البدانة بعد الحجر، الأخصائية العمري تؤكد لـ "المساء":

جلسات تفريغ الطاقة السلبية والغذاء الصحي ضروريان

جلسات تفريغ الطاقة السلبية  والغذاء الصحي ضروريان
الأخصائية النفسانية نسرين العمري
  • القراءات: 964
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحدثت الأخصائية النفسانية نسرين العمري إلـى "المساء"، عن مشكل السمنة الذي عصف بالأشخاص بفعل جائحة كورونا، سيما خلال الأشهر السابقة، وعدم إمكانية ممارسة الرياضة بفعل التدابير الوقائية، قائلة: "الكل أصبح يعاني من البدانة، حيث اشتكى معظم الأشخاص من هذا المشكل، خصوصا بعد رجوعهم إلى ممارسة نشاطاتهم اليومية، مثل العمل والدراسة وزيارة الأماكن العمومية الترفيهية، خاصة السيدات، اللواتي أشرن، بكل وضوح، إلى أن أزواجهن طلبوا منهن اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن".

أوضحت الأخصائية أنها تلقت شكاوى مفادها "عدم وجود مقاسات تناسبني أو زملائي في العمل أو في الجامعة، لاحظوا اكتسابي وزنا زائدا، ووجهوا لي الملاحظة". وأضافت: "كذلك يعاني معظم الرجال من انخفاض النشاط وزيادة الوزن، وهذا وراء عرقلة أعمالهم؛ فقد باتوا لا يستطيعون التحرك بأريحية. وكذلك يتحرج المراهقون أمام زملائهم في المدرسة؛ لهذا عمدت إلى التطرق للأسباب الكامنة وراء البدانة، وآثارها النفسية على الأشخاص، وطريقة علاجها". وأشارت الأخصائية في معرض حديثها إلى الأسباب النفسية الكامنة وراء زيادة الوزن، وهي الشعور بالخوف والفزع جراء الأحداث السائدة، على غرار المرض والموت والإصابات، وتطور الحالة الوبائية، وهو الأمر الذي يقلق الشخص، ويجعله يأكل لتخفيف توتره؛ قالت: "الملل من كثرة التفكير من دون أشغال أو نشاطات بعد التوقف عن العمل والدراسة والإنتاج والجلوس في البيت طيلة الوقت بدون خطة لمسايرة الوضع الحالي، يزيد من قلق الفرد وعدوانيته وعصبيته، سيما بفعل الضغط الزائد في البيت؛ أي أن الكل في مكان واحد بنفسيات مختلفة، وهذا يخلق نوعا من الانزعاج واللاتكيف، إلى جانب عدم وجود أماكن خارجية لتفريغ الطاقة السلبية اليومية وحرق السعرات الحرارية بعد إغلاق قاعات الرياضة وأماكن التنزه، وكلها أمور جعلت اهتمام الشخص ينصبّ على الرغبة في تعلم أكل جديد بأذواق مختلفة لكسر الروتين، حتى يصبح مدمنا على الطعام؛ فكل هذه الأمور تحفّز رغبة الشخص في الأكل للتخفيف من معاناته النفسية، فيقع في فخ البدانة، التي ينجر عنها آثار نفسية؛ سواء للراشدين أو المراهقين".

وفي ما يخص الآثار النفسية للبدانة قالت العمري: "عدم تقبّل الشخص صورته الجسدية يسبب له الحرج وفقدان الثقة بالنفس؛ إذ تصبح شخصيته هشة، وبالتالي يصبح كثير التحسس من الناس أو أكثر حساسية من النقد، فيعاني من الاكتئاب وعدم الرضا عن ذاته الحالية، إلى جانب القلق المستمر والعدوانية تجاه نفسه وغيره، ومنه انخفاض تقدير الذات". وعن العلاج قالت الأخصائية: "يستوجب عقد جلسات نفسية لتفريغ كافة المشاعر السلبية، ومنه التعرف على السبب الرئيس للإدمان، وهو الأكل، سواء كان قلقا زائدا أو تفريغ الطاقة السلبية، والعمل على التخلص منه؛ من خلال تحفيز إرادة الشخص على اتباع حمية غذائية، وممارسة الرياضة اليومية، واتباع برنامج أكل صحي؛ لذا ننصحه بالتوجه إلى طبيب التغذية، كي يسطر برنامجا معه؛ أي لا يقوم بحمية حادة فيُفقد جسمه بعض المواد الأساسية، سيما إذا كان يعاني من فقر الدم ونقص المغنزيوم أو نقص فيتامين د، وبالتالي تكون مسببات رئيسة للاكتئاب وتبنّي العزلة. وننصح الشخص بممارسة التمارين الرياضية في البيت أو في الخارج؛ كالمشي أو الجري، مع وضع خطة للمحافظة على ثبات الوزن بعد انخفاضه حتى لا ينتكس".