سيدة التراث الجزائري سعاد ميخالدي لـ"المساء":

جبة "الفرقاني" تتعرض للقرصنة

جبة "الفرقاني" تتعرض للقرصنة
سيدة التراث الجزائري سعاد ميخالدي
  • القراءات: 555
رشيدة بلال رشيدة بلال

المطالبة بتصنيف الموروث الوطني لحمايته من السرقة

راج مؤخرا، على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة مغربية تعرض جبة "الفرقاني"، وتدعي أنها من التراث المغربي، بالقول إنها "جبة وجدية"، وجزء من اللباس التقليدي المشهور في المنطقة، وهو الأمر الذي دفع بسيدة التراث سعاد مسعودي ميخالدي، رئيسة جمعية "مزغنة شأن وهمة" الثقافية الاجتماعية، إلى الرد على هذا الاعتداء الصارخ على الموروث الجزائري، قائلة إن هذا السطو ليس الأول من نوعه، فقد جاء بعد التعدي على "القفطان" و"الكاراكو" والدور على جبة "الفرقاني" التي تعتبر جزء من التراث الجزائري الأصيل، الذي يميز سكان الشرق من الذين برعوا في تصميمها وتوارثوها أبا عن جد.

قالت السيدة ميخالدي في تصريح لـ"المساء": "ما يعاب على مقطع الفيديو الذي نشر مؤخرا، والذي يروج للباس تقليدي جزائري، ممثلا في جبة "الفرقاني"، أن السيدة التي كانت تقوم بالترويج له، وتجهل تاريخ هذا اللباس التقليدي، الذي ترافقه مجموعة من الأكسسوارات التي تعتبر مكملة لجبة الفرقاني". وأضافت سيدة التراث: "هذا ما يعكس بما لا يدع مجالا للشك اعتداءهم المتكرر على التراث الجزائري الأصيل، فجبة الفرقاني الجزائرية وتحديدا من الشرق الجزائري، خصوصا قسنطينة، وتحمل اسم أحد أهم الفنانين بالولاية، وهو محمد الطاهر الفرقاني، الذي كان يملك مصنعا لتصميم جبة الفرقاني"، وحسبها، فإن أكبر دليل على أنها من التراث الجزائري، كونها جزء لا يتجزأ من جهاز العروس منذ قرون مضت، وأصبحت تدرج حتى في تصديرة العروس في كل ولايات الوطن.

وأردفت سيدة التراث: "جبة الفرقاني عبارة عن قطعة قماش من القطيفة أو ما يعرف بـ(الجلوة)، مطرزة بخيطان ذهبية في الغالب أو بخيوط فضية، تحمل رسومات مختلفة، مثل النجوم"، مضيفة: "في سنوات الأربعينات والخمسينات، كانت النسوة تخترن إما جبة الفرقاني المصنوعة من المجبود، والتي تعتبر الأغلى ثمنا، أو بالفتلة، وهي أقل ثمنا، وتزين جبة الفرقاني بحبات من اللويز الذهبية، التي كانت دلالة على  غنى العائلة".

أشارت المتحدثة إلى أن ما يميز جبة "الفرقاني"، أنها لا تلبس وحدها، إنما يشترط أن تلبس معها حليها، وهو ما غاب عن من حاولوا نسب هذا التراث إليهم، لجهلهم بتاريخ هذا اللباس التقليدي، حيث تلبس حسب ما كشف المتحدثة "بمحزمة اللويز والسخاب المعطر والمقياس، وهو أقل شيء من الأكسسوارات التي ترافق هذا اللباس التقليدي العريق".

وأردفت: "وأكثر من هذا، فإن جبة الفرقاني ترافقها أيضا واحدة من أشهر وأعرق الأغاني القسنطينية، ممثلة في لون المألوف الذي اشتهرت به عائلة الفرقاني، والذي لم يقتصر على الرجال، بل حتى النساء اللواتي برعن في هذا اللون الغنائي في أعراس سكان الشرق الجزائري".

من جهة أخرى، أعربت سيدة التراث عن أسفها الشديد للطريقة التي يتم بها التعدي على التراث الجزائري، في ظل غياب سلطة مكلفة بالدفاع على هذا التراث المادي الجزائري، ممثلا في اللباس، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال الجمعية، إلى الترويج للمورث الجزائري ممثلا في اللباس التقليدي، عبر مختلف التظاهرات والجلسات الإعلامية، مؤكدة أن "التراث الجزائري خط أحمر لا يجوز التعدي عليه "، وحسبها فان "ما يجهله الذين اعتدوا على هذا التراث أنهم لا يملكون معلومات حول هذا النوع من الألبسة التقليدية العريقة، حيث اكتفت السيدة المغربية في الفيديو المنشور، بالقول بأنه متوارث عن الجدات وعجزت حتى عن وصفه".

 وقالت سيدة التراث: "يكفي فقط القول بأن جبة الفرقاني اشتهرت بنوع من التطريز، ممثلا في تطريز (العنبة) الذي شاع في سنوات الستينات والسبعينات، وطرز الورقة"، وختمت بالقول: "الأمر الذي يدعونا بالمناسبة، إلى التنديد والتشهير بمثل هذه الاعتداءات الصارخة على التراث الجزائري، والمطالبة بتصنيف جبة الفرقاني من طرف منظمة اليونسكو من أجل حمايتها".