بعد عدة أشهر من الحجر الصحي

جبال الشريعة بالبليدة تستعيد زوارها

جبال الشريعة بالبليدة تستعيد زوارها
  • القراءات: 1244
 و. أ و. أ

استعادت مرتفعات الشريعة بالبليدة مؤخرا، زوارها وأصبحت تعج بالسياح الذين يقبلون عليها، قادمين خصوصا من الولايات المجاورة، وذلك بعد عدة أشهر من الحجر الصحي الذي شهدته الولاية إثر انتشار فيروس كوفيد-19، فبعد "هجرانها" من طرف الزوار لفترة طويلة، عادت الحياة لتدب في غابات الأطلس البليدي، خصوصا من طرف عشاق الطبيعة والغابات الذين يقصدونها مفضلين إياها على زرقة البحر.

وفي جولة بجبال الشريعة، لوحظ إقبال العديد من العائلات والشباب الذين أتوا في مجموعات ومنهم حتى من كان بمفرده للاستمتاع بالهواء النقي وهدوء الطبيعة الخلابة تحت ظلال أشجار الأرز والبلوط والكستناء.

ويقصد الزوار هذه المنطقة المميزة لقضاء يوم كامل والاستمتاع بخرجة للتخلص من التوتر ومنهم من يقوم بإحضار مستلزمات الشواء لتحضير الغذاء في الطبيعة، فيما يفضل البعض الآخر ارتشاف القهوة أو الشاي حول مائدة مزينة بمختلف الحلويات وآخرون يقتنون الأكل الجاهز من الفندق المتواجد في المنطقة.

وفي هذا الصدد، أعربت السيدة لامية من عين الدفلى التي كانت رفقة زوجها وأولادها عن فرحتها الكبيرة لعودة الحياة من جديد بعد أشهر من "الخوف والاكتئاب" بسبب انتشار وباء كورونا ليقاطعها زوجها قائلا إنه من مرتادي منطقة الشريعة منذ سنوات رفقة عائلته.

وبدوره، ذكر السيد جابر من الشلف الذي كان رفقة والديه وإخوته حول مائدة الغذاء أنه جاء للاستمتاع بهدوء مرتفعات الشريعة وهوائها النقي في محاولة لـ«محو آثار الحجر الصحي الذي عايشناه منذ عدة أشهر".

وأضاف جابر أن "البقاء في المنزل لفترات طويلة خلف آثارا سلبية على العائلات الجزائرية كالقلق والتوتر ولهذا يتوجب علينا العمل على محوها تدريجيا من خلال الخرجات والجولات السياحية في أحضان الطبيعة".

سهر مع ضمان تطبيق البروتوكول الصحي

قامت المديرية المحلية للسياحة فور الإعلان عن رفع الحجر عن المنشآت التابعة للقطاع، بضبط كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال السياح والسهر على ضمان مراقبة تطبيق بروتوكول الإجراءات الصحية، حسبما أكدته ليلى محمد الحاج، مفتشة رئيسية بذات المديرية.

أشارت السيدة محمد الحاج، أنه تنفيذا للبروتوكول الصحي الذي أقرته وزارة السياحة، شرعت المديرية المحلية للقطاع بالتعاون مع مديريتي التجارة والأمن الوطني في القيام بخرجات تفقدية لمراقبة مدى تطبيق هذه الإجراءات على مستوى الفنادق والمواقع السياحية والساحات المهيأة لاستقبال السياح. وأكدت ذات المسؤولة الوقوف على التطبيق الكامل لكافة الإجراءات الوقائية من تعقيم وتباعد اجتماعي وتوفير وسائل ومواد التطهير والنظافة وحمل الكمامات وغيرها سواء على مستوى المنشآت السياحية أومن طرف السياح.

وبالنسبة للحظيرة الوطنية للشريعة، لاحظت السيدة محمد الحاج إقبالا واسعا وكثيفا من طرف العائلات التي تقصد المنطقة للتنفس خاصة وأن الشواطئ المفتوحة للسباحة محدودة ومكتظة، كما أن هناك من يبحث عن الهدوء والطبيعة. وأشادت بالوعي الكبير الملاحظ لدى زوار الشريعة من تباعد بين عائلة وأخرى والتزود بالسائل المعقم وحمل الكمامات وغيرها من الإجراءات الوقائية التي تساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الوباء.

ولفتت المسؤولة إلى أن فتح مسالك أخرى تؤدي إلى المحمية الوطنية للشريعة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة، ساهم بشكل كبير في إقبال العائلات عليها، مشيرة إلى أن الزوار أصبح بإمكانهم الوصول إلى هذه المرتفعات عن طريق تباينات ببوينان وعين الرمانة بموزاية وبوعرفة.

وسمح فتح هذه المسالك للعائلات باكتشاف مناطق ومناظر جديدة لم تكن معروفة من قبل وأصبحت مقصدا للعديد من السياح والتي تتميز بغطائها النباتي الغني ومياهها العذبة والمنعشة، كما قالت.

كما أكد رئيس البلدية بالنيابة، بن عاشور نور الدين أن السلطات المحلية والأمنية لبلدية الشريعة تعكف منذ رفع الحجر الصحي الجزئي على توفير كافة الشروط اللازمة لضمان المتعة والأمن للزوار وتنظيمهم. وقال السيد بن عاشور إنه تم مؤخرا أيضا فتح المطاعم والفندق الوحيد الموجود في الشريعة (فندق الأرز) ويتم استقبال الزوار في ظل احترام الإجراءات الوقائية وتحسيسهم بضرورة احترامها، مشددا على توفر الأمن والنظام داخل المساحات الغابية.

وفي سياق متصل، نوهت السيدة ليلى محمد الحاج إلى أن الحجر الصحي كان له أثر إيجابي على الحظيرة الوطنية للشريعة والتي سجلت خلال هذه الفترة انتعاشا للثروة الحيوانية والنباتية التي ارتاحت وازدهرت بشكل ملحوظ. وقالت السيدة محمد الحاج نقلا عن المختصين إن الشريعة تخلصت من التلوث الذي كانت تعاني منه بسبب دخان المصانع والسيارات أو بسبب العامل البشري المخرب وتنفست الصعداء ونما غطاؤها النباتي من جديد بشكل كثيف مما زادها رونقا وجمالا.

كما أشار رئيس البلدية بالنيابة إلى عودة ظهور مختلف الحيوانات من جديد بعد فترات طويلة من اختفائها على غرار قرد الماغو وطيور النسر والصقور، كما أن الغطاء النباتي عرف نموا لا مثيل له.