فيما سجل الأطباء تراخيا رغم انتشار الفيروس

جمعيات تتخلى على التوعية وأخرى تتفرغ لنشاطاتها المعتادة

جمعيات تتخلى على التوعية وأخرى تتفرغ لنشاطاتها المعتادة
  • القراءات: 510
رشيدة بلال رشيدة بلال

عادت بعض جمعيات المجتمع المدني، تزامنا والاستقرار المسجل في الحالة الوبائية، إلى الاهتمام ببرامجها التي ظلت معطلة، بسبب جائحة "كورونا"، والتخلي عن النشاط التحسيسي، خاصة ما تعلق بخياطة وتوزيع الكمامات، بينما ظلت بعض الجمعيات الأخرى وفية للنشاط التضامني، خصوصا بعد تسجيل حالة من التراخي في التدابير الوقائية، وهو ما يعكسه الشارع الجزائري، الذي تخلى عن جملة من التدابير الوقائية، لاسيما ما تعلق منها بوضع الكمامة في الأسواق ووسائل النقل والمحلات التجارية، وكلهم قناعة بأن الوباء زال، وأن اللقاح أصبح متوفرا، وأنه لم يعد من داع للخوف.

أعرب عدد من العاملين في القطاع الصحي بمستشفى "فرانس فانون" في ولاية البليدة، في تصريحهم لـ"المساء"، على هامش الزيارة التفقدية التي قام بها وزير الصحة، مؤخرا، إلى بعض المراكز الصحية "بأن المواطن تزامنا وتسجيل حالة من الاستقرار في الوضعية الوبائية، بدأ يتخلى شيئا فشيئا عن التدابير الوقائية، وأصبح يسمح لنفسه بالتواجد في الأماكن المزدحمة، كالأسواق ومحطات نقل المسافرين وفي الساحات العمومية دون الاكتراث للتدابير الوقائية، خاصة ما تعلق منها بوضع الكمامة. وحسبهم، فإن الفيروس لا يزال موجودا ولا يزال خطيرا، لاسيما بعد تسجيل أول حالة للفيروس المتحور، الذي يُعرف بانتشاره السريع، كما أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أكد في أكثر من مناسبة، بأن اللقاح رغم توفره والشروع في تلقيح المواطنين به، يظل غير كاف في تأمين الحماية، وأن التقيد بالتدبير الوقائية يظل الالتزام الأول والأساسي الذي ينبغي أن يحرص عليه كل المواطنين. وبالمناسبة، وجه العاملون في القطاع الصحي دعوة إلى الجمعيات، من أجل المساهمة في إعادة نشر الوعي، بالنظر إلى التراجع المسجل لدى بعضها.

اقتربت "المساء" من بعض الجمعيات التي سبق لها أن أخذت على عاتقها مهمة التوعية والتحسيس، من خلال توزيع الكمامات والمعقمات وحث المواطنين على التقيد بالتدابير الوقائية، فكانت البداية مع مريم معيزي، رئيس الجمعية الثقافية السياحية بولاية البليدة، التي أكدت بأنها لم تتوقف مطلقا عن خياطة الكمامات منذ تفشي الوباء إلى يومنا هذا، وأنها قامت في الأيام القليلة القادمة، بالانتهاء من تجهيز 2000 كمامة، إلى جانب تحضير المعقمات والأقنعة من أجل توزيعها على العاملين في مختلف القطاعات، كالمدارس والجامعات والمرافق العمومية التي تعرف توافد كبيرا من المواطنين. وحسبها، فإن عددا كبيرا من الجمعيات تخلت عن هذا العمل الإنساني التضامني، بعد تسجيل تراجع في الوضعية الوبائية من جهة، ولأن الكمامات أصبحت متوفرة وبأسعار رمزية.

من جهة أخرى، أوضحت نفس المتحدثة، بأنها مع بداية الوباء، كانت تقوم بخياطة الكمامات بأموالها الخاصة، بعدها تم دعم الجمعيات من طرف مديرية الشباب والرياضة، الأمر الذي جعلها تحرص على الاستمرار في هذا العمل التضامني، لحمل المواطنين على الالتزام بالتدابير الوقائية، وعدم التحجج بكونها غير متوفرة، ولتذكيرهم دائما بأن الوباء لا يزال موجودا ولم ينته بعد.

من جهتها، أرجعت رئيسة جمعية "نور" للمرأة والأسرة والطفل، دليلة حسين، سبب تخليها عن ما كانت تقوم به من نشاط تضامني في مجال الوقاية من فيروس "كورونا"، كتوزيع الكمامات، إلى مواجهة الكثير من العراقيل المرتبطة بتأمين المادة الأولية لصنعها، مشيرة  إلى أن بعض الورشات تخصصت في الآونة الأخيرة في خياطة الكمامات، الأمر الذي جعلها متوفرة وبأسعار معقولة، ناهيك عن تدابير الحجر الصحي التي تم تخفيفها، وكان من نتائجها تخلي عدد كبير من المواطنين عن تدابير الوقاية، من منطلق أن الوباء لم يعد يشعرهم بالخوف، بعدما أصبح اللقاح متوفرا، مضيفة بقولها: "الأمر الذي دفعنا بعد تسجيل موع من الاطمئنان إلى التفرغ لنشاطات الجمعية الأساسية، ممثلة في الإشراف على خلايا الإصغاء والإرشاد الأسري ومرافقة المطلقات والماكثات في البيوت، وحثهن على اكتساب حرفة، إلى جانب التحضير لشهر رمضان المبارك، من خلال ضبط قائمة المعوزين والعائلات الذين مستهم الحاجة بفعل الجائحة".