بسبب الضغوطات النفسية اليومية
جزائريون يعانون تساقطا حادا للشعر

- 786

أرجعت الدكتور م. بنونة" الطبيبة المختصة في أمراض الجلد، مشكل تساقط الشعر وسط الشباب الجزائريين، إلى الضغوطات النفسية الشديدة التي تعيشها فئة كبيرة منه، وهذا بسبب بعض المشاكل اليومية التي يتخبطون فيها؛ سواء بسبب عدم توفر فرص العمل، أو تراجع القدرة الشرائية، إلى جانب العنوسة، وغياب الرفاهية، وغيرها من المشاكل التي تُحدث لهم أزمات نفسية، مولّدة مشاكل جسمانية، يظهر بعضها، مباشرة، على الجسم.
وأضافت الحكيمة بنونة أن في الآونة الأخيرة توافد الكثير من الشباب والشابات للاستشارة حول تساقط الشعر، والصلع المبكر خصوصا عند الرجال، في سن قالت إنها لا تتعدى، أحيانا، الثلاثين، وهي ما اعتبرتها سنا مبكرة لهذا المشكل. وأردفت: "يتم في هذه الحالة طلب بعض التحاليل الهرمونية، والتأكد من الإصابة بفقر الدم، والتي لها علاقة، مباشرة، بالمشكلة، وكذا طبيعة الشعر. ويمكن علاجها بعد معرفة السبب؛ على غرار نقص إحدى المواد الأساسية من فيتامينات ومعادن"، موضحة: "في كثير من الأحيان تُظهر نتائج التحاليل سلامة الجسم، ليبقى الشق الثاني والمتعلق بالحالة النفسية للشخص، التي تتطلب علاجا خاصا؛ لأن الأمر مرتبط بحل مشكل نفسي بسبب القلق والضغط النفسي الذي يعيشه الشخص".
وقالت الحكيمة إن الجزائريين لا يملكون ثقافة استشارة مختصين نفسانيين، مشيرة إلى أن في كثير من الأحيان يصعب عليها تقديم نصيحة لمريض، على خلفية أن علاج تساقط شعره قد يكون على يد مختص نفساني؛ "إذ لا يتقبل الأمر، ولا يرى العلاقة بين الأمرين"، مكتفية بتقديم بعض النصائح للتخفيف من التوتر؛ كتناول جرعات من المغنيزيوم، أو التركيز على نظام غذائي سليم ومتزن.
وأوضحت الدكتورة أن "الكثير من الأمراض ترتبط، مباشرة، بحالتنا النفسية"، وأن "البشرة والشعر أول ما تظهر عليهما علامات التأثر من تلك المشاكل النفسية، التي تُفقد الجسم نظام عمله الطبيعي، وبالتالي يحدث خلل في إنتاج ما يحتاجه من هرمونات وكولاجين وبيوتين، وغيرها من المواد المحفزة لعمل خلايا جسمنا بشكل طبيعي". وقالت المختصة إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم، كفيلة بالتخفيف، ولو نسبيا، من تلك الضغوطات اليومية، موضحة أن حل مشكل تساقط الشعر، أحيانا، لا يكمن في أخذ العلاج ضد التساقط، وإنما في محاولة حل المشكل من مصدره، لا سيما إذا كان نابعا من حالة نفسية.