ضربت جمعية «الأفق الجميل» الناشطة في مجال حماية التراث بوهران، موعدا لسكان المدينة خلال الفاتح من شهر ماي للمشاركة في جولة بوسط المدينة، حسبما أكدته فاطمة بن صغير عضو في الجمعية، بالتنسيق مع المعهد الثقافي الفرنسي، يدخل في إطار البرنامج الذي حضرته الجمعية بمناسبة إحياء شهر التراث الذي سينطلق من شارع بورسعيد، مرورا بواجهة البحر، وصولا إلى حديقة ابن باديس، بحي سيدي الهواري العتيق، ستتخلله أنشطة فنية وثقافية ينشطها عدد من الفنانين من داخل وخارج الوطن، على غرار ياسمين عماري، ستقدم عرضا فنيا، إلى جانب عرائس عملاقة وغيرها من المفاجآت.

انطلاقة هذه التظاهرة المنظمة للسنة الرابعة على التوالي، ستكون على الساعة العاشرة صباحا، بمرافقة المرشدين التابعين للجمعية، الذين سيوافون المواطنين بتاريخ الطابع العمراني للمدينة، على غرار البيت الذي كان يسكنه الكاتب الفرنسي «آلبير كامو»، وغيرها من المباني ذات القيمة التاريخية والعمرانية التي تتميز بها، بمشاركة أخصائيين في العمران من طلبة الهندسة المعمارية وكذا إقامة معرض لبيع الكتب التي تتناول التاريخ المعماري لمدينة وهران.

كانت الجمعية قد أطلقت برنامجها الثقافي الخاص بشهر التراث من خلال تنشيط العديد من الفعاليات، على غرار المحاضرة التي قدمها الأخصائي في الهندسة العسكرية الخبير والمهندس الفرنسي «نيكولا فيشار» مؤخرا، بدعوة من الجمعية وكلية الهندسة المعمارية بجامعة إيسطو حول «الحصون العسكرية لمدينة وهران»، بمشاركة طلبة وأساتذة القسم، إلى جانب تنظيم خرجات ترفيهية واستكشافية نحو المعالم الأثرية وبوسط المدينة، لفائدة العائلات الوهرانية وطلاب المؤسسات التربوية، منها الخرجة التي نظمها النادي الأخضر خلال الأسبوع الفارط نحو المنبع التاريخي المتواجد بجبل طفراوي، في 14 أفريل الفارط، وعرفت حضور أزيد من 75 مشاركا من العائلات، والتي أطرت من قبل أعضاء الجمعية من مرشدين ومسعفين وكذا مختص في علم الأعشاب الطبية، حيث يتم التواصل بين المشاركين للإعلان عن موعد هذه الخرجات عن طريق موقع التواصل الاجتماعي أو التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للجمعية، أو عن طريق الهاتف أو التنقل مباشرة إلى مقر الجمعية المتواجد بحي «ميرامار».

تضم الجمعية منذ تأسيسها 100 منخرط من مختلف شرائح المجتمع، منهم 50 منخرطا دائمي الحضور، وتضم العديد من النوادي منها السينما، المحيط، القراءة والجولات السياحية. كما يضم المقر مجسما صغيرا لمدينة وهران في العهد الإسباني سنة 1732، أنجز من قبل أعضاء الجمعية بمساعدة طلبة قسم الهندسة المعمارية بجامعة وهران، يسمح للزائر بالتعرف على تاريخها المعماري خلال تلك الفترة، إلى جانب مجسم للمعلم الأثري «سنتاكروز»، إضافة إلى مشاريع إنجاز مجسمات أخرى لمدينة وهران بعد مرور قرن عن المجسم الأول خلال سنة 1890، ومشروع آخر لمجسم خلال عام 1962، للتعرف على ما خلفه المستعمر الفرنسي من آثار بعد خروجها من الجزائر،  حسبما أكدته السيدة صغير التي أضافت أن مشروع إنجاز ناد سيضم هذه المجسمات والخرائط والصور الفوتوغرافية التي تتناول التاريخ المعماري لمدينة وهران، ومراحل التغيير التي مرت بها، سيكون مفتوحا للزوار.

ومن مشاريع جمعية «الأفق الجميل» كذلك، تهيئة الفضاء المتواجد على مستوى مقر ضريح مولاي عبد القادر الجيلالي بأعالي حصن «سنتاكروز».