مجندة لحلها

أغلب المشاكل التي تعاني منها النساء الوافدات على مكتب الجمعية طلبا للمساعدة، تقول رئيسة الجمعية السيدة دليلة: «هي مشاكل أسرية ناجمة عن الطلاق أو الترمل أو مشاكل تربية اليتامى.. غلاء المعيشة.. العنف الأسري»، مشيرة في معرض حديثها لـ»المساء»، على هامش إشرافها على المعرض، إلى أن المساعدات التي تقدمها الجمعية عبارة عن توجيهات، لأن بعض النسوة لا يزلن يجهلن حقوقهن ولا يعرفن طريقة تحصيلها، فمثلا يتم توجيه بعض النساء إلى مختص قانوني حتى لا تضيع حقوقهن مثل الحق في السكن،إذا ما حاول الزوج طرد زوجته بطريقة تعسفية، وإن كن يعانين من مشاكل نفسية يتم عرضهن على مختصة نفسانية تساعدهن على تخطي أزماتهن.

وفي ردها عن سؤالنا حول مدى تجاوب النساء مع النشاط، أشارت رئيسة الجمعية إلى أن أعضاءها تعمدوا خلال هذه الخرجة تنظيم معرض لمشغولات النساء الماكثات في البيوت، كعرض الحلويات بغرض جلبهن للمعرض، وبهذه الطريقة يتم مساعدتهن على طرح الأسئلة والاستفسار عما يقوم به القائمون على خلية الاستماع، مشيرة إلى أن بعض النساء لازلن يرفضن التواصل نتيجة الخوف وانعدام الثقة في الآخر، غير أن تجربتنا تقول «التي تزيد على السنتين في مجال التواصل والعمل على حل مختلف المشاكل، جعلتنا قادرين على حمل النسوة اللواتي يقصدننا للبوح بمشاكلهن التي تجعلهن يعشن في حالة مزرية، رغم أن الحلول في بعض الأحيان تكون بسيطة.

تقول رئيسة الجمعية؛ لا نكتفي بالاستماع للنسوة ومرافقتهن فحسب، بل نعمل أيضا على دعمهن ليتمكن من إنشاء مشاريع خاصة بهن، فمن تملك حرفة كالخياطة أو صناعة الحلويات أو الطرز... نزودها بالقواعد الأساسية التي تمكنها من تحويل حرفتها إلى مصدر رزق من خلال تمكينها من المشاركة في المعارض لترويج بضاعتها، وبهذه الطريقة  نكون قد أسسنا امرأة ناجحة قادرة على إدارة مشروعها، مشيرة إلى أن الجمعية انتهجت إستراتيجية خاصة في عملها، إذ لا يقتصر العمل على مستوى المكتب من خلال استقبال النسوة والاستماع إليهن، وإنما تعمل على التنقل إلى المنازل للدردشة إلى النسوة اللواتي يتصلن بالجمعية، ويتعذر عليهن الخروج من منازلهن ويطلبن الاستشارة، وتضيف: «على الرغم من أن الجمعية لا تزال فتية تتطلع من خلال المعارض التي تشرف عليها التعريف بمختلف نشاطاتها وتوسيع  فروعها، حيث تم مؤخرا فتح خمسة فروع جديدة الهدف منها محاولة الوصول إلى النساء بكل ربوع الوطن».