ستكون إشكالية «قلق المستقبل لدى المتعلمين حقيقة أم وهم»، محور أشغال الملتقى الوطني الذي سينظم الأسبوع المقبل من قبل مخبر التربية والتطور بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 «أحمد بن أحمد»،

الذي تحتضنه مكتبة العلوم الاجتماعية بجامعة «مراد سليم طالب» بالسانيا، بمشاركة أساتذة وباحثين في المجال من مختلف جامعات الوطن، على غرار الوادي، غليزان، ورقلة، البليدة ومستغانم.

يهدف الملتقى، حسب مدير المخبر الدكتور عبد الحق منصوري، إلى مناقشة موضوع «قلق المستقبل وانعكاسه على المسار التعليمي للمتعلمين ببلادنا»، بعد أن أصبح العالم يعيش تحت ضغوط التحولات السريعة والثورة العلمية المعرفية المتلاحقة التي يصعب التنبؤ بها، إذ سيطرت الماديات على القيم بين الناس، فضلا عن العمل والدراسة ومتطلباتها الكثيرة والخوف من فقدانها، فزادت الضغوط النفسية التي مست جميع شرائح المجتمع بمن فيهم المتعلمون الذين أصبحوا يتخبطون في ضغوط التخطيط للمستقبل، فنجد أن المتعلم يقف عاجزا عن بلورة أهدافه في أرض الواقع أو أنها لا تحقق له الأمن النفسي والطمأنينة، فالموجة الحضارية أثارت قلق المتعلم حول مستقبله في ظل ما يحمله الغد من مفاجآت وصعوبات، خصوصا قلة فرص العمل لخريجي الجامعات، إضافة إلى الكثير من المتغيرات الحياتية والمعيشية والمهنية التي أصبحت تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الشباب؛ بدءًا من اختيار نوع الدراسة إلى البحث عن وظيفة مستقبلا، والتفكير في تكوين أسرة، فتحقيق مطالب الحياة الأساسية في ظل التغيرات المستمرة غالبا ما تثير القلق الذي يصاحبه الإحساس بالتوتر والضيق للمتعلم، الذي يسعى دوما لتحقيق علاقات ناضجة مع رفاقه، ولإشباع حاجة المركز الاجتماعي واتخاذ قرارات متعلقة بشأن مستقبله الدراسي والمهني.

ويسعى المنظمون لمناقشة موضوع «قلق المستقبل وانعكاسه على المسار التعليمي للمتعلمين»، وبحث الطرق الكفيلة ومساعدة هذه الفئة على مواجهته، وفق المصدر، فاتحين المجال أمام الأساتذة والباحثين وكل المهتمين، لإثراء الموضوع من خلال مناقشة العديد من المحاور، على غرار موضوع «الإطار المفاهيمي والنظري لقلق المستقبل»، و»قلق المستقبل إحدى أخطر العقبات التي تواجه شبابنا»، و»المشروع المهني بين رغبة تحقيق الذات والواقع الاجتماعي»، و»قلق المستقبل وأثره على الصحة النفسية للمتعلمين؛ دراسة تحليلية ونفسية»، و»مِؤشرات قلق المستقبل لدى طلبة جامعة تلمسان؛ دراسة ميدانية على عيّنة من طلبة العلوم الاجتماعية»، ومداخلة حول «اقتراح برنامج إرشادي للتخفيف من حدة قلق المستقبل عند المتعلمين».