أكدت الدكتورة سهام دحمان، المختصة في الطب العام، على أهمية الاستفادة من جرعات "أوميغا3"  المفيدة لصحة الجسم، مشيرة في حديثها إلـى "المساء"، إلى أهمية هذا الحمض الدهني الذي يُعد من الأحماض التي لا ينتجها الجسم، بل يكتسبها عن طريق الغذاء، ومعتبرة أن السمك هو أكثر الأطعمة غنى بـ "أوميغا 3"، لا سيما السردين والسلمون. ونظرا لغياب الحصة المتكررة من السمك عن نظامنا الغذائي، لا بد من تعويضه عن طريق علاج يحدده الطبيب بعد استشارة طبية وتحليل خاص.

أوضحت الطبيبة أن الأحماض الدهنية من نوع "أوميغا 3"، أحد العناصر الغذائية المهمة. ويحصل عليه الإنسان من خلال الأطعمة والمكملات الغذائية، فالجسم غير قادر على إنتاجه ذاتيا، فهو موجود بوفرة في الأسماك، وهو الحمض المسؤول عن إنتاج العديد من المواد التي تحافظ على توازن الكثير من العمليات الحيوية في الجسم. كما إن هذه الأحماض مسؤولة عن تنظيم ضغط الدم، وحرارة الجسم، وتقي من الالتهابات وبعض الحساسيات، تضيف المتحدثة. وأشارت إلى أن "أوميغا 3" ضروري جدا للوقاية من تخثر الدم الذي قد يعاني منه الكثيرون بسبب بعض الحالات المرضية. ويُعد أحد المكملات الهامة جدا للأطفال والرضع، للدور المهم الذي يلعبه في النمو السليم للدماغ من المرحلة الجنينية في الرحم، لذا لا بد أن تأخذ المرأة الحامل جرعة كافية منه.

كما شددت المتحدثة على أهمية استهلاك نسبة كافية من هذا الحمض، لا سيما أن الجسم لا ينتجه من تلقاء نفسه، بل يستمده من الأغذية، لا سيما الأسماك. ونظرا لغلاء أسعار الأسماك، تضيف المتحدثة، "يمتنع الكثيرون عن استهلاكها بنسبة كافية، لذا يمكن استبدالها بمكمل غذائي يُعرض في الصيدليات تحت علامات تجارية مختلفة"، مؤكدة في هذا الصدد: "لا بد من طلب استشارة الطبيب، ونصيحة الصيدلاني لاقتناء النوع الطبيعي منه، والذي يُعد مستخلصا من زيوت سمك طبيعية. وأخذ الجرعة الكافية منها ضروري للتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، والحد من مخاطر الإصابة بقصور القلب، وهنا تبرز أهميته الكبيرة لصحة الجسم".

وعن طريقة تناول جرعات "أوميغا 3"، أكدت الدكتورة سهام دحمان: "لا بد أن تكون الجرعة بين 3 و4 غرامات في اليوم الواحد، على أن تؤخذ قبل وجبة الغداء أو وجبة العشاء، لمساعدة الجسم في خفض مستوى الدهون الثلاثية، وبالتالي تسمح للجسم بامتصاص مثالي لتلك الدهون. والجرعة يحددها الطبيب، وتكون بمعدل حبة إلى حبتين في اليوم الواحد"؛ كتعويض عن نقص السمك في نظامنا الغذائي.

وعند ارتفاع أسعار السمك لا سيما السردين، تنصح الطبيبة باستهلاك سمك التونة المعلبة، والاستفادة، كذلك، من تلك الزيوت التي تحتويها، باستعمالها في السلطات مثلا، فهي تحتوي على نسبة عالية من "أوميغا 3". وأضافت أن هناك مصادر أخرى لتلك الأحماض الدهنية، إذ نجدها في زيت بذور الكتان، وزيت فول الصويا، واللبن، ولكن هذه الأغذية تكون نسبة التركيز فيها أقل بكثير من تواجدها في السمك.

كما إن "أوميغا 3"، تضيف الطبيبة، مسؤولة عن الجانب الجمالي، كصحة الشعر، والبشرة والأظافر. ونقصها يؤدي إلى بروز بعض المشاكل الجمالية، كتساقط الشعر وبهتانه وكذا تقصفه. كما إن استهلاكه بكمية كافية يمنح البشرة إشراقا ورطوبة واضحة.