لتعويض ما أتلفته حرائق الغابات

جمعيات شبانية تطلق حملة تشجير واسعة

جمعيات شبانية تطلق حملة تشجير واسعة
  • القراءات: 995
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنظم جمعية أيدي خضراء البيئية بولاية تيبازة، حملة تشجير واسعة تحت شعار اِحم غابتك، عقب الكارثة التي شهدتها الجزائر خلال الأسابيع القليلة الماضية، بسبب اندلاع حرائق الغابات بالعديد من الولايات؛ ما خلّف خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية وأشجار الغابات الكثيفة.

قال أسامة بابوري، المكلف بالإعلام لدى الجمعية البيئية أيد خضراء، إن ما حدث في تلك الغابات جريمة عظيمة في حق البيئة، مشيرا إلى أن مثل هذه الكوارث لا يمكن وصفه إلا بالوحشي؛ فالشجرة تبقى عشرات السنين حتى تنبت وتعطي أولى ثمارها؛ فكيف يمكن لشخص أن يضرم فيها النار ليحرقها في غضون دقائق قليلة؟ والأسوأ من ذلك، حسب المتحدث، أن مخلفات النار من رماد يمكنها أن تتلف الأرض تماما، وتجعلها بورا، لا تصلح بعدها لعملية الغرس، موضحا أن العالم شهد آلاف الجرائم من هذا النوع، لأسباب تختلف بين اقتصادية، وأخرى سياسية، للاستيلاء على أراض خصبة، وتحويلها إلى بور؛ لأغراض عقارية، فيما دعا المتحدث جميع الجمعيات الناشطة إلى الالتحاق بمثل هذا النوع من الحملات، التي مفادها إعادة غرس الأشجار، وإحياء تلك الغابات التي أُتلفت، موضحا أن على الشباب التحلي بالروح البيئية، والمشاركة في هذه المبادرة التي وصفها بـ الهبة الخضراء العظيمة، والتي تهدف إلى إعادة الحياة إلى غاباتنا، مشيرا إلى أنه لا يمكن أبدا أن نعطي للطبيعة حقها، ونعيد لها الاعتبار الذي تستحقه مقارنة بما فضل الله عليها، من خلال المنافع التي يستفيد منها الإنسان. كما تهدف مشاركة الشباب، يقول المتحدث، إلى غرس روح المسؤولية لدى الأفراد؛ من أجل المحافظة على الوجه الجمالي للمدينة، وتعميم الغطاء النباتي بكل منطقة راحت ضحية تلك الجرائم.

وقال المتحدث إن العملية تتم عادة خلال شهر أكتوبر من كل سنة، وبصفة استثنائية تتم هذه السنة خلال هذه الفترة، بسبب الحادثة الأخيرة التي تسببت في حرق مساحات خضراء واسعة، بمشاركة خبراء ومزارعين يتقنون العملية، لا سيما أن الأحوال الجوية لاتزال تسمح بالقيام بهذه العملية، حيث سطرت الجمعية هدفا لبلوغ غرس ألف شجيرة كمبادرة أولية في إطار الحملة، في انتظار تعميمها مستقبلا خلال موسم الغرس؛ إذ تشمل العملية، حسب أسامة، غرس مختلف الأشجار المثمرة وغير المثمرة، على غرار أشجار الزيتون والخروب والصفصاف والصنوبر الحلبي وغيرها. وتخص غرس المساحات الجديدة المعنية بعملية التشجير لتوسيع الغابات والمساحات الغابية المتلفة بسبب الحرائق والمناطق الحضرية وشبه الحضرية، موضحا أن العملية ستتواصل إلى غاية نهاية شهر مارس القادم. وسيتم خلال هذه الحملة، يضيف المتحدث، إشراك المواطنين ومرافقتهم في عملية الغرس، لتدريبهم على التقنيات والمعايير العلمية لضمان نجاح الحملة والنمو السريع للشجيرة بمرافقة خبراء ومزارعين، مع حثهم على متابعة العملية عن قرب بعد عملية الغرس، لضمان نمو الشجرة، وتفادي جفافها بسبب قلة سقيها، مشيرا إلى أنّ للعديد مفهوما خاطئا عن حملات التشجير؛ إذ يكتفون بغرس الأشجار، ولا يرونها صيفا، وبالتالي يجف أكثر من ثلثي ما تم غرسه لانعدام الرعاية.