إحياء لذكرى وفاة العلامة ابن باديس

جامعة الجزائر "2" تحيي يوم العلم بأنشطة علمية متنوعة

جامعة الجزائر "2" تحيي يوم العلم بأنشطة علمية متنوعة
  • 2367
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت جامعة الجزائر "2" بالتنسيق مع التنظيمات الطلابية الناشطة في الجامعة، الاحتفال بيوم العلم بتحضير برنامج ثري جمع بين الأنشطة العلمية، ممثلة في عدد من المحاضرات التي تمحورت في مضمونها حول تمجيد يوم العلم المصادف لـ16 أفريل، وكذا أنشطة ثقافية ممثلة في أبيات شعرية وأخرى فنية رياضية تفاعل معها الطلبة الذين توافدوا على قاعة المحاضرات الكبرى للمشاركة في الاحتفالية.

بدأت الاحتفالية بكلمة ترحيبية لرئيس الجامعة عبد الحميد خميسي، الذي تطرق من خلالها إلى أهمية العلم في بناء الأمم، وكيف يمكن له أن يكون سلاح ذو حديين فقد يكون وسيلة لإنقاذ البشرية وتحديدا في مجال معالجة الأمراض الخطيرة، كما يمكن له أن يتحول إلى وسيلة لتحطيم الإنسان وتدمير الشعوب، ودعا في الإطار الطلبة إلى الاهتمام بتعلم مختلف العلوم والانفتاح على العالم الخارجي.

من جهته المحاضر علي تبليت، مختص في التاريخ، اختار التركيز في محاضرته على السيرة الذاتية للعلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس، حيث ركز في مداخلته على المجهودات التي كان يبذلها العلامة في سبيل نشر العلم والمعرفة، مشيرا إلى أن العلامة كان يحارب الاستعمار الفرنسي  باللجوء إلى التعليم، حيث اختار عددا من الأفراد من مختلف ربوع الوطن وعكف على تعليمهم، ليتولوا بدورهم مهمة التعليم في مختلف القرى والمداشر، من أجل نشر الوعي ومحاربة الجهل الذي كانت تسعى فرنسا إلى نشره، ولعل من بين المجهودات التي بذلها أيضا العلامة، حسب المحاضر في سبيل نشر العلم، إصداره لمجلة المنتقد. مؤكدا أن اختياره لهذه التسمية كان مقصودا لانتقاد سياسة فرنسا الاستعمارية، وقد تمكن  ذلك من إصدار 19 عددا منها.من بين الآثار التي لا تزال شاهدة على مجهودات العلامة في محاربة الجهل، حسب المحاضر، كونه أيضا كان سباقا لإنشاء المدارس الحرة في الجزائر التي تحث على تعليم أبناء الشعب ومن دون أي مقابل، وهي التجربة التي وقف عليها العلامة في تونس وسعى إلى تطبيقها في الجزائر لمحاربة الجهل والأمية، والدفع بأبناء الشعب إلى طلب العلم.من جهته الاستاذ بشير سعدوني، ولدى تدخله، أبى في بداية محاضرته التذكير بسبب الربط بين يوم العلم وذكرى وفاة العلامة عبد الحميد ابن باديس، حيث قال بأن هذا الاختيار كان بمثابة تكريم لهذا الرجل الذي على الرغم من أنه عاش 51 سنة فقط، إلا أن حياته كانت مفعمة بالعطاء العلمي، إذ أنه كان يقضي 80 بالمائة من وقته لفائدة العلم ومحاربة الجهل،  والنتيجة أنه تمكن من تكوين جيل من العلماء لعب دورا كبيرا في حفظ اللغة والدين، مشيرا إلى أن الجزائر قدمت في فترة الاستعمار نماذج لعلماء لم  تحبط الأزمات والحروب عزيمتهم في طلب العلم، واليوم الطلبة مدعوون لأخذ العبرة من هذه الفئة من أجل الرقي بالوطن، مستدلا بمقولة العلامة ابن باديس "يا نشء أنت رجاؤنا".

ربطت المحاضرة صباح العياشي، المختصة في علم الاجتماع لدى تدخلها بين العلم والآفات الاجتماعية، وأكدت أن محاربة مختلف الآفات الاجتماعية لا يكون إلا باتباع طرق عليمة، مضيفة أنه من أجل هذا يسعى مخبرها إلى توعية الأسر لأهمية أن تتسلح بالعلم والمعرفة، حتى تنجح في إدارة الأسرة وتتجنب مختلف الآفات الاجتماعية، ودعت الطلبة بالمناسبة، إلى استغلال أوقات الفراغ لتزويد عقولهم بالمعرفة من خلال تعلم مختلف الثقافات والقيام بالبحوث. 

الجدير بالذكر أنه تم على هامش الاحتفال بيوم العلم، تنظيم معرض للكتاب، ضم مساهمات الأساتذة الجامعيين طيلة مسيرتهم التعليمية، وقد عرف المعرض تجاوبا كبيرا من قبل الطلبة.